اليوم 406 للحرب: معارك شرسة شمال باخموت وموسكو تحذر من استفزاز كيميائي
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 406 للحرب، سجل قصفا أوكرانيا بصواريخ غراد استهدف دونيتسك ودارت معارك شرسة في المحور الشمالي لباخموت بين فاغنر والقوات الأوكرانية.
وأفاد مراسلون أن الإمدادات العسكرية تدعم صمود القوات الأوكرانية غربي باخموت، وهناك تقديرات تشير لوجود 15 ألف جندي أوكراني داخل باخموت.
من جهة ثانية، أعلن مقر التنسيق بين الإدارات الروسية في أوكرانيا، أن كييف تستعد لاستفزاز بمقاطعة سومي يحاكي “استخدام الجيش الروسي ذخيرة كيميائية”. وذكر أنه تم نقل مواد سامة إلى المنطقة حتى يتمكن الخبراء الغربيون من تسجيل “استخدام القوات الروسية للأسلحة الكيميائية”، موضحا: “يجري بإشراف مكتب رئيس أوكرانيا، التحضير لاستفزاز واسع النطاق يهدف إلى تشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية”.
من جهته، أعلن حاكم شبه جزيرة القرم المعين من قبل موسكو، اليوم إسقاط صاروخ أُطلق من أوكرانيا في بلدة فيودوسيا المطلة على البحر الأسود في المنطقة التي تسيطر عليها روسيا.
وقال سيرغي أكسيونوف عبر تليغرام “تم إسقاط صاروخ أُطلق من أوكرانيا فوق فيودوسيا”. ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الميدانية.
ونقلت وكالة “تاس” عن أوليغ كريوتشكوف، وهو من مستشاري أكسيونوف، قوله إن الحطام سقط في بلدة بالقرم لكن لم ترد أنباء عن أضرار أو قتلى.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن قناصة روسيين قضوا على مجموعة استطلاع معادية على محور جنوب دونيتسك، كانت تحاول إجراء عملية استطلاع. وأضاف رئيس المركز الصحافي لمجموعة قوات “فوستوك” الروسية، ألكسندر غوردييف، في تصريحات نقلتها “سبوتنيك”، أن منظومة الدفاع الجوي الروسية المضادة للطائرات أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين من طراز “فوريا” و”فالكيريا” على محور جنوب دونيتسك. وأشار إلى أن “قناصة من وحدة القوات الخاصة (الروسية) دمرت مجموعة استطلاع من القوميين الأوكرانيين”.
كما كشف أن أطقم منظومة الصواريخ “ستريلا-10” المضادة للطائرات أسقطت أيضًا طائرات مسيرة “من طراز فوريا” و”فالكيريا”.
هذا وأعلن مؤسس شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، أن معركة طاحنة تدور بالقرب من محطة السكك الحديدية في باخموت (أرتيوموفسك).
وكتب بريغوجين، مساء الجمعة، منشورا عبر قناته على “تليغرام” جاء فيه: “بالنسبة لمحطة السكك الحديدية، في الواقع إن شركة فاغنر العسكرية الخاصة تخوض معارك ضارية هناك”.
وفي وقت سابق، قال بريغوجين خلال إفادة صحافية: “القوات الأوكرانية تسلمت عددا كبيرا جدا من معدات الناتو المختلفة، ومركبات مدرعة مختلفة، ودبابات ليوبارد، وقد أعدوا قوات احتياط مؤلفة من نحو 200 ألف شخص”. وأكد أن الخصم نشر تشكيلات قوامها أكثر من 80 ألف جندي في سيفيرسك وسلافيانسك وكراماتورسك ودروجكوفكا وكونستانتينوفكا وشاسوف يار (بلدات في محيط أرتيموفسك)”. وكان بريغوجين قد كتب منشورا عبر قناته على “تليغرام” جاء فيه أن “نزع سلاح أوكرانيا سيتحقق عندما ندمر كل أسلحتها، والأهم من ذلك، عندما ندمر جيشها بأكمله”. ووفقا له “فإن نزع السلاح حتى الآن يسير على ما يرام، من حيث تدمير الجيش الأوكراني”.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أعدت مسحا للسكان من أجل الإجلاء المحتمل من مدينة ميليتوبول في محافظة زاباروجيا، ومدينة سكادوفسك في محافظة خيرسون، حيث تم التحقيق من جوازات السفر وتصاريح الإقامة ومستوى التعليم. وأضافت الهيئة الأوكرانية أن رحلات دورية للحافلات يتم تنفيذها للراغبين في الإجلاء، مشيرة إلى أن القوات الروسية تنشر معلومات مفادها أنه بدءا من نهاية أبريل ـــ نيسان الحالي سيكون الإجلاء قسريا.
وقال معهد دراسات الحرب الأميركي إن القوات الروسية واصلت التقدم في باخموت ومحيطها، وأرفق المعهد في تقريره اليومي صورا لشركة “ماكسار” عبر الأقمار الصناعية وخرائط ميدانية تشير إلى أن القوات الروسية تقدمت أكثر في وسط مدينة باخموت. وأوضح المعهد أن تقدم القوات الروسية وصل إلى نحو 3 كيلومترات جنوب الطريق السريع الرابط بين باخموت وتشاسيف يار وقسطنطينيفكا من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
الى ذلك، أقام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مأدبة إفطار رمضاني، أمس الجمعة، تعهّد خلالها باستعادة شبه جزيرة القرم من روسيا. وقال زيلينسكي لقادة مسلمين أوكرانيين وسفراء دول مسلمة: “محاولة روسيا استعباد أوكرانيا بدأت بالضبط مع احتلال القرم، بالضبط مع قمع حرية القرم وأوكرانيا وتتار ومسلمي القرم”، حسب تعبيره.
وقاطع التتار، الذين يمثلون بين 12 و15% من سكان القرم البالغ عددهم مليوني نسمة، استفتاء 2014 إلى حد كبير.
ثم حظرت موسكو المجلس التجمع التقليدي لأقلية التتار المسلمة في شبه جزيرة القرم، معلنة أنه منظمة متطرفة وسجنت أشخاصاً من التتار على خلفية مخاوف أمنية.
وقال زيلينسكي قبل تسليم جوائز لعدد من العسكريين الأوكرانيين المسلمين: “لا يوجد بديل لأوكرانيا أو للعالم سوى إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم. سنعود إلى شبه جزيرة القرم”.
كما أعلن زيلينسكي في مسجد بضواحي وسط العاصمة كييف، أن أوكرانيا بدأت تقليداً جديداً لاستضافة إفطار رسمي. وأضاف أن “أوكرانيا ممتنة لمسلمي بلدنا ولجميع المسلمين في العالم الذين يتوقون مثلنا إلى السلام والحماية من الشر”.