اليوم 380 للحرب: كييف تستعد لهجوم معاكس في باخموت

اليوم 380 للحرب: كييف تستعد لهجوم معاكس في باخموت

السؤال الآن ــ وكالات وتقارير

   في اليوم 380 للحرب، واصلت القوات الأوكرانية اليوم التصدي للهجمات الروسية على مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد، معلنة أنها تحشد المقاتلين لشن هجوم معاكس بعدما سيطرت مجموعة فاغنر الروسية على الجزء الأكبر من شرقي المدينة.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن “الأبطال الحقيقيين هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم”.

ونقلت الخدمة الصحفية للجيش الأوكراني عن سيرسكي قوله “يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشن هجوم معاكس، وهو ليس بعيدا”.

ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية، فقد سيطرت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، على الجزء الأكبر من شرقي باخموت خلال الأيام الأربعة الماضية. وقالت الوزارة إن “القوات الأوكرانية تسيطر على غربي المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر”، في إشارة إلى نهر باخموت.

وتواصل القصف المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية على محور باخموت. وقالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن مجموعة فاغنر سيطرت على مواقع جديدة وصفتها بالمهمة داخل المنطقة الصناعية وسط مدينة باخموت. وأضافت الوكالة، نقلا عن مصدر موال لروسيا في إقليم دونباس، أن وحدات فاغنر سيطرت على مواقع داخل مصنع الصلب على الضفة الغربية لنهر باخموت، مما يسهل السيطرة على المنطقة الصناعية، ويجعلها منطلقا لهجمات فاغنر على ما تبقى من أحياء يسيطر عليها الجيش الأوكراني.

في الوقت نفسه، قال موقع “ريبار” العسكري إن سلاح الجو الروسي شن ضربات مكثفة على مواقع الجيش الأوكراني وسط باخموت، وفي بلدات مجاورة. واعترفت أولغا ستيفانيتشينا نائبة رئيس الوزراء الأوكراني بأن “مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيدا بالنسبة لنا”.

وأضافت “نقدر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن “الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت“.

وفي الجنوب، أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا مقتل مدني في قصف مدفعي أوكراني استهدف مدينة نوفويا كاخوفكا على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو جنوبي أوكرانيا.

وقالت إن القوات الأوكرانية باتت تقصف الأراضي الواقعة على الضفة اليسرى من النهر بشكل متواصل باستخدام أسلحة غربية الصنع. وأكدت أن القصف المدفعي الأخير استهدف مناطق سكنية وسط نوفويا كاخوفكا.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن القوات الأوكرانية تعمل بشكل يومي لدفع القوات الروسية إلى التراجع في الضفة اليسرى من خيرسون، وذلك عبر تكثيف القصف المدفعي على هذه القوات. واتهمت هومينيوك القوات الروسية بنشر الأسلحة بين منازل السكان هناك، وترهيبهم.

وقال المتحدث باسم القوات الأوكرانية في شرق البلاد سيرغي تشيرفاتي إن 221 من القوات الموالية لموسكو قتلوا وأصيب أكثر من 300 في باخموت، وإن القوات الروسية ومليشيا فاغنر قصفتا جبهة باخموت ومركز المدينة نحو 157 مرة. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 210 جنود أوكرانيين قتلوا في الجزء الذي يمثل خط المواجهة الأوسع نطاقا في دونيتسك.

ولم تحدد موسكو حجم الخسائر في باخموت، لكن المدينة الواقعة في شرق دونيتسك والتي باتت شبه مهجورة أصبحت موقعا لواحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

ويعترف كل جانب بتعرضه لمعاناة وخسائر كبيرة في باخموت، في حين يصعب التحقق من العدد الدقيق للقتلى من مصادر مستقلة.

من ناحية أخرى، قال رئيس مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة يفغيني بريغوجين إن مجموعة المرتزقة الروسية تحتاج إلى 10 آلاف طن من الذخيرة شهريا من أجل الانتصار في معركة مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

وطالب بريغوجين خلال مقطع فيديو تم نشره أمس السبت بتسليم قذائف مدفعية وذخيرة. وقال رئيس فاغنر “ينبغي تسليم الكميات المطلوبة من الذخيرة دون إبداء تحفظات”، مضيفا أن “المليارديرات الروس مستعدون أيضا لتغطية تلك النفقات”، وقدر التكاليف الشهرية بنحو نصف مليار دولار.

بدوره، حث وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا ألمانيا على الإسراع بتقديم إمدادات الذخيرة والبدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة غربية. وقال كوليبا لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية إن نقص الذخيرة يعد المشكلة “الأولى” التي تواجه أوكرانيا لصد ما وصفه بالغزو الروسي.

وأضاف أن الشركات الألمانية المصنعة للأسلحة أبلغته خلال مؤتمر ميونخ الأمني في فبراير/شباط الماضي أنها جاهزة لعملية التسليم لكنها تنتظر توقيع الحكومة على العقود، ونقل عنه قوله “المشكلة -إذن- تكمن في الحكومة“. وأوضح كوليبا أنه لا يتوقع أن تتسلم أوكرانيا في أي وقت قريب الطائرات المقاتلة التي تطلبها من الحلفاء الغربيين.

لكنه قال إنه يجب تدريب الطيارين الأوكرانيين على أي حال حتى يكونوا مستعدين بمجرد اتخاذ ذلك القرار. وأضاف أنه إذا قامت ألمانيا بتدريب الطيارين الأوكرانيين فسيكون ذلك “رسالة واضحة لمشاركتها السياسية“.

وفي السياق ذاته، بحث القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني أمس السبت مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا. وقال زالوجني “أجريت مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، وناقشنا عددا من الموضوعات المهمة بالنسبة لنا، وركزت على قضية الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا“. وأضاف “ناقشنا أيضا توريد الذخيرة والمعدات، والحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية“.

من جهة أخرى، وفي تصريح لافت للانتباه أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يقترب من استنفاد كافة الخيارات بشأن فرض عقوبات على روسيا.

وقال بوريل بعد اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم إن الاتحاد استخدم كافة الأوراق لديه بتدرج، وربما بشيء أكثر من التدرج.

وأشار إلى أن عليه الآن أن يركز اهتمامه على التحول إلى تقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة