اليوم 411 للحرب: كييف تنفي محاصرة قواتها في باخموت وروسيا تؤكد لا خلاف بين القادة
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم 411 للحرب، نفى المتحدث العسكري باسم المنطقة الشرقية سيرغي تشيريفاتي أن تكون قواته محاصرة في باخموت، رافضاً تأكيدات وزارة الدفاع الروسية. وقال إن “ذلك لا يتوافق مع الواقع”، مؤكداً أن الجيش الأوكراني مازال قادراً على “إيصال المؤن والذخيرة والأدوية” إلى باخموت و”إخراج” الجرحى.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت في تقريرها اليومي، أن القوات المجوقلة تدعم المجموعات الهجومية التابعة لمجموعة فاغنر، وتمنع وصول عناصر احتياط من الجيش الأوكراني إلى المدينة. وكشف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، عن إمكانية انسحاب وحدات الأوكران من باخموت، موضحا أن “فاغنر” واصلت العمليات القتالية على محور دونيتسك لدفع الأوكران إلى خارج أحياء وسط المدينة”، حيث تدعم القوات الروسية المحمولة جوا وحدات “فاغنر” الهجومية، وتمنع نقل الاحتياطات وإمكانيات انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من أرتيوموفسك.
وذكر أنه وبهدف دعم عمليات مجموعة القوات في منطقة أرتيوموفسك، قامت طائرات القوات الجوية الروسية، خلال اليوم الماضي، بـ12 طلعة جوية في منطقة مدينة أرتيوموفسك، ونفذت القوات الصاروخية والمدفعية 57 عملية قصف”. في حين أكد قائد فاغنر الروسية يفغيني بريغوزين أنه من السابق لأوانه الحديث عن تطويق كامل للمدينة.
من جهته، رأى قائد فاغنر الروسية أنه من السابق لأوانه الحديث عن تطويق كامل للمدينة.
أما الجيش الأوكراني فشدد على أنه بات يسيطر على أكثر “بكثير” من 20% من المدينة، نافياً أن تكون فاغنر قد استولت على أكثر من 80% من باخموت. وقال تشيرفاتي، في تصريح لرويترز مساء أمس الأربعاء، “اتصلت توا بقائد أحد الألوية التي تتولى الدفاع عن المدينة. ويمكنني أن أقول بثقة إن القوات الدفاعية الأوكرانية تسيطر على نسبة أكبر بكثير من أراضي باخموت”. ورأى أن قائد فاغنر “يريد على الأقل إظهار نوع من الانتصار في المدينة، التي يحاول الاستيلاء عليها منذ تسعة أشهر متتالية وهذا هو السبب في إدلائه بهذه التصريحات”.
من جهة ثانية، وبعد ظهور وثائق جديدة مسربة من البنتاغون حول وجود خلافات مستعرة بين القادة الروس، نفى الكرملين الأمر جملة وتفصيلا.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، ردا على سؤال صحافي بهذا الشأن اليوم: “لا أعرف على ماذا تستند هذه التقارير، لكنني أشكك في مصداقيتها وفي استيعاب القائمين عليها لجوهر ما يحدث داخل روسيا”، بحسب ما نقلت وكالة “تاس”.
وجاء هذا التعليق بعدما بينت وثائق إضافية نشرت بوقت سابق اليوم، عمق الاقتتال الداخلي بين القادة الروس، بشكل أوسع وأعمق مما كان يبدو عليه سابقًا. ورسمت صورة أوضح للنزاع الذي جرى بين المخابرات الروسية ووزارة الدفاع بشأن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في المعارك ضد القوات الأوكرانية، حيث اتهمت وكالة المخابرات الجيش بالتعتيم على حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز”.
وأظهرت أن تقديرات الاستخبارات الروسية تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى الروس وصل إلى 110 آلاف عنصر حتى فبراير الماضي. ولفتت إلى أن أرقام القتلى التي تقدمها وزارة الدفاع للقيادة في موسكو لا تشمل القتلى والجرحى من الحرس الوطني أو مرتزقة فاغنر أو المقاتلين الذين أرسلهم رمضان قديروف الزعيم القوي لجمهورية الشيشان بجنوب روسيا.
إلى ذلك، كشفت الوثائق اعتقاد المخابرات أن القوات المقاتلة المتنوعة التي نشرها الكرملين على الأراضي الأوكرانية تصرفت أحيانًا وفق أهداف متعارضة، ما زاد من تعقيد الجهود العسكرية الروسية.
يشار إلى أن هذه الدفعة الجديدة من المعلومات التي جاءت في 27 صفحة، كشفت عمق اختراق وكالات التجسس الأميركية لجهاز المخابرات الروسية والقيادة العسكرية بشكل شبه تام تقريبًا.
وكانت معلومات أفادت سابقا بأن الشخص الذي سرب هذه الوثائق السرية الأميركية التي أدت إلى فتح تحقيق يتعلق بالأمن القومي في الولايات المتحدة، هو شاب في العشرينيات من العمر مولع بالأسلحة النارية وكان يعمل في قاعدة عسكرية أميركية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في ختام أعمال المؤتمر الأمني الأول للبحر الأسود بالعاصمة الرومانية بوخارستإنه ينبغي على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يضطلع بدور أكبر من أجل الأمن في البحر الأسود، وأن يدمج الدفاعات الجوية والصاروخية الأوكرانية مع تلك التابعة لأعضاء الحلف.
وأضاف متحدثا عبر رابط فيديو: “البحر الأسود له دور أساسي في تحقيق السلام والمضي نحو المستقبل في أوروبا كلها”.
وقال “مع الأسف، إنه أيضا مثال على السرعة التي يمكن أن تتدهور بها الأمور في حال تجاهل التهديدات. لقد حان الوقت لتحويل البحر الأسود إلى ما صار عليه بحر البلطيق، ليكون بحرا لحلف الأطلسي”.
وأكد أن كل المناطق، بما فيها شبه جزيرة القرم، يجب أن تعود للسيادة الأوكرانية، وأن هذا الأمر سيتحقق، مشددا على أن السلام الحقيقي يكمن في استعادة أوكرانيا حدودها.
وأضاف أن القوات الروسية ترتكب اليوم فظائع لم يسبق لها مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، داعيا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا وإنشاء محكمة دولية خاصة قادرة على تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره، من أعلى القيادة السياسية والعسكرية الروسية، إلى العدالة.
وردا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن البحر الأسود يجب أن يظل “بحرا للتعاون” للدول المشاطئة.
وأشار إلى أن تصريحات كوليبا تحتوي على تناقضات، مؤكدا أن “البحر الأسود لن يكون أبدا بحر الناتو”.
يشار إلى أن رومانيا وأوكرانيا نظمتا أمس واليوم الخميس في بوخارست المؤتمر الأول بشأن أمن البحر الأسود بالتعاون مع منصة القرم الدولية، وهي آلية تهدف إلى “إلغاء احتلال القرم واستعادة أمن البحر الأسود”، وفقا للحكومة الأوكرانية.