اليوم 412 للحرب: مشكلات الإمداد تدفع كييف للانسحاب من مناطق في باخموت

اليوم 412 للحرب: مشكلات الإمداد تدفع كييف للانسحاب من مناطق في باخموت

السؤال الآن ــ وكالات وتقارير

   في اليوم 412 للحرب، كشفت المخابرات البريطانية اليوم عن أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على المناطق الغربية من مدينة باخموت، مشيرة إلى مشكلات كبيرة تواجهها في الإمداد اضطرتها للانسحاب من بعض مناطق المدينة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي عن الوضع في أوكرانيا أن القوات الروسية ومقاتلي مجموعة فاغنر أعادوا تنشيط الهجوم على باخموت بعد تحسين التعاون بينهم.

وذكر موقع ريبار العسكري الروسي، أن معارك شرسة دارت وسط باخموت بين قوات فاغنر والقوات الأوكرانية، مؤكدا أن الأخيرة لا تزال موجودة في تحصينات ومعاقل ببنايات ذات طوابق متعددة، وأنها تلقت تعزيزات من الضواحي الغربية للمدينة. وأكد أن قوات فاغنر تحقق بعض التقدم في مناطق سيطرة القوات الأوكرانية، وتبسط سيطرتها على نحو 80% من مدينة باخموت.

وذكر مسؤولون في كييف أن روسيا واصلت شن هجمات بلا هوادة على مدينة باخموت. وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني عبر تطبيق تليغرام، أن قتالا عنيفا دار أمس الخميس في جميع المناطق على الجبهة الشرقية، وأضافت أن قوات موالية لكييف تصدت للهجمات في أغلب تلك المناطق. وتابعت: “أغلب جهود العدو الهجومية تجري في قطاع باخموت”، مضيفة أن “القادة الروس أعادوا توجيه الجنود إلى هناك من مناطق أخرى”. وأن “العدو يستخدم وحداته الأكثر احترافية هناك، ويلجأ إلى استخدام كمية كبيرة من قطع المدفعية والطيران. يوميا، ينفذ العدو في باخموت من 40 إلى 50 عملية اقتحام و500 عملية قصف”.

من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية 19 غارة جوية و39 رشقة صاروخية على عدد من المناطق المأهولة بالسكان شرقي أوكرانيا وجنوبها. وأضافت أن قواتها صدت 49 هجوما روسيا على مناطق باخموت وليمان وأفديفكا ومارينكا شرقي البلاد. وأكدت أن قواتها الجوية واصلت أمس الخميس قصف مناطق سيطرة الروس، في حين شنت المدفعية الأوكرانية ضربات على نقاط تحكم ومناطق لتمركز القوات والعتاد.

ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون كبار على الحلفاء لتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة التي تأمل كييف في أن تمكنها من شن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور في وقت متأخر أمس الخميس: “نُعد جنودنا.. نتطلع لوصول الأسلحة التي تعهد بها شركاؤنا. نقرب النصر إلينا قدر الإمكان”.

وفي هذا السياق أيضا، قال رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف إن “الجميع سيشعر في المستقبل القريب بنتائج الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية على مواقع سيطرة الروس في أوكرانيا”.

وأضاف في مقابلة مع قناة “إيه بي سي نيوز الأميركية، أن “نجاح الهجوم المذكور بات أمرا ضروريا، ليس فقط للأوكرانيين وإنما للحلفاء الذين يمدونهم بالأموال والذخيرة”، معتبرا أنه “من دون تحقيق انتصارات على الأرض، سوف يطرح السؤال عاجلا أم آجلا إذا ما كان الأمر يستحق الاستمرار في دعم أوكرانيا”.

في هذه الأثناء، أعلنت أوكرانيا اليوم الجمعة أنها انتشلت 82 جثة لجنودها من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. ولم تعط وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا أي تفاصيل عن كيفية انتشال الجثث، لكنها قالت إن الانتشال تم “بموجب قواعد اتفاقيات جنيف”.

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ بلاده مستعدة لمواصلة العمل من أجل السلام في أوكرانيا، وعبر عن أمله في أن تتحلى كل أطراف الأزمة بالموضوعية والهدوء وتعمل معا.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في بكين، “إن دور الصين في مسألة أوكرانيا، مقترحها، يتلخص في نقطة واحدة وهي الإقناع والدعوة للمحادثات ولن نفعل أي شيء لصب الزيت على النار”.

وأكد أن بلاده “لن تبيع أي أسلحة إلى أطراف متورطة في الصراع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن “بكين ستعمل أيضا على تنظيم عملية تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري وفقا للقوانين واللوائح”.

بدورها، حثت وزيرة الخارجية الألمانية الصين على “دعوة المعتدي الروسي إلى وقف الحرب”، وقالت إنه لا توجد دولة لها تأثير على روسيا أكثر من الصين ونرغب في أن تستخدم تأثيرها لوقف الحرب.

أما الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، فقال إنه سيكون من الصعب جدا، إن لم يكن مستحيلا، أن تثق أوروبا بالصين إذا لم تحاول إيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية. وأضاف أنه “سيكون من المفيد أن يتحدث الرئيس الصيني إلى الرئيس الأوكراني”.

جاء ذلك في تصريحات منشورة على الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي كان من المقرر أن يدلي بها بوريل في مؤسسة بحثية في بكين اليوم لكنه اضطر إلى إلغاء رحلته إلى الصين لأنه أصيب بكوفيد-19.

وقرر مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، تخصيص مليار يورو لتعويض توريد الذخيرة لأوكرانيا حتى 31 مايو/أيار المقبل في إطار صندوق السلام الأوروبي. ويسمح هذا الإجراء للاتحاد الأوروبي بتعويض دوله عن الذخيرة الممنوحة لأوكرانيا من المخزونات الحالية، أو من إعادة ترتيب أولويات الطلبات الحالية خلال الفترة بين التاسع من فبراير/شباط و31 مايو/أيار 2023، حسب المصدر نفسه.

وأمس الخميس، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده وافقت على الطلب الذي تقدمت به بولندا لتسليم 5 طائرات حربية من طراز “ميغ-29” (MiG-29) إلى أوكرانيا.

من ناحية اخرى، كشف مستشار كبير في مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فلاديسلاف فلاسيوك الذي يقدم المشورة إلى رئيس الأركان بشأن سياسات العقوبات: “نواصل العثور على إلكترونيات مختلفة في الأسلحة التي حصلنا عليها من ساحة القتال”.

وأضاف في مكالمة فيديو مع رويترز أن “الاتجاه العام الآن هو تراجع في المكونات غربية الصنع ولكن مع زيادة في المكونات من دولة، ليس من الصعب تخمينها. إنها الصين، بالطبع”.

وكشفت الوثائق العسكرية الأميركية المسربة مؤخراً أن الصين وافقت على “تقديم أسلحة فتاكة” لروسيا بعمليتها العسكرية في أوكرانيا بوقت سابق من هذا العام، وخططت لإخفاء المعدات العسكرية كأغراض مدنية.

هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن أطقم قوات جوية بيلاروسية أكملت تدريبها على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، كجزء من خطة روسيا لنشر هذه الأسلحة في حليفتها بيلاروسيا. وأكدت أن الطيارين البيلاروسيين أكملوا التدريب على الاستخدام العملي للذخيرة النووية بالطائرات الهجومية من طراز “سو 25”.

بدورها، قالت بيلاروسيا، إن تدريب قواتها على الصواريخ الروسية النووية سينتهي الأسبوع المقبل. حيث تقوم مينسك بتجهيز المواقع التي سيتم فيها نشر أسلحة نووية روسية.

الى ذلك، وجّهت محكمة فيدرالية، اليوم إلى العسكري جاك تيشيرا، البالغ من العمر 21 عاماً لائحة اتّهام لتسريبه سلسلة وثائق دفاعية سرّية للغاية، تتعلّق خصوصاً بالحرب في أوكرانيا سبّب انكشافها حرجاً كبيراً لواشنطن.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة