اليوم 390 للحرب: قذائف اليورانيوم تشعل السجالات الحربية.. وزيلينسكي في باخموت
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 390 للحرب، تصاعدت وتيرة التصريحات على خلفية القضية التي تفجرت أمس حول سعي بريطانيا إلى تزويد أوكرانيا بقذائف خارقة تحوي يورانيوم منضب، وتلويح وزارة الخارجية الروسية مجدداً بشبح الصراع النووي.
فقد حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم من أن احتمال اندلاع صراع نووي أصبح الآن أكبر بكثير من أي زمن مضى.
واعتبر “ألا مجال في الوقت الحالي لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن استئناف معاهدة نيو ستارت”، التي أعلن الكرملين رسميا تعليقها في الأول من مارس الجاري، بحسب ما نقلت وكالة “ريا” الروسية. ورأى أن بلاده في صراع فعلي حالياً مع أميركا.
وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف حذر بدوره في وقت سابق اليوم من أن الصراع الروسي الغربي، لاسيما البريطاني، قد ينتقل إلى مرحلة خطيرة إذا ما سارت لندن بخططها تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب.
كما ألمح إلى أن بلاده ستضطر في تلك الحالة إلى الرد بما يتماشى مع عقيدتها النووية.
وجاءت هذه المواقف التصعيدية بعدما صرحت وزيرة الدولة في الدفاع البريطانية، أنابيل جولدي، أمس بأن بلادها تسعى لنقل ذخيرة اليورانيوم إلى كييف، ضمن جهودها لتوفير دبابات “تشالنجر 2″ القتالية و”قذائف خارقة للمدرعات”. إلا أن الخارجية البريطانية عادت وأكدت أن خطوتها هذه لا تشكل على الإطلاق تصعيداً نوويا، وأوضحت وزارة الدفاع أن الجيش البريطاني استخدم اليورانيوم المنضب في قذائف خارقة للدروع لعقود”، مشددا على أن لا علاقة لتلك القذائف بالنووي.
ويستخدم اليورانيوم المستنفد عادة في الذخيرة المصممة لاختراق الدروع، لأنه يصبح أكثر حدة عند الاصطدام مع الهدف، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أنه “أقل نشاطًا إشعاعيًا من اليورانيوم الطبيعي”.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أكد عدم وجود أي تصعيد نووي يتعلق بدعم أوكرانيا باليورانيوم المنضب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير هدد بدوره أمس، بأن بلاده “ستضطر إلى الرد” إذا أرسلت المملكة المتحدة قذائف مصنوعة من اليورانيوم المنضب إلى القوات الأوكرانية، متهماً الغرب بنشر أسلحة تحمل “مكوّنات نووية”.
وكانت تنديدات العديد من المسؤولين الروس تقاطرت خلال الساعات الماضية، بدءا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرورا بوزير الدفاع سيرغي شويغو، وصولا إلى المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، لوحت بعظائم الأمور إذا نفذت لندن قرارها هذا.
يشار إلى أن اليورانيوم المستنفد يستخدم عادة في الذخيرة المصممة لاختراق الدروع، لأنه يصبح أكثر حدة عند الاصطدام مع الهدف، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أنه يعدّ أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي.
ومعلقاً على عزم الدول الغربية تزويد أوكرانيا باليورانيوم المنضب، أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، على ضرورة عدم تصعيد الصراع في أوكرانيا، والبحث عن طرق لحل المشكلة سلمياً.
وقال لوكاشينكو إنه “إذا زودت بريطانيا كييف باليورانيوم، ستزودنا موسكو بيورانيوم حقيقي”، وتابع: “إنه شيء فظيع وخطير”، في إشارة إلى قيام بريطانيا بهذه الخطوة واصفاً إياهم بالمجانين.
من جهة ثانية، ما زالت مدينة باخموت محور القتال الشرس بين طرفي الصراع في أوكرانيا، خصوصاً وأن روسيا جعلت من السيطرة عليها أولوية في استراتيجيتها لبسط نفوذها على كامل منطقة دونباس.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن روسيا شنت هجمات بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصواريخ عدة وقصف مدفعي في “ليلة واحدة من الإرهاب”.
وأضاف أنه “في كل مرة يتحدث أحد عما يسمى السلام يأتي أمر جديد لتنفيذ هجمات إجرامية”. وأكد في الوقت نفسه أن “عمليات التحرير ستستمر حتى استعادة أراضينا بشكل كامل، بما فيها شبه جزيرة القرم”.
وفي مستجدات المعارك شرقي أوكرانيا، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الروسية طوقت مدينة باخموت الإستراتيجية بشكل شبه كامل، وأنها باتت تسيطر على 70% من المدينة.
وأشارت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى أن القوات الأوكرانية بدأت هجوما معاكسا على الجبهة الغربية للمدينة خلال الأيام الماضية.
وأضافت في أحدث منشوراتها عبر تويتر اليوم أن القتال مستمر حول وسط المدينة، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية معرضة لخطر الحصار من الشمال والجنوب. لكنها ذكرت في الوقت نفسه أن الهجوم الروسي على باخموت يفقد زخمه بعدما أعادت وزارة الدفاع الروسية نشر بعض الوحدات في قطاعات أخرى.
من جهتها، أعلنت كييف، اليوم وصول الرئيس زيلينسكي إلى الخطوط الأمامية في المدينة الاستراتيجية. وذكر موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت، أن زيلينسكي زار القوات المحاربة في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، التي تقع فيها باخموت.
إلا أنها لم توضح متى حدثت الزيارة بالضبط، بل قالت إن الرئيس زار مواقع الجبهة الأمامية للجيش في منطقة باخموت، حيث استمع إلى تقارير بشأن وضع العمليات ومسار “الأعمال العدائية” هناك. وأضافت أن الرئيس تحدث إلى الجنود وأعرب عن شكره لهم لدفاعهم عن أوكرانيا، قائلاً: “أنا فخور أن أكون هنا اليوم في شرقي أوكرانيا، في دونباس، لكي أكرّم أبطالنا”.
وفيما يبدو أن زيلينسكي أراد توجيه رسالة بزيارة دونيتسك مفادها التمسك بهذه المنطقة رغم سقوط مساحات منها في قبضة الروس، علما بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زار قبل أيام مدينة ماريوبول التي تقع ضمن حدودها.
الى ذلك، قال حاكم سيفاستوبول إن البحرية الروسية صدت هجوما بطائرات مسيّرة على مرفأ المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم، وذلك بعد الإعلان عن هجوم استهدف مدينة جانكوي شمالي القرم ليل الاثنين.
في الوقت نفسه، أفادت وكالة إنترفاكس الروسية بإغلاق خليج سيفاستوبول أمام حركة الملاحة بعدما تعرضت المدينة لهجوم.
وذكر حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف عبر منصة تليغرام صباح اليوم الأربعاء، أن أسطول البحر الأسود (الروسي) صد هجوما بالطائرات المسيرة على المدينة، وأضاف “حاولوا اختراق خليجنا، وأطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. والدفاع الجوي مفعّل أيضا”.
وأفاد موقع “ريبار” العسكري الروسي بأن الدفاعات الجوية أسقطت 3 مسيرات أوكرانية كانت في طريقها لاستهداف خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وقال الموقع إن المسيرات الثلاث أسقطت فوق البحر ولم تصل إلى أهدافها.
في غضون ذلك، قالت قوات المنطقة الجنوبية الأوكرانية إن 13 سفينة روسية تتمركز في البحر الأسود، بينها اثنتان من السفن الحاملة للصواريخ. وتوالت الأنباء في الآونة الأخيرة عن انفجارات وهجمات في شبه جزيرة القرم، ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عنها، لكنها تؤكد مرارا أنها عازمة على استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقالت استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية أمس في منشور على موقعها الإلكتروني إن انفجارا وقع في مدينة جانكوي ليل الاثنين أدى لتدمير صواريخ كروز روسية من طراز “كاليبر-إن كيه” (Kalibr-NK) أثناء نقلها بالسكك الحديدية.
ولم تصرح الاستخبارات العسكرية بمسؤولية كييف عن تدمير الصواريخ في جانكوي، لكنها قدمت تلميحا بقولها إن ما حدث يعد استمرارا لعملية “نزع سلاح روسيا ويهيئ شبه جزيرة القرم الأوكرانية لإنهاء الاحتلال”.
أما حاكم القرم المدعوم من روسيا سيرغي أكسينوف، فقال إن جانكوي تعرضت لهجوم أوكراني بالطائرات المسيرة تصدت له الدفاعات الجوية، مما أدى إلى إصابة مدني جراء سقوط حطام مسيّرة أوكرانية على منزله.
وفي كييف، أعلن مسؤولون أوكرانيون اليوم أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في هجمات ليلية بالطائرات المسيرة على المقاطعة التي تضم العاصمة. وقالت الإدارة العسكرية في مقاطعة كييف إن الهجمات الروسية استهدفت منشآت مدنية وتسببت باندلاع حرائق وتضرر عدد من المباني.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل، كما أفاد بإسقاط صاروخين فوق منطقة أوديسا جنوبي البلاد.