اليوم 251 للحرب: هجوم روسي مكثف على مواقع الطاقة بمسيرات إيرانية
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 351 للحرب، شنت روسيا اليوم، هجوماً “مكثفا” بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة على مواقع للطاقة في أوكرانيا، وفق ما أعلنت أوكرانيا مؤكدة أن صاروخين عبرا المجال الجوي لرومانيا، الدولة العضو في الحلف الأطلسي، وهو ما نفته بوخارست.
وأعلنت وزارة الدفاع الرومانية أنه لم يسجل عبور أي صاروخ في المجال الجوي للبلد، بعدما أفاد قائد الجيش الأوكراني أن صاروخين روسيين أطلقا باتجاه أوكرانيا حلقا فوق رومانيا ومولدوفيا.
غير أن بوخارست أشارت إلى رصد صاروخين عبرا على مسافة 35 كلم من أراضيها، ما استدعى إرسال طائرتين تابعتين لسلاح الجو “لتعزيز خياراتنا للرد”. من جهتها، قامت مولدوفيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي نددت الخميس بأنشطة روسية “لزعزعة الاستقرار” فيها، باستدعاء السفير الروسي احتجاجا على “انتهاك غير مقبول” لمجالها الجوي.
وتأتي عمليات القصف الروسية الجديدة على أوكرانيا بعد قيام الرئيس فولوديمير زيلينسكي بجولة أوروبية زار خلالها لندن وباريس وبروكسل لحث حلفائه الأوروبيين على إمداده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.
وتحذر كييف منذ عدة أيام من هجوم ضخم يعد له الجيش الروسي الذي شدد الضغط العسكري على خط الجبهة في الشرق حيث تتقدم قواته بشكل بطيء.
وذكرت السلطات الأوكرانية أن روسيا أطلقت الجمعة “أكثر من خمسين صاروخ كروز تم إسقاط معظمها، إضافة إلى صواريخ مسيرة إس-300، واستخدمت 7 مسيرات مفخخة من نوع شاهد إيرانية الصنع. وأكد سلاح الجو أنه بالإجمال “أطلق العدو 71 صاروخا من طراز كاي إتش 101 و555 وصواريخ كروز كاليبر … دمر منها سلاح الجو الأوكراني 61“.
وسمعت عدة انفجارات لا سيما في كييف، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس. وبعدما دوت صفارات الإنذار قبل الظهر، نزل سكان من العاصمة إلى المترو للاحتماء من الضربات الروسية.
وقالت إيرينا “علينا أن نواصل العمل”، مقرة بأنها “بأمان” في أنفاق المترو تحت الأرض، فيما أعرب سكان آخرون عن إحباطهم لاضطرارهم إلى النزول باستمرار إلى الملاجئ.
وقال مسؤولون محليون إن الهجوم على زاباروجيا هو الأعنف منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وقال مسؤولون بالمنطقة إن البنية التحتية الحيوية هوجمت أيضا في منطقة خميلنيتسكي (غربي أوكرانيا) ومنطقة خاركيف في الشمال الشرقي ومنطقة دنيبروبيتروفسك (وسط البلاد).
وقال المتحدث باسم سلاح الجو يوري إهنات للتلفزيون الأوكراني إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 5 طائرات مسيرة من أصل 7، و5 صواريخ كاليبر من أصل 6 أُطلقت كلها على أوكرانيا.
وأفاد سلاح الجو أيضا بأن 35 صاروخا من نوع “إس-300” أُطلقت في منطقتي خاركيف وزاباروجيا. وليست لدى الدفاعات الجوية الأوكرانية القدرة على إسقاط هذا النوع من الصواريخ.
وفي السياق ذاته، قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الحكومية الأوكرانية إن عدة منشآت في شرق وجنوب وغرب أوكرانيا تعرضت للقصف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الخميس إن المقاتلات التي تريدها كييف لا يمكن أن تسلم في الأسابيع المقبلة “تحت أي ظرف”، مؤكدا أنه يفضل أسلحة “أكثر فائدة” ويمكن تسليمها بشكل أسرع. وأشار ماكرون إلى أن مدافع قيصر ونظام الدفاع الجوي متوسط المدى المقدَّم من فرنسا تفي بهذه المعايير.
من جهتها، أعلنت بريطانيا أنها تدرك المخاطر التصعيدية المحتملة لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الغربية، في وقت قللت فيه من احتمال تسليم كييف مقاتلات “تايفون” من طرازات قديمة.
وجاءت هذه التعليقات في أعقاب زيارة زيلينسكي إلى العاصمة لندن أمس الأول الأربعاء قبل أن ينتقل إلى باريس وبروكسل أمس الخميس لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، لحض الحلفاء على تزويد بلاده بطائرات مقاتلة لاستخدامها ضد القوات الروسية.
وقالت بريطانيا إنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين، وستنظر في إرسال طائرات على المدى الطويل، رغم ما يعتري الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من قلق التورط أكثر في الحرب.
وواصل زيلينسكي حملته من أجل إنشاء محكمة لمحاسبة روسيا على حربها في أوكرانيا، ودعا إلى دعم خطته للسلام، وحث الاتحاد الأوروبي على فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
في السياق ذاته، قالت روسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الخميس إنهما تأملان إحراز تقدم لإنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، التي تعرضت لقصف متكرر خلال الشهور الماضية.
وأدلى رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية أليكسي ليخاتشيف والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بهذا التصريح بعد اجتماعهما في موسكو.
وتريد الوكالة الدولية إنشاء منطقة آمنة حول المحطة لمنع حدوث مزيد من الأضرار جراء القصف واستخدام الأسلحة الثقيلة.
واستولت القوات الروسية على محطة زاباروجيا (أكبر محطة من نوعها في أوروبا) بعد فترة وجيزة من حرب موسكو على أوكرانيا العام الماضي.
ووقعت المحطة تحت وطأة القصف المتكرر، وتلقي كل من موسكو وكييف اللوم على بعضهما، وتتبادلان الاتهامات بإثارة مخاطر حدوث كارثة نووية.
وقال ليخاتشيف بعد الاجتماع وهو يقف بجوار غروسي “قد تكون نتيجة هذه المحادثات المهمة للغاية اليوم هي منحنا فرصة للاقتراب خطوة من إنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا للطاقة النووية“.
<
p style=”text-align: justify;”>وعبّر غروسي عن مخاوفه مجددا بخصوص سلامة المحطة، وقال إن الوضع هش وخطير للغاية.