اليوم 381 للحرب: معارك طاحنة شرقي أوكرانيا والصين تتحرك على خط السلام
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم 381 للحرب، دارت معارك طاحنة شرقي أوكرانيا، حيث تسعى القوات الروسية لبسط سيطرتها على مدينة باخموت الإستراتيجية بعدما انتزعت أجزاء واسعة من شرقي المدينة.
في وقت نقلت فيه صحيفة “وول ستريت جورنال“ الاميركية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الرئيس الصيني ينوي عقد اجتماع افتراضي عن بعد مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ورجحت عقده عقب زيارة الرئيس الصيني موسكو، بينما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن الرئيس الصيني سيتوجه إلى روسيا قريبا وربما الأسبوع المقبل.
وامتنع الكرملين عن التعليق على هذا النبأ، ولم ترد الخارجية الصينية على طلب رويترز للحصول على تعليق.
وإذا تمت زيارة شي لروسيا الأسبوع المقبل، فإنها ستكون في وقت أقرب مما كان يُتوقع سابقا. وستأتي بعد أيام من إعلان تولي شي رئاسة الصين لولاية ثالثة. وتلتزم الصين الحياد بشكل علني إزاء الحرب، وامتنعت عن تحميل أي طرف مسؤوليتها، لكنها عارضت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وعرضت بكين في الأسابيع القليلة الماضية التوسط من أجل إحلال السلام، وهو مقترح قابله الغرب بالتشكيك.
وتتهم الولايات المتحدة الصين بأنها تفكر في تسليح روسيا، وهو ما تنفيه بكين. وقال الرئيس الأوكراني إن القيام بذلك سيكون بمثابة دعوة إلى حرب عالمية ثالثة.
ميدانيا، قال الجيش الأوكراني إن معارك ضارية تدور حاليا للسيطرة على وسط مدينة باخموت شرقي البلاد. وأوضح قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أن الوضع حول باخموت لا يزال صعبا، مؤكدا أن الوحدات الهجومية من مجموعة فاغنر الروسية تتقدم من اتجاهات عدة، في محاولة لاختراق الدفاعات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة.
وقد نشرت القوات البرية الأوكرانية صورا تظهر الجنرال سيرسكي وهو يتفقد قواته على الجبهة الشرقية، وقالت في بيان إنها تعمل على إجبار القوات الروسية على التخلي عن الهجوم من خلال تكبيدها خسائر كبيرة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 16 طائرة مسيّرة أوكرانية واعتراض 12 صاروخا من طراز هيمارس الأميركي.
وكان رئيس مجموعة فاغنر الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين قال أمس الأحد إن الوضع في باخموت صعب للغاية، رغم تقدم قواته. وأضاف في تعليقات نشرها مكتبه الإعلامي “كلما اقتربنا من وسط المدينة، زادت صعوبة القتال.. الأوكرانيون يدفعون باحتياطات لا نهاية لها. لكننا نتقدم وسنتقدم“.
وذكر بريغوجين أيضا أن الجنود الروس يزودون مقاتليه بشاحنات محملة بالذخيرة، وكان قد شكا من قبل أن كبار القادة الروس يمنعون الذخيرة عمدا عن رجاله، وهو ادعاء نفته وزارة الدفاع الروسية.
وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير ــــ شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتحرص روسيا على تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.
واليوم أكد الكرملين أن أهداف روسيا الآن في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها سوى بالسبل العسكرية، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تحقيق الأهداف الروسية يظل أولوية مطلقة، مشيرا إلى أن تحقيقها ممكن الآن لكن بالسبل العسكرية فقط، ومنبها إلى أنه لا يرى في الوقت الراهن أي إشارات لانتقال الوضع بشأن أوكرانيا إلى طريق سلمي.
ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية، فقد سيطرت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية على الجزء الأكبر من شرقي باخموت خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقالت الوزارة إن “القوات الأوكرانية تسيطر على غربي المدينة وهدمت الجسور الرئيسة فوق النهر”، في إشارة إلى نهر باخموت.
كما أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أمس الأحد، أن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف القوات الروسية في أقل من أسبوع جراء معارك باخموت. وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي المصور، “في أقل من أسبوع، بدءا من السادس من مارس/آذار، تمكنا من قتل أكثر 1100 جندي معادٍ في قطاع باخموت وحده“.
وأضاف أن 1500 جندي روسي أصيبوا أيضا بجروح بالغة بما يكفي لإبعادهم عن أي عمليات أخرى، كما دُمرت عشرات القطع من العتاد وأكثر من 10 مستودعات ذخيرة روسية.
ووسط سجالات داخل أوكرانيا ومع حلفائها بشأن جدوى معركة باخموت، نشر المركز الإعلامي العسكري التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية بيانا يشرح فيه أهمية الدفاع عن المدينة. وأوضح المركز، في البيان، أن الدفاع عن باخموت يسهم في ربط القوات الرئيسة والاحتياطيات الكبيرة للروس في مكان واحد، وتكبيدها خسائر كبيرة. ويؤدي ذلك إلى إجبار القوت الروسية على إجراء عمليات تناوب متكررة للوحدات المشاركة في العمليات الهجومية، وذلك يسهم في إضاعة الوقت والموارد وإفقادها الإمكانات الهجومية وقدراتها في اتجاهات أخرى، وفقا للبيان.
وقال المركز الإعلامي العسكري إن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي وصلت إلى ما بين 600 و700 مقاتل كل يوم، قتلوا في خطوط الجبهة بأكملها، وفقا للبيان.
وذكر المركز أن القوات الروسية تركز عملياتها على مقاطعة دونيتسك بهدف الوصول إلى الحدود الإدارية لمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وزيادة كثافة العمليات الهجومية في اتجاهات ليمان ومارينكا.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت القوات الخاصة التابعة لجهاز الاستخبارات الأوكرانية إن وحداتها دمرت 8 مدرعات للقوات الروسية في معارك شرقي البلاد. ونشرت القوات الأوكرانية صورا لاستهدف دبابات، وعربات عسكرية، وشاحنة محملة بالذخيرة تابعة للجيش الروسي.
كما بدأ جنود أوكرانيون التدرب على استخدام دبابات من طراز “ليوبارد 2 إيه 4” (Leopard 2A4) الألمانية الصنع في مركز تدريب عسكري بساراغوسا بإسبانيا. ويتوقع أن تنخرط هذه الدبابات فيما تخطط له كييف وتصفه بهجوم الربيع المضاد، مع مدرعات غربية أخرى أمد بها الحلفاء القوات الأوكرانية.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية تمكّنت من إسقاط 16 مسيّرة أوكرانية، واعتراض 12 صاروخا من طراز هيمارس في معاركها بأوكرانيا. وأكدت الوزارة أنه تم القضاء على 110 جنود أوكرانيين في محور كراسني ليمان، وحوالي 190 جنديا أوكرانيا في محور دونيتسك.