كييف تخلي 37 في خاركييف وتفتح ممرات على البحر الأسود

كييف تخلي 37 في خاركييف وتفتح ممرات على البحر الأسود

 السؤال الآن ــــ وكالات

شهدت عشرات البلدات في منطقة خاركيف شمالي شرقي أوكرانيا الخميس عمليات إخلاء للسكان في مواجهة تقدم الجيش الروسي، الذي أكد أنه “حسّن” مواقعه في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إن قواتها قصفت مواقع في محيط كوبيانسك، موضحة أنه “في إطار الهجوم قرب كوبيانسك، حسّنت الفرق الهجومية التابعة لمجموعة المعارك الغربية مواقعها على طول الطرف الأمامي للجبهة”.

في مواجهة هذا التقدم، صدر مرسوم وقعته السلطات المحلية الأوكرانية بإخلاء 37 بلدة في منطقة كوبيانسك. وهذه البلدات تقع بالقرب من الجبهة على الضفة اليسرى لنهر أوسكيل. وأوصت مدينة كوبيانسك، التي كان يقطنها 25 ألف شخص قبل الحرب، صباح اليوم السكان بإخلاء المدينة، مشيرة إلى ازدياد الهجمات الروسية على المنطقة. وقالت إن السبب هو “الوضع الأمني الصعب وزيادة عدد التفجيرات”.

وذكر مجلس مدينة كوبيانسك أن من بين الأشخاص الذين يتعين إجلاؤهم سكانا ونساء مع أطفالهن ومسنين ومرضى، إلى جانب أولئك الذين يواجهون صعوبة في الحركة. وأكد الحاكم المحلي أليغ سينيغوبوف إصابة شخصين خلال الليل في قرية كيفتشاريفكا بسبب الإخلاء.

وكانت القوات الأوكرانية استعادت منطقة كوبيانسك ومعظم منطقة خاركيف في سبتمبر/أيلول الماضي من القوات الروسية بعد شن هجوم مفاجئ. وهذه المنطقة اليوم من الجبهات القليلة التي تتعرض لهجمات روسية.

ونقلت وكالة رويترز عن فيتالي كوفال حاكم منطقة ريفني أن طائرات مسيرة دمرت مستودعا للوقود بالمنطقة في هجوم شنته روسيا الليلة الماضية، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفر عن اندلاع حريق هائل. وأضاف أنه لم تقع إصابات.

وقال في مقطع فيديو نُشر عبر تطبيق تليغرام “تعرضت منطقة ريفني الليلة الماضية وصباح اليوم لهجوم مكثف بطائرات مسيرة”. وظهر ريفني في المقطع المصور واقفا في ميدان والنيران تشتعل من خلفه. وأضاف “المستوى الكيميائي والإشعاعي طبيعي. لا نعتزم إجلاء السكان“.

 

من جهة ثانية، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن شابتين ورجلا قتلوا وأصيب 9 في هجوم صاروخي روسي على مدينة زاباروجيا في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.

وشاهد مراسل من رويترز في الموقع فرق إغاثة وهي تحمل جثة. وفتش منقذون الحطام في وقت توقفت فيه سيارة إسعاف قرب بنايات ألحق بها الهجوم أضرارا.

وذكر بيان من مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “قتل 3 وأصيب 9، من بينهم رضيع عمره 11 شهرا.. نتيجة الهجوم على المركز الإقليمي.. حصد القصف الروسي أرواح رجل (43 عاما) وشابتين كانتا تبلغان من العمر 19 و21 عاما“.

ومن جانبه، نفى ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني اتهام روسيا كييف بمحاولة مهاجمة مخازن الوقود النووي المستهلك في محطة زاباروجيا. وكانت وكالة تاس الروسية قالت إن الجيش الأوكراني حاول مهاجمة مواقع تخزين الوقود النووي المستهلك في محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا.

 كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية بـ3 صواريخ مجنحة ونفذت 50 غارة جوية. وأضافت أن الجانب الروسي أطلق 59 مقذوفا من راجمات الصواريخ، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وإلحاق أضرار بمنشآت مدنية وأخرى للبنية التحتية. وأكدت أن قواتها صدت هجمات روسية في اتجاهات ومحاور عدة في دونيتسك، في حين تواصل القوات الأوكرانية هجومها في محوري ميليتوبول وبيرديانسك.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية فجر اليوم إسقاطها 13 طائرة أوكرانية مسيّرة، 11 منها في شبه جزيرة القرم، واثنتان كانتا تحلقان باتجاه العاصمة موسكو.

وقالت الوزارة الروسية في بيان “بالقرب من مدينة سيفاستوبول (في شبه جزيرة القرم) أصيبت طائرتان مسيّرتان بأنظمة دفاعية مضادة للطائرات كانت في الخدمة، وتم إخضاع 9 طائرات أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت في البحر الأسود قبل أن تصل إلى أهدافها”.

كما أفاد عمدة موسكو بأن قوات الدفاع الجوي دمرت مسيرتين أخريين أثناء اقترابهما من المدينة، إحداهما في منطقة كالوغا جنوب غرب موسكو، والثانية في منطقة أوديتسوفسكي في منطقة العاصمة الروسية.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قتل شخصان اليوم في قصف أوكراني على منطقة بريانسك الروسية على الحدود، كما أعلن حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز.

ومن جانبه، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن شخصا قتل وأصيب 4 آخرون جراء قصف أوكراني على إحدى قرى المقاطعة. وقال عبر تطبيق تليغرام إن “القوات الأوكرانية قصفت غوركوفسكي، وانفجرت 5 قذائف وسط البلدة قرب المدرسة”، مضيفا أن رجلا قتل وأصيب 3 آخرون وامرأة بجروح.

وكان قصف البلدات الروسية القريبة من الحدود أمرا نادر الحدوث منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، لكن هذا القصف تكثّف منذ أشهر، لا سيّما في منطقتي بيلغورود وكورسك.

وفي تطورات متصلة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تسلمت من ألمانيا منظومات دفاع جوي جديدة من نوع باتريوت. وأكد أن هذه الخطوة ستقرب أوكرانيا من إنشاء درع جوي كامل لحماية أرواح الأوكرانيين.

يذكر أن برلين أعلنت في وقت سابق اليوم أنها قررت شحن قاذفتين أخريين من منظومة باتريوت إلى أوكرانيا.

إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا اليوم الخميس فتح ممرات بحرية “إنسانية” مؤقتة للسفن التجارية المدنية من وإلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.

وأوضحت قيادة القوات البحرية الأوكرانية في بيان أنه سيتم استخدام هذه الممرات البحرية بشكل رئيسي لإخراج سفن مدنية عالقة في موانئ أوكرانية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، مشددة على أن الطرق اقترحتها أوكرانيا بالفعل مباشرة على المنظمة البحرية الدولية.

وقالت “سيتم السماح للسفن التي يؤكد أصحابها/قباطينها رسميا استعدادهم للإبحار في الظروف الراهنة بالمرور عبر هذه الطرق”. وأوضحت أن الخطر ما زال قائما في البحر الأسود من الألغام والتهديد العسكري الروسي.

من جهته، قال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية أوليه تشاليك “اليوم، بدأ تشغيل ممر إنساني جديد مؤقت”، مشيرا إلى أن “الممرات مفتوحة منذ منتصف الليل”، من دون أن يحدد إلى متى سيستمر هذا الوضع.

وأضاف “سيكون الممر في غاية الشفافية، وسنضع كاميرات على السفن وسيكون ثمة بث لإظهار أن هذه مهمة إنسانية محضة وليست لها أغراض عسكرية“.

وردا على القرار الأوكراني، قال ميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا يمكن العودة إلى صفقة الحبوب، وأضاف أن الأمر مرهون باستيفاء الشروط النظامية التي وضعتها بلاده.

وشدد غالوزين على أن موقف موسكو يبقى على ما هو عليه، ويتمثل في النقاط الخمس، ومن بينها استئناف إمدادات قطع الغيار للمعدات الزراعية، وإنشاء لوجيستيات النقل والتأمين، واستعادة وصول الشركات الروسية إلى أصولها الأجنبية، مشيرا إلى أنه بعد تنفيذ هذه الشروط يمكن النظر في إمكانية استئناف العمل بصفقة الحبوب

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة