روسيا تتهم أوكرانيا بقصف جسر “تشونغارسكي” وزيلينسكي يحذر من هجوم نووي
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القوات الأوكرانية قلصت عملياتها على خط المواجهة وتعيد تجميع صفوفها، لكن لا يزال بإمكانها تنفيذ أعمال هجومية.
وأضاف شويغو في تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية اليوم “بعد شنه أعمالا عدائية نشطة خلال الأيام الـ16 الماضية وتكبده خسائر كبيرة، قلص العدو نشاطه وهو يعيد تجميع صفوفه حاليا”.
وأوضح أن 1336 جنديا في المتوسط يوقعون عقودا للانضمام إلى الجيش يوميا، وإن موسكو لا ترى حاجة لتجنيد مزيد من المتطوعين.
وفي ما يتعلق بالهجوم الأوكراني المضاد، نقلت تقارير عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القول أمس الأربعاء إن التقدم في الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية “أبطأ مما هو مرغوب فيه”، لكن كييف لن تسمح بالضغوط للتسريع.
واتّهم زيلينسكي اليوم روسيا بالتخطيط “لهجوم إرهابي” يتضمن تسربا إشعاعيا في محطة زاباروجيا الواقعة تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا.
وقال إن “وكالات المخابرات في بلاده حصلت على معلومات بأن روسيا تفكر في تنفيذ هجوم “إرهابي” في منطقة محطة زاباروجيا للطاقة النووية يترتب عليه خروج إشعاعات نووية”. وأضاف “لقد حضّروا كل شيء لذلك” الهجوم، وقد “أطلعت جميع الشركاء الدوليين على هذه المعلومات”.
لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن ما وصفه بمزاعم أوكرانيا “بإعداد روسيا لهجوم إرهابي في منشأة زاباروجيا النووية كذبة أخرى”، مشيرا إلى أن تعاون موسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر. وشدد على اهتمام الطرفين بمواصلة هذه الاتصالات.
واتهم الدول الغربية بممارسة ضغوط كبيرة على كييف لمواصلة القتال حتى آخر جندي.
واليوم نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس مجموعة فاغنر المسلحة الروسية يفغيني بريغوجين اتهامه لكبار المسؤولين في موسكو بخداع الروس بشأن سير الهجوم الأوكراني المضاد، وأشار إلى تقدم كييف ميدانيا. وقال في تسجيل صوتي نشره ناطقون باسمه “إنهم يضللون الشعب”، ولفت إلى خسارة عدة قرى، بينها بياتيخاتكي، مشيرا إلى نقص في السلاح والذخيرة.
وأكد أنه “تم تسليم العدو أجزاء كبيرة” من الأراضي، مضيفا أن القوات الأوكرانية حاولت بالفعل عبور نهر دنيبرو الذي يشكل حدودا طبيعيا على خط المواجهة، وتابع “يتم إخفاء كل ذلك عن الجميع”.
من جهته، حذر رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، اليوم من أن الهجوم المضاد لبلاده ضد روسيا “سيستغرق وقتاً” ولكنه أعرب عن “تفاؤله” بنجاحه.
وأوضح شميغال على هامش مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا في لندن، أن بلاده ستقوم بعمليات هجومية ذكية للغاية، مشيراً إلى أن هذا الهجوم المضاد سيستغرق وقتاً. وتابع أن كييف تعتزم التحرك والمضي قدماً، لافتاً إلى أنه متفائل تماماً بتحرير كافة أراضي أوكرانيا التي يحتلها الروس.
إلى ذلك، أشار إلى أن الهجوم المضاد “عبارة عن عدد من العمليات العسكرية. أحيانا تكون هجومية ومرات أخرى دفاعية”.
وبحسب شميغال، كان الروس يتحضرون أيضاً خلال تجهيز كييف لهجومها، ولهذا هناك الكثير من حقول الألغام ما يجعل التحرك أبطأ، على حد تعبيره.
يشار إلى أن روسيا أطلقت صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على أهداف في أوكرانيا في الساعات الأولى من اليوم الخميس، مما تسبب في أضرار في مدينتي أوديسا وكريفي ريه.
الى ذلك، قال مسؤولون عينتهم روسيا في منطقتي خيرسون والقرم إن القوات الأوكرانية شنت هجوما صاروخيا على جسر “تشونغارسكي” الذي يربط بين خيرسون في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وقال فلاديمير سالدو، حاكم خيرسون الذي عينته روسيا، إن من المرجح أن يكون الجسر قد تعرض لهجوم بصواريخ ستورم شادو التي حصلت عليها أوكرانيا من بريطانيا، لكن تم تحويل حركة المرور إلى طريق مختلف، في حين لم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وأضاف “سنواصل الرد على كل خطوة للعدو. لا يزال طريق واصل بين منطقة خيرسون والقرم يعمل، نظمنا طريقا احتياطيا مؤقتا لمرور السيارات”.
وأظهرت صورة نشرها على تطبيق تليغرام فجوة كبيرة في سطح السد بدت المياه ظاهرة أسفلها، في حين تناثر الحطام في المكان.
وبدوره، قال الحاكم الروسي للقرم سيرغي إكسيونوف “خلال الليل أصابت ضربة جسر تشونغارسكي ولم تسفر عن سقوط ضحايا”، مضيفا أن السلطات تجري مسحا للأضرار. وناشد السكان التحلي بالهدوء، وقال إن خبراء يفحصون الموقع لتحديد متى يمكن استئناف المرور على الجسر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن مسؤول بوزارة النقل معين من قبل روسيا في القرم قوله إن إصلاح جسر تشونغارسكي سيستغرق عدة أسابيع.
ويعدّ جسر تشونغارسكي من أهم الطرق لنقل المعدات والآليات من شبه جزيرة القرم إلى منطقة زاباروجيا بالجنوب، كما أنه يربط القرم بريف منطقة خيرسون، ويتألف من جسر للسكك الحديد، وسد عبر خليج سيفاش، وجسر للسيارات على الطريق السريع. ويعرف الجسر باسم “بوابة القرم”، وهو واحد من عدة جسور تربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 من أوكرانيا بالبر الرئيسي. ويقع على طريق يستخدمه الجيش الروسي للانتقال بين القرم ومناطق أخرى يسيطر عليها في أوكرانيا. كما يعدّ الجسر أول مشروع واسع النطاق لتحسين البنية التحتية للنقل في القرم، وقد شُيّد في بداية القرن الـ19، وحافظ على مكانته الإستراتيجية.