روسيا تتصدى لـ “ظل العاصفة” وأوكرانيا تطالب ألمانيا تسليمها الـ “كروز”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اعتراض قواتها مجددا صاروخي “كروز” بعيدي المدى من طراز “ظل العاصفة“ كانت بريطانيا زودت به أوكرانيا. وقالت إنها اعترضت 19 صاروخا من نوع “هيمارس” و”هارم” أميركية الصنع ذات المدى الأقصر، وأسقطت 19 طائرة مسيرة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
في سياق متصل، طلبت أوكرانيا رسميا من الحكومة الألمانية تسليمها صواريخ “كروز” جو أرض من طراز “توروس” البالغ مداها 500 كيلومتر على الأقل، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الألمانية.
من جهة ثانية، تحدثت وسائل إعلام روسية عن تصدي الدفاعات الجوية لأهداف معادية في أجواء مدينة ماريوبول الساحلية التي سيطرت عليها موسكو منذ بداية الحرب قبل أكثر من عام.
وفي سياق المعارك، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية استهدفت محيط مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول بصاروخين بعيدي المدى، ولم يسفر القصف، وفق السلطات، عن أي أضرار. ونشرت قناة مجلس مدينة ماريوبول الأوكراني في حسابها على تليغرام مقاطع فيديو لدخان كثيف متصاعد من المصنع الذي تقول سلطات دونيتسك إن أوكرانيا استهدفته.
كما تواصلت معارك الطائرات المسيّرة بالقرب من دونيتسك شرقي أوكرانيا، وقالت وكالة أسوشيتد برس إن حجم الدمار الناجم عن القصف الروسي على المدن الأوكرانية أصبح أكثر وضوحا.
وكانت المخابرات العسكرية الأوكرانية قد اتهمت الجيش الروسي بالتحضير لما وصفته باستفزاز كبير في محطة زاباروجيا النووية خلال الساعات المقبلة.
وفي أحدث التطورات، أعلن حاكم بسكوف الروسية أن هجوما بمسيرتين استهدف مبنى إداريا تابعا لمحطة لتكرير النفط في المقاطعة الواقعة قرب الحدود مع روسيا البيضاء. وأضاف الحاكم أن الانفجار ألحق أضرارا مادية بالمبنى لكنه لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين.
من جهة أخرى، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية، أن المعارك في محاور باخموت، وأفدييفكا، ومارينكا، شرقي البلاد لا تزال مستمرة. وقالت هيئة الأركان إنها سجلت 25 اشتباكا مع القوات الروسية خلال الساعات الأخيرة. كما وصفت الهجمات الروسية على ضواحي باخموت بالفاشلة، معلنة صد هجمات على مدينتي أفدييفكا، ومارينكا.
وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية ان الجيش الروسي بدا بالتحضير لما وصفته باستفزاز كبير في محطة زاباروجيا النووية خلال الساعات المقبلة، ثم الإعلان عن تسرب مواد مشعة وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
وأضافت في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن روسيا تسعى إلى استفزاز المجتمع الدولي ودفعه لإجراء تحقيق في الأمر، مما يتطلب وقف إطلاق النار ويسمح لها بإعادة ترتيب صفوفها لإحباط الهجوم المضاد الذي يعد له الجيش الأوكراني.
وشهدت مقاطعة بريانسك الروسية المحاذية للحدود الأوكرانية تطورات ميدانية على مدى اليومين الماضيين بشأن تسلل قوات أوكرانية لأراضيها، واستهدفت مسيرة سيارة تابعة لمكتب وزير الدفاع الروسي في بريانسك، مشيرة إلى مقتل شخصين.
من جهته، نفى حاكم مقاطعة بريانسك الروسية الكسندر بوغوماز، اليوم تسلل قوات أوكرانية إلى أراضي الإقليم المحاذي للحدود الأوكرانية. وكتب على “تليغرام”: إن ” ثلاث بلدات قصفت من أراضي أوكرانيا، وبعد ذلك تم استهداف نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأوكرانية”.
وعن محاولة تسلل مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية إلى المنطقة، اوضح أن “هذه المعلومات لا يمكن الاعتماد عليها. لم تكن هناك محاولات للتسلل من أوكرانيا”.
وقال مسؤول محلي روسي إن طائرتين مسيّرتين ألحقتا أضرارا بمبنى يدير خط أنابيب في منطقة بسكوف غرب البلاد، في تطور جديد يأتي ضمن هجمات نفذت على الأراضي الروسية الأيام الماضية.
وقال الحاكم ميخائيل فيديرنيكوف “في وقت مبكر صباحا، ألحق انفجار أضرارا بالمبنى الإداري لخط الأنابيب قرب ليتفينوفو في منطقة نيفلسكي”.
وحسب معلومات غير مؤكدة نشرتها وكالة “بازا” الإعلامية الروسية على تليغرام نقلا عن مصادر بالاستخبارات، فان المسيّرتين كانتا تستهدفان محطة “ترانسنفت” لضخ النفط في بسكوف. وأفادت أن هجوما بمسيّرة استهدف محطة نفطية أخرى في منطقة تفير شمال غرب موسكو.
من جهتها، تحدثت الحكومة الإقليمية في بيان عن “سقوط طائرة مسيّرة” قرب قرية إروخينو بدون التسبب في إصابات، من غير أن تعطي المزيد من التفاصيل حول ظروف الحادث.
من جانب آخر، فرض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عقوبات على 51 فردا و220 كيانا مرتبطين بقطاعات النقل والاتصالات والصناعة في روسيا وبيلاروسيا. وتم نشر المرسوم بهذا الخصوص على الموقع الرسمي للرئاسة. وتشمل الإجراءات التقييدية حظر الدخول إلى الأراضي الأوكرانية أو إصدار التأشيرات، إلغاء الزيارات الرسمية، منع الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والمالية للأشخاص الخاضعين للعقوبات.
ومن بين المستهدفين بالعقوبات كسينيا ابنة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الرياضة والسياحة البيلاروسي سيرغي كوفالتشوك، والبطلة الأولمبية الروسية سفيتلانا خوركينا.
الى ذلك، قالت الاستخبارات الأوكرانية إن بلدات روسية حدودية أصبحت خارج سيطرة السلطات في موسكو، مشيرة إلى أن ما وصفتها بالانتفاضة مستمرة بمناطق حدودية، في حين قالت وزارة الدفاع إنها بحاجة لـ48 طائرة مقاتلة لتحرير أراضيها الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وقال المسؤول في جهاز المخابرات الأوكرانية أندريه يوسوف إن بعض البلدات في منطقة بيلغورود الحدودية الروسية باتت خارجة عن سيطرة الكرملين. وأضاف أن هناك مناطق لن يسميها في هذه المرحلة تخلت عنها السلطات الروسية، وقال إن الانتفاضة في أراضي منطقة بيلغورود لا تزال مستمرة وتكتسب زخما. لكنه، أكد مع ذلك أن “كل ما يحدث في روسيا هو شأن روسي داخلي، وأن أوكرانيا تنفذ خططها ضمن أراضيها فقط، ولا تتدخل في الشأن الروسي”.
في غضون ذلك، نشر تنظيم يطلق على نفسه اسم “فيلق حرية روسيا” مقطعا يظهر جانبا مما قال إنها عمليات في مقاطعة بيلغورود الروسية.
وتظهر الصور توغل عناصر من الفيلق داخل بيلغورود، واستهداف عناصر وآليات من القوات الروسية. كما توثق الصور ما قال الفيلق إنه استهداف لجنود روس احتموا بالمنازل السكنية في المقاطعة.
وفي بيلغورود أيضا، قال حاكم المقاطعة الروسية إن طائرة مسيرة ألقت قذيفتين متفجرتين على إحدى المناطق.
وفي سياق الصراع مع روسيا، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إن الجيش الأوكراني يحتاج إلى نحو 48 طائرة مقاتلة من طراز “إف-16” (F-16) لتحرير الأراضي التي تحتلها روسيا، وفق بيان الوزارة.
على صعيد آخر، أعلنت الوزارة أن كندا ستستكمل خلال الأسابيع المقبلة تسليم آلاف من قطع الأسلحة الصغيرة والذخيرة الحية التي تبرعت بها لأوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية عن وزارة الدفاع القول إنه تم بالفعل البدء بتسليم الأسلحة الصغيرة والذخيرة، أبريل ــــ نيسان الماضي، ويشمل ذلك مدافع رشاشة وبنادق هجومية. وأوضحت أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة تسليم مليون رصاصة ونحو 5 آلاف بندقية هجومية.
من جهة ثانية، وبعد تهديد أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن أوكرانيا “دولة إرهابية وسلطات كييف تقدم نفسها بهذه الصفة”. وأضاف “يتم تحريك الدمى في كييف، من لندن وواشنطن”، لافتا إلى أن التصريحات الأوكرانية بأن بوتين “هو الهدف يدفع إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة وبريطانيا قد تفكران في مدى حصافة حكام كييف وتوازنهم العقلي“.
كما أشار إلى أن روسيا تأمل بأن تصدر عقوبات بحق قيادة أوكرانيا بعد تهديدها بتصفية الرئيس بوتين.
وكان نائب رئيس الاستخبارات الأوكرانية، فاديم كيبيتسكي، قد قال إن الهدف الأول لجهازه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “لأنه هو من ينسق ويقرر ما يحدث”. وأضاف في حديث لصحيفة “فيلت” الألمانية: “الهدف الأول بالنسبة إلينا هو القضاء على القائد الذي يصدر الأوامر… بوتين”.
يذكر أن موسكو اتهمت أوكرانيا بأنها حاولت اغتيال الرئيس الروسي عبر طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين.