اليوم 382 للحرب: زيلينسكي باخموت في وضع صعب لكن قررنا الدفاع عنها
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 382 للحرب، اكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انه اتفق مع القيادة العسكرية العليا في بلاده، على مواصلة الدفاع عن مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه اليوم عقب اجتماع ضم الرئيس وكبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين: “بعد النظر في العملية الدفاعية في اتجاه باخموت، عبّر جميع الأعضاء عن موقف مشترك بمواصلة التمسك بمدينة باخموت والدفاع عنها”.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي أمس الاثنين “الوضع صعب جداً في الشرق.. مؤلم جداً. علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسندمرها”.
وفي ساحة المعركة قال جنود أوكرانيون، أمس الاثنين، إنهم يصدون هجمات قرب كريمينا شمالي باخموت. وأدت حرب الخنادق لوقوع عدد هائل من القتلى في باخموت بمنطقة دونيتسك، حيث أعلن كلا الجانبين مقتل المئات من قوات العدو.
وتقول روسيا إن السيطرة على باخموت ستفتح الطريق أمام السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل، وهي هدف حربي رئيسي. فيما تعتبر أوكرانيا، إن إنهاك الجيش الروسي الآن سيسهل عليها هجومها المضاد في وقت لاحق هذا العام.
لكن لا يوجد اتفاق في الآراء بين المحللين العسكريين على أن الدفاع عن باخموت هو أفضل استراتيجية بالنسبة لأوكرانيا. وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جادانوف في مقابلة: “حتى الآن لدينا معلومات بأن أوكرانيا ترسل قوات الاحتياط التي تدربت في دول غربية إلى باخموت. ونتكبد خسائر بين قوات الاحتياط التي ننوي استخدامها في الهجمات المضادة”.
وأضاف “يمكن أن نخسر هنا كل شيء أردنا استخدامه في تلك الهجمات المضادة”.
من جهته، قال المؤرخ العسكري الأوكراني رومان بونومارينكو، إن خطر تطويق المدينة “حقيقي جدا”. وأضاف لإذاعة “إن. في” الأوكرانية: “لو تخلينا ببساطة عن باخموت وسحبنا قواتنا ومعداتنا لا يمكن أن يحدث شيء فظيع.. لو أحكموا الحصار سنخسر الرجال والعتاد”.
من جهة ثانية، اوضح موقع ريبار العسكري المطلع إن قوات فاغنر تخوض حاليا حرب شوارع عنيفة في المناطق الشمالية من المدينة. ونقل مراسلون عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية تتقدم من الجهة الشمالية الغربية من باخموت.
ووصف رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الوضع في باخموت بأنه صعب للغاية، مضيفا أن الأوكرانيين يتشبثون بكل متر في المدينة ويصلهم الدعم دون توقف وبإمدادات لا نهاية لها، حسب قوله.
وأضاف بريغوجين، على حسابه في تليغرام، أن المعارك تزداد ضراوة مع تقدم القوات إلى وسط باخموت، ولكن التقدم يستمر بفضل قواته وبفضل السلاح الروسي، نافيا وجود أي خلاف أو نزاع بين مقاتلي فاغنر والقوات المسلحة الروسية.
من جهتها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تصدي قواتها لهجمات روسية في محيط مدينة باخموت عند بلدات أوريخوفا فاسيلفكا وهريغوريفكا شمالا وكل من إيفانوفيسك وتشاسيف يار غربا. كما أشارت إلى مواصلة القتال في باخموت، واستمرار محاولات القوات الروسية السيطرة على المدينة، مؤكدة إحباط القوات الأوكرانية محاولة الروس اختراق الدفاعات باتجاه مدينة ليمان شمالي مقاطعة دونيتسك وكوبيانسك شرقي خاركيف.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن الوضع حول باخموت لا يزال صعبا، مؤكدا أن وحدات فاغنر الهجومية تتقدم من عدة اتجاهات، في محاولة لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة.
ونشرت القوات البرية في الجيش الأوكراني صورا تُظهر قائد القوات البرية وهو يتفقد قواته على الجبهة الشرقية. وأضاف بيان عسكري أن تلك القوات تعمل على إجبار القوات الروسية على التخلي عن الهجوم من خلال تكبيدها خسائر كبيرة.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية إن وحدات فاغنر تحاول التقدم إلى أحياء وسط باخموت، في حين أكدت قوات حرس الحدود الأوكرانية أنها صدّت محاولة هجوم لمليشيا فاغنر باتجاه المدينة، وذكرت أن اشتباكها المباشر وتبادل إطلاق النار دفع المهاجمين إلى التراجع، وأسفر الهجوم عن مقتل عنصر من فاغنر وأسر آخر.
ورصدت طائرات حربية تحلق في سماء جنوب غربي باخموت، بينما سُمعت أصوات انفجارات بالتزامن مع تحليقها.
ميدانيا أيضا، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك اليوم استهداف القوات الأوكرانية ببلدة كراسني لوتش في جمهورية لوغانسك الشعبية بـ6 صواريخ أميركية الصنع من طراز “هيمارس” حيث لقي اثنان حتفهما جراء القصف. وأضافت أن القصف الأوكراني استهدف اليوم الماضي 8 أحياء سكنية في المنطقة بأكثر من 120 قذيفة وألحقت أضرارا مادية بعدد من المباني السكنية ومنشآت البنية التحتية المدنية.
من ناحيته، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك سقوط قتيل و3 جرحى إثر قصف روسي على كراماتورسك، فيما انطلق إنذارا جويا انطلق في كييف وشمال أوكرانيا بسبب تحركات لـ5 طائرات حربية روسية قرب الحدود الشمالية الشرقية.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “سايت” (zeit) الألمانية أن الجيش الأوكراني أصبح جاهزًا لاستخدام دبابة القتال الرئيسية “ليوبارد 2” في ساحة المعركة، وذلك بعد أسابيع من التدريب المكثف في ألمانيا. واختتم عشرات الجنود الأوكرانيين تدريبًا استمر شهرا في إسبانيا على استخدام دبابات “ليوبارد 2” أرسلتها دول غربية لكييف أو وعدتها بذلك، حسب ما أعلنت مدريد أمس الاثنين.
وتتميز دبابات “ليوبارد 2” الألمانية الصنع بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.
في سياق متصل، نقلت شبكة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة قولها إن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات لسد احتياجات أوكرانيا من الذخيرة في أقرب وقت. وتوقعت مصادر الشبكة أن يوقع الاتحاد الأوروبي على خطة شراء ذخيرة مشتركة لأوكرانيا خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنه لم تُحدد بعد كيفية تزويد كييف بقذائف 155 مليمترا التي تحتاجها هذا العام.
وبهذا الصدد، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن من المهم الآن تسريع وتكثيف الدعم لأوكرانيا لأن لديهم فرصة للحصول على ميزة حاسمة في المعركة إذا مُنحوا الدعم المناسب.
وأضاف في مقابلة مع محطة “إن بي سي” (NBC) الأميركية أنه في حال قدمت الصين مساعدات لروسيا في أوكرانيا فسيكون ذلك تطورا مقلقا وخطيرا للغاية. وأكد أن الصين تمثل أكبر تهديد لمصالح بلاده الاقتصادية وتشكل تحديا منهجيا للنظام العالمي ومن المهم اتخاذ خطوات وقائية.
على صعيد آخر، صرح موظف في إحدى أجهزة الأمن الروسية، لوكالة أنباء “سبوتنيك”، بأن مدربين من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) قاموا في عام 2018 بتدريب أفراد من القوات الأوكرانية على التفجير بالألغام على غرار التدريبات الضرورية اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين، وعلى المهارات التي استخدمها الإرهابيون في شمال القوقاز.
وقال الموظف، تعليقا على الصور ومقاطع الفيديو من الهواتف الذكية للجنود الأوكرانيين الذين قتلوا في دونيتسك، والتي حصلت عليها وكالة سبوتنيك: “تم تدريب هؤلاء الجنود في خريف عام 2018 في مركز تدريب دولي”. وأضاف “هؤلاء الجنود دربهم مدربون يتحدثون البولندية والإنجليزية، وأجروا دروسا مختلفة في التكتيكات والطب والتدريب الهندسي الخاص.. تدريب فوق المتوسط، هذا ليس تدريبا عسكريا عاديا، بل تدريبات لوحدات خاصة بالفعل، على الهجوم على مبان مختلفة، وعلى معاقل وسيارات، وعلى تفتيش السيارات، وأسرى عسكريين معادين، وموضوعات أخرى مختلفة”.
وفي إطار آخر، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم إن موقف كييف يعني أن أهداف روسيا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها إلا بالقوة العسكرية. وألقت موسكو باللوم على كييف في انهيار محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بينما قال الرئيس الأوكراني إنه لن يفكر في أي تسوية سلمية للصراع إلا بعد مغادرة القوات الروسية أراضي بلاده.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا تسعى إلى غزو دول أخرى وفرض الهيمنة عليها بل تعمل فقط على حماية مصالحها وحقوقها.
الى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو سعت لتحسين العلاقات مع أوكرانيا على مدة عقود من الزمن، لكن الوضع تغير بعد 2014 عندما حدث الانقلاب الذي دبّره الغرب”.
وأكد أن المشاكل الدولية الحالية بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت الضغوط على روسيا نفسها. وتم إنشاء طابور خامس في الداخل من أجل زعزعة الوضع السياسي، وتم إرسال الإرهابيين الدوليين إلينا، الذين بدأوا العمل في مناطق مختلفة، بما في ذلك شمال القوقاز”. وقال بوتين إن معارك الروس حالياً هي “الحفاظ على وجود روسيا”. ورأى أن “الغرب عمل على خلق أزمة اقتصادية في روسيا لكنه فشل.. البعض اعتقد أنه عندما تغادر الشركات الغربية روسيا كل شيء سينهار لكن شركاتنا حلت مكانها”، مؤكداً أن النظام المالي لبلاده “صمد” بفضل إجراءات المصرف المركزي.