روسيا تعتبر التسوية غير ممكنة .. وجدل حول تزويد كييف بقذائف عنقودية
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في الوقت الذي أعلنت الرئاسة الروسية أن التسوية السياسية في أوكرانيا غير ممكنة حاليا، وأنها لا ترى آفاقا لذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة حلفائه بدعمه بأسلحة متطورة، وسط جدل بشأن تزويد كييف بالذخائر العنقودية. وقال إن قوات بلاده لن تستطيع تنفيذ هجومها المضاد من دون أسلحة هجومية متطورة، تتضمن صواريخ بعيدة المدى.
وأضاف زيلينسكي في تصريحات له في العاصمة التشيكية براغ أنه يجب الإسراع في ضمّ أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). ودعا قادة الحلف إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو منح العضوية لكييف في قمة الأسبوع المقبل، وقال إن بلاده بحاجة إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد التصريح العام الذي حصلت عليه قبل أكثر من 10 سنوات بأن باب الحلف “مفتوح” أمامها.
من جانبه، قال رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا إن مستقبل أوكرانيا هو في الاتحاد الأوروبي والناتو، مضيفا أنه يتوقع أن يدعم الشركاء في الحلف انضمام كييف إليه.
كما أعلن فيالا أن بلاده ستزود أوكرانيا بمروحيات مقاتلة، وستدرب طياريها على طائرات إف-16 أميركية الصنع لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية. وقال إن “التشيك ستقدم المزيد من المروحيات القتالية ومئات آلاف قطع الذخيرة من العيار الثقيل”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عزمها على تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، تشمل ذخائر عنقودية. ونقلت وسائل إعلام أن من المتوقع أن تعلن الإدارة الأميركية حزمة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، وقالت إن البنتاغون يعتزم تزويد أوكرانيا بكمية وافرة من القنابل العنقودية.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون العميد باتريك رايدر أنه إذا تقرر تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، فإن البنتاغون سيحرص على تزويدها بأنواع تتسم بنسب فشل منخفضة، مشيرا إلى أن الذخائر العنقودية ستكون مفيدة في أي نوع من العمليات الهجومية.
لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أعلنت معارضة بلادها إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وقالت للصحفيين في مؤتمر للمناخ في فيينا “تابعت التقارير الإعلامية. بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو، فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة”.
وهي تشير بذلك إلى اتفاقية الذخائر العنقودية التي أتيحت للتوقيع عليها في العاصمة النرويجية عام 2008، وتحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية.
في المقابل، اعتبر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد.
وفي سياق متصل، وافق مفاوضون من الاتحاد الأوروبي على خطة بقيمة 500 مليون يورو، لتعزيز إنتاج الذخيرة دعما لأوكرانيا.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن مفاوضي الاتحاد الأوروبي اتفقوا على الخطة لتعزيز إمدادات الذخيرة والصواريخ الطويلة الأجل إلى أوكرانيا.
من جهته، أعتبر الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين إن “التسوية السياسية والدبلوماسية في أوكرانيا غير ممكنة حاليا، بسبب عدم رغبة كييف وواشنطن في ذلك”. وأشار إلى أن موسكو لم تغلق الباب أمام عملية التفاوض، لكنها لا ترى أي آفاق لها حتى الآن.
وبشأن زيارة زيلينسكي إلى تركيا، قال بيسكوف إن الكرملين سيتابع عن كثب نتائج الاجتماع الذي سيعقد في تركيا بين الرئيسين الأوكراني زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان.
وعن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي أردوغان، قال بيسكوف إن الاتصالات بين الرئيسين غير مستبعدة في المستقبل المنظور، مضيفا أن الرئيس بوتين قد يتحدث مع أردوغان قريبا، لكن لم يتم تحديد موعد ذلك بعد.
ميدانيا، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا إن القوات الأوكرانية قصفت اليوم عددا من المناطق في المقاطعة بأكثر من 50 قذيفة مدفعية، دون ذكر المزيد من التفاصيل بشأن الأضرار والخسائر.
وفي روسيا، أفادت خدمات الطوارئ بسقوط ستة قتلى وجريحين في انفجار بمصنع للمواد المتفجرة في مدينة سامارا وسط البلاد، وقالت خدمات الطوارئ إن الانفجار نتج عن تفكيك بعض المعدات وإجراء تصليحات في المصنع.
من جهته، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن القوات الروسية صدت محاولات هجوم للجيش الأوكراني على مواقع في بلدة بيرخوفكا شمال باخموت، واستعادت سيطرتها على سد بيرخوفكا المجاور.
وقالت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك إن 5 مدنيين على الأقل أصيبوا بجروح في قصف أوكراني على المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 12 مسيرة من أصل 18 أطلقتها القوات الروسية نحو الأراضي الأوكرانية ليلا. كما أكدت تعرض عدة بلدات في خاركيف ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون لقصف مدفعي وصاروخي روسي.
في غضون ذلك، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن الوكالة “تحرز تقدما” بشأن الوصول إلى محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا بعدما تحدثت كييف عن احتمال وجود متفجرات على سطحها. وقال غروسي في طوكيو إن مسؤولين زاروا مواقع تشمل أحواض التبريد لكن لم يحصلوا بعد على إذن بزيارة السطح الذي تؤكد أوكرانيا أن عبوات ناسفة محتملة زرعت عليه.
وكانت أوكرانيا وروسيا تبادلا الاتهامات بشأن تخريب محطة زاباروجيا.