70 هجوما روسيا واوكرانيا ترد بقصف جسرين .. ومحادثات جدة السلام تلقى الدعم
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
قام الجيش الأوكراني بقصف جسرين يربطان مقاطعة خيرسون بشبه جزيرة القرم، ويُستخدمان لإمداد القوات الروسية، ويأتي هذا التطور اليوم بعد هجمات جوية روسية واسعة استهدف بعضها قواعد جوية غربي أوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن حاكم منطقة خيرسون الموالي لروسيا، فلاديمير سالدو، أن القوات الأوكرانية استهدفت الجسر بـ12 صاروخا تم إسقاط 9 منها بواسطة الدفاع الجوي، بينما أصيب مدني كان يعبر الجسر.
وقال سالدو إن القصف استخدمت فيه صواريخ “ستورم شادو”، وأسفر كذلك عن تضرر خط أنابيب الغاز الذي يمر بالقرب من الجسر، مشيرا إلى استهداف جسر آخر صغير يربط مدينة هينشيسك في خيرسون التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها بالساحل الشمالي الشرقي للقرم.
كذلك نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف أن جسر تشونهار تعرض لأضرار جراء هجوم. وأكد المسؤولان المواليان لموسكو في القرم وخيرسون أنه تقرر إغلاق جسر تشونهار لإجراء إصلاحات.
وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دمارا في أجزاء من الجسر.
وكانت القوات الأوكرانية قصفت في يونيو ــــ حزيران الماضي جسر تشونهار، الذي يعد أحد 3 طرق تربط البر الرئيسي لأوكرانيا بالقرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
ضربات روسية
من جهتها، كانت أوكرانيا أعلنت تعرضها في وقت مبكر اليوم لأكثر من 70 هجوما روسيا بصواريخ كروز وأخرى فرط صوتية ومسيّرات إيرانية الصنع من طراز “شاهد”. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت 3 صواريخ “كينجال”، من دون أن توضح إذا ما كانت تمكنت من اعتراضها أم لا. وأضافت أنها أسقطت 57 صاروخا روسيا، منها 12 من طراز “كاليبر”، وجميع المسيرات وعددها 27.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن من بين الأماكن المستهدفة مصنعا لمحركات الطائرات.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الأخيرة استهدفت مواقع بينها قواعد جوية في خميلنيتسكي وروفنو غربي أوكرانيا.
وأقر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات بتعرض المطار العسكري في مقاطعة خميلنيتسكي للقصف الروسي، لكنه نفى أن يكون قد لحق ضرر كبير بالطائرات الرابضة في المطار، موضحا أنه يعاد نشرها في مطارات أخرى من أجل حمايتها.
من جانب آخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مسيرة أوكرانية كانت في طريقها إلى موسكو. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن محيط مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) شهد مواجهات بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية التي تحاول التقدم في هذا المحور.
وفي مقابل الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي في دونيتسك وزاباروجيا تشن القوات الروسية هجمات مضادة باتجاه ليمان وأفدييفكا في دونيتسك وكوبيانسك بخاركيف.
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن روسيا لديها قدرات عسكرية وفنية تمكّنها من القضاء على التهديدات الأمنية في البحر الأسود.
ويأتي تصريح ريابكوف، الذي يحمّل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية تفاقم التوترات بالبحر الأسود، بعد هجومين أوكرانيين بزوارق مسيرة على سفينة حربية روسية بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي وناقلة روسية بالقرب من شبه جزيرة القرم.
من جانبه، أعلن حاكم مدينة سيفاستوبول بالقرم العثور على لغم بحري على بعد 100 متر من شاطئ لوبيمكوفو بالقرم.
محادثات جدة
من جهة أخرى، شكر البيت الأبيض المملكة العربية السعودية على استضافة 40 دولة للتشاور بشأن أوكرانيا معتبراً أنها كانت جيدة وبناءة نحو تحقيق سلام عادل.
ولليوم الثاني على التوالي، الأحد، استمرت مباحثات مستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة السعودية. واختتم اليوم الأول للمباحثات، السبت، بمشاركة أكثر من أربعين دولة، حيث قدمت خلاله أوكرانيا صيغة سلام من 10 نقاط لمناقشتها.
في حين أكد مصدر بالوفد الأوكراني أن صيغة السلام التي قدمها في جدة دعمتها دول عدة، ولقيت دعماً أكثر من تلك التي طرحت في كوبنهاغن.
وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة “تاس” بأن روسيا ستناقش نتائج مشاورات جدة بشأن أوكرانيا مع الشركاء في بريكس الذين شاركوا في الاجتماع, وقال ريابكوف في تصريح للوكالة: “من وجهة نظر نقل الفطرة السليمة إلى رعاة نظام كييف، أعتقد أن مشاركة زملائنا من بريكس في هذا الحدث ربما قد جلبت بعض الفوائد”.
ويعوّل اقتصاديون على نتائج هذا الاجتماع في إحداث اختراق في الأزمة الروسية – الأوكرانية، لصالح مواجهة تحديات شبح الفقر والجوع، في ظل تعثر اتفاقية الحبوب بين موسكو وكييف، مستبشرين بانعكاس إيجابي للاجتماع يعزز سلاسل الإمداد على مستوى العالم.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفد بلاده يعمل في اجتماع لمستشاري قادة الدول في جدة على وضع صيغة مقترحة للسلام. وقال زيلينسكي في حسابه على “تويتر”، أمس السبت، إن الوفد الأوكراني المشارك في اجتماع قادة الدول بشأن السلام بين أوكرانيا وروسيا يبذل جهوداً مكثفة.
وفي وقت سابق السبت، قال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده “أتوقع ألا تكون المحادثات سهلة”، مضيفا: “لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا”. وتابع: “مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا”.
