بوتين العدو لم يحرز تقدما في الهجوم المضاد .. وكييف تحرر 7 قرى في دونيتسك وزاباروجيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أعلنت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني على تطبيق تليغرام ان القوات الأوكرانية حررت حتى الآن 7 قرى: 4 في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق) و3 في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).
وقالت أن المساحة التي تمت استعادتها منذ بدء الهجوم المضاد على طول الجبهة تمتد لنحو 100 كيلومتر، وتصل إلى 90 كيلومترا مربعا، مشيرة إلى أن الجيش الأوكراني تقدم أكثر من 6 كيلومترات في زاباروجيا.
وتقع اثنتان من القرى التي تمت استعادتها في دونيتسك، شمال مدينة باخموت التي سيطرت عليها القوات الروسية مؤخرا وتسعى القوات الأوكرانية الآن للسيطرة عليها مجددا، وأوضحت أن القوات الأوكرانية تسيطر حاليا على 12 كيلومترا مربعا في مدينة باخموت.
وبالتزامن، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تتقدم في الهجوم المضاد رغم ضراوة المعارك والأمطار، مشيرا إلى أن خسائر العدو تتطابق مع الخطط الأوكرانية.
واوضح مسؤولون أوكرانيون إن روسيا شنت هجوما “صاروخيا مكثفا” الليلة الماضية على مدينة كريفي ريه جنوب شرقي البلاد، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 25 وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، ومن جانبها قالت روسيا إنها استولت على دبابات ليوبارد الألمانية ومركبات برادلي الأميركية خلال معركة مع القوات الأوكرانية.
وقالت الإدارة العسكرية في دنيبروبتروفسك حيث تقع كريفي ريه إن القصف استهدف أحد المباني في المدينة، وأضافت أن 7 أشخاص لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، وأن الجهود مستمرة لإنقاذهم.
وقال سيرغي ليساك حاكم منطقة دنيبروبتروفسك على تطبيق تليغرام إن عمليات الإنقاذ تُجرى عند مبنى سكني من 5 طوابق يحترق وعند مستودع مدمر، وأضاف “لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض”. وأدلى ليساك بمعلومات أولية عن عدد الضحايا، ونشر صورة لمبنى سكني يتصاعد الدخان من بعض نوافذه المحطمة.
ومدينة كريفي ريه هي مسقط رأس الرئيس الأوكراني الذي وصف القصف بالإرهابي، محمّلا روسيا المسؤولية عن كل صاروخ أطلقته، وأكد أن قوات بلاده تتقدم في الهجوم المضاد رغم ضراوة المعارك، مشيرا إلى أن خسائر العدو تتطابق مع الخطط الأوكرانية.
وأضاف زيلينسكي أن جبهات القتال في خورتيتسيا وتافريا هي الأكثر سخونة، وأن القوات الأوكرانية تخوض معارك صعبة لكنها تحرز تقدما، وأوضح أن الجيش الأوكراني يعمل على تحقيق تقدم في السيطرة على باخموت.
في المقابل، قللت موسكو من أهمية التقدم الذي أعلنت عنه كييف، وقالت إن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية باتجاه مدينتي باخموت وسوليدار الخاضعتين للسيطرة الروسية بدونيتسك، وكذلك في جنوب شرق مدينة زاباروجيا، عاصمة المقاطعة التي تضع ضمنها محطة نووية.
في خاركيف شرقي أوكرانيا، قال رئيس بلدية المدينة عبر قناته على تليغرام إن طائرات مسيرة روسية ضربت البنية التحتية المدنية في المدينة، وأصابت مستودعا ومبنى لشركة خدمات.
وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم دوّت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا محذرة من غارات جوية، وقال مسؤولون عسكريون في كييف إن قوات الدفاع الجوي دمرت جميع الصواريخ الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية.
وقالت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا إن القوات الجوية دمرت 10 من أصل 14 صاروخ كروز أطلقتها روسيا على أوكرانيا، وواحدة من 4 طائرات مسيرة إيرانية الصنع. ولم يتضح بعد عدد الصواريخ التي ضربت كريفي ولا المواقع والأهداف التي ضربتها الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا، ولم تصدر روسيا أي تعليق على الضربات.
في المقابل، قال حاكم منطقة كورسك في روسيا إن قصفا أوكرانيا في وقت مبكر من صباح اليوم ألحق أضرارا بعدة منازل وعطل إمدادات الغاز والكهرباء في قريتين بالمنطقة الواقعة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وقال الحاكم رومان ستاروفويت عبر تطبيق تليغرام إن 9 منازل تضررت، كما تعطلت إمدادات الغاز والكهرباء في قرية تيوركينو واشتعلت النيران في منزلين، مضيفا أن عدة منازل في قرية غلوشكوفو تضررت أيضا.
وتعليقا على سير المعارك، قال معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة الاثنين إن القوات الأوكرانية حققت تقدما في دونيتسك وزاباروجيا، مشيرا إلى أن مصادر روسية أكدت هذا التقدم ولكنها سعت للتقليل من أهميته.
ويقول محللون إن العمليات التي تشنها القوات الأوكرانية حاليا ربما يكون الهدف منها اختبار الدفاعات الروسية، مشيرين إلى أن مهمة استعادة المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية شرق وجنوب أوكرانيا ستكون شاقة بالنظر إلى أن القوات الروسية متفوقة عدديا وجويا، كما أنها بنت تحصينات قوية على مدى أشهر طويلة.
وفي تطور ميداني آخر، أعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية تصدت فجر اليوم لهجمات روسية بواسطة طائرات مسيرة على كييف. واعلنت حالة التأهب الجوي وإطلاق صفارات الإنذار جنوبي أوكرانيا ورصد تحليق مسيرات في سماء مقاطعة زاباروجيا.
من جهته، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء صحفي إن أهداف الحملة العسكرية في أوكرانيا ربما تتطور بحسب مستجدات الأوضاع لكنها لن تتغير بشكل عام. وقال أن العدو لم يحرز أي نجاح في الهجوم المضاد، وأن خسائر كييف في إطار الهجوم المضاد تقترب من الكارثة، لافتا الى أن أوكرانيا خسرت منذ بدء هجومها المضاد 25 إلى 30% من المركبات العسكرية التي حصلت عليها من الغرب، وإن الخسائر البشرية لهذا البلد أعلى 10 مرات من الخسائر الروسية. وأضاف أن روسيا فقدت 50 من دباباتها في القتال، بعضها يمكن إصلاحه، في حين فقدت أوكرانيا أكثر من 160 دبابة، و360 عربة مدرعة خلال الهجوم المضاد.
واتهم القوات الأوكرانية بقصف سد كاخوفكا بصواريخ هيمارس، قائلا إنه لا مصلحة لبلاده في مأساة المحطة نظرا لعواقبها على المناطق الروسية الجديدة.
وأوضح بوتين أنه “كان بالإمكان الاستعداد بشكل أفضل للهجمات على مناطقنا الحدودية” مؤكدا أنه إذا استمرت الهجمات فعلى بلاده التفكير في إيجاد منطقة عازلة داخل أوكرانيا.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الاثنين إن الولايات المتحدة مصممة على زيادة دعمها لأوكرانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي بواشنطن أن حزمة من الدعم السياسي والعسكري يمكن توقعها في القمة المقبلة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) المقرر عقدها في فيلنيوس بليتوانيا يومي 11 و12 يوليو/تموز المقبل.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا إن الدول الثلاث فعلت كل شيء لمساعدة الهجوم الأوكراني المضاد. وأضاف أنه تم تكثيف تسليم الذخائر والأسلحة والعربات. واكد أن الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ وسيستمر أسابيع وقد يمتد لأشهر، ورأى أن هذا الهجوم قد تم الإعداد له بعناية ومنهجية.
دبلوماسيا، قال رئيس جمهورية الكونغو دنيس ساسو نغيسو أمس الاثنين في مؤتمر صحفي بأبيدجان إن أفريقيا لا يمكنها أن تبقى صامتة إزاء الحرب في أوكرانيا، وذلك قبيل أيام من وساطة ستقوده مع عدد من نظرائه الأفارقة إلى كل من كييف وموسكو.
وحسب الوكالة الفرنسية، فمن المقرر أن يزور وفد الوساطة الأفريقي كييف الجمعة القادم، حيث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثم يزور موسكو السبت المقبل حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مؤتمره الصحفي، قال رئيس الكونغو إن الوفد الأفريقي سيحمل “رسالة سلام، أو تهدئة على الأقل” من أجل “جعل المتحاربين يدركون حجم المعاناة التي تسبّبها هذه الحرب للشعوب الضعيفة في العالم، وعلى وجه الخصوص شعوب أفريقيا“.
على صعيد آخر، قال البيت الأبيض أمس إن “الحديث عن تحريك رؤوس نووية في بيلاروسيا خطاب متهور، ولا يوجد ما يستدعي تغيير وضعنا النووي”.