اليوم 399 للحرب: زيلينسكي لن يتسامح وموسكو ترفض قوات حفظ السلام
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 399 للحرب، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك عن جرح 3 مدنيين في قصف القوات الأوكرانية على مدينة ومقاطعة دونيتسك. وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية قصفت أمس 6 أحياء سكنية بنحو 70 قذيفة، وألحقت أضرارا مادية بعدد من المباني السكنية ومرافق البنية التحتية للمدنية.
وأفاد قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي إن قوات الدفاع الجوي تنفذ عمليات قتالية في باخموت ضد طائرات روسية مسيرة. وأظهر فيديو للدفاعات الأوكرانية استهداف مسيّرات روسية من طراز أورلان ومسيّرتين من طراز زالا.
وأكدت القيادة الأوكرانية استمرار دفاعها عن باخموت، وأنها أوقعت خسائر كبيرة بالقوات الروسية في شرق باخموت. وبدورها أفادت الإدارة العسكرية في خاركيف بأن 5 أشخاص أصيبوا في قصف روسي استهدف مقاطعة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
وذكرت في بيان لها أن القصف تم بـ9 صواريخ من طراز “إس 300″، وأدى إلى تضرر منشأة بنية تحتية مدنية ومبان سكنية خاصة. كما هاجمت القوات الروسية مرافق البنية التحتية الحيوية في منطقة إيزيوم جنوب شرقي المقاطعة بطائرات مسيرة.
في الأثناء، يشارك رؤساء وزراء سلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا إلى كييف، للمشاركة في اجتماع دولي بمناسبة الذكرى الأولى لإنهاء “احتلال بلدة بوتشا”.
وكانت أوكرانيا أعلنت استعادة السيطرة على بلدة بوتشا بشمال غربي كييف، في 31 مارس ــــ آذار الماضي، بعد انسحاب القوات الروسية منها. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اكتشاف 175 جثة في مقابر جماعية، وتسجيل 9 آلاف جريمة حرب في البلدة.
وقال زيلينسكي اليوم إن بلاده “لن تتسامح” مع مرتكبي المجازر التي وقعت في هذه المدينة وصارت رمزا “للفظاعات” المنسوبة للجيش الروسي، وتوعد قائلا “سنعاقب جميع المذنبين” بينما تجري التحضيرات لإحياء الذكرى الأولى للانسحاب الروسي”.
وفي جنيف، دان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ما وصفها بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا التي أصبحت “شائعة بصورة صادمة” بعد 13 شهرا على بدء الهجوم الروسي. وأضاف أمام مجلس حقوق الإنسان “في كل مكان في أوكرانيا يواجه السكان معاناة وخسائر هائلة وحرمانا وتشريدا ودمارا”، مشددًا أيضًا على الآثار المستمرة والعميقة للأزمة على بقية العالم.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن قوات “حفظ سلام” التي ستظهر على الخطوط الأمامية في أوكرانيا دون موافقة روسيا يجب القضاء عليها، بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
كما أعلن الكرملين، أن بحث الاتحاد الأوروبي إرسال قوات حفظ سلام لأوكرانيا مسألة “خطيرة جداً”, وقال في بيان، أن استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف موسكو حاليًا.
كما لفت إلى أن بعض النقاط في الخطة الصينية للسلام غير قابلة للتطبيق الآن.
جاء ذلك بعدما كشف رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، أن دول الاتحاد الأوروبي تقترب من مناقشة المسألة التي كانت تتجنبها في السابق والمتمثلة في إرسال “قوات حفظ سلام” إلى أوكرانيا.
وأضاف في تصريح صحافي أن الأعضاء قريبون من حقيقة أنه في محادثات القادة الأوروبيين بات مشروعا، مناقشة مسألة ما إذا كان يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إرسال قوات في شكل ما تمثل قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا أو من الأفضل عدم إرسالها.
وكانت الخارجية الصينية، قد نشرت في 24 فبراير الماضي، وثيقة مقترحات لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية مكونة من 12 بندا، تضمنت دعوة لوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية، واحترام المصالح المشروعة لجميع الأطراف في مجال الأمن، وتسوية الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وتبادل الأسرى بين موسكو وكييف، وكذلك رفض فرض عقوبات أحادية الجانب دون قرار من مجلس الأمن الدولي.
بينما انتقدت الولايات المتحدة خطة بكين باعتبارها خطوة تهدف إلى السماح لروسيا بتعزيز مكاسبها.
في المواقف، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في خطاب متلفز الغرب بالتحضير للهجوم على بلاده للقضاء عليها، محذرا من أن حربا عالمية ثالثة تلوح في الأفق، داعيا في الأثناء إلى هدنة في أوكرانيا، كما أكد لوكاشينكو استعداده لاستقبال أسلحة نووية “إستراتيجية” روسية إلى جانب أسلحة “تكتيكية” تستعد موسكو لإرسالها إلى بيلاروسيا.
وقال: “أن عودة السلاح النووي إلى بيلاروسيا ليست ابتزازا ولا تخويفا، بل لضمان أمنها وسلامة شعبها”.
وأكد أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة السلاح النووي الذي تمت إزالته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي إلى بيلاروسيا، وقال إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يعزز وجوده العسكري في الشرق على نحو يهدد حدود روسيا وبيلاروسيا. وقال “سيكون من الضروري أن أقرر مع (فلاديمير) بوتين وأن نُدخل إلى هنا، إذا لزم الأمر، أسلحة إستراتيجية. عليهم أن يفهموا هذا الأمر، هؤلاء الأوغاد في الخارج، الذين يحاولون اليوم تفجيرنا من الداخل والخارج”. وأكد لوكاشينكو أن المعارك في أوكرانيا لن تنتهي دون موافقة القادة من وراء المحيط، في حين أن العسكريين من أوكرانيا وروسيا لا يعرفون من أجل ماذا يحاربون.
من جهته، قال الكرملين إن من المرجح أن يناقش بوتين ولوكاشينكو مبادرة بيلاروسيا بشأن أوكرانيا، مشيرا كذلك إلى أن بعض نقاط المبادرة الصينية غير قابلة للتحقيق “لأن أوكرانيا لا ترغب في معارضة دول تملي عليها أفعالها”.
في إطار آخر، قال مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الدفاع عن السيادة الأوكرانية أمر ضروري لأوروبا بأسرها ولا يمكن تحقيق ذلك دون إعطاء أوكرانيا الوسائل لتحقيق ذلك.
وشدد بوريل على ضرورة أن يخضع الرئيس الروسي للمساءلة ويدفع ثمن ما وصفها بجرائم الحرب، داعيا إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا على أساس ميثاق الأمم المتحدة تسحب روسيا بموجبه قواتها من جميع الأراضي الأوكرانية.