اليوم الـ 26 للحرب: كارثة في ماريوبول وكييف تحت الحصار
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 26 للحرب وصفت أوكرانيا، الوضع في ماريوبول بأنه “صعب للغاية”، وقالت إنها غير قادرة على توفير ممر إنساني آمن جديد لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة، بعد أن تحدت الإنذار الروسي للاستسلام. وتخضع ماريوبول الساحلية الواقعة على بحر آزوف، المتفرع من البحر الأسود، للحصار والقصف مع انعدام الطعام والدواء وانقطاع الكهرباء أو المياه الصالحة للشرب منذ الأيام الأولى للحرب التي اندلعت في 24 فبراير الماضي.
وأظهرت لقطات فيديو للمدينة أنها تعرضت لدمار شديد، وصفه دبلوماسي يوناني بأنه يشبه الدمار الذي حلّ بمدينة لينينغراد إبان الحرب العالمية الثانية. وأمر الجيش الروسي الأوكرانيين في المدينة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا بالاستسلام بحلول الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش)، قائلا إن من يقوم بتنفيذ هذا الأمر سيسمح له بالمغادرة عبر ممرات آمنة.
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني “بالطبع نرفض هذه الاقتراحات”. وأضافت أنه تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن إنشاء ثمانية ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة، لكن مدينة ماريوبول لم تكن ضمن تلك المدن. كما أشارت إلى أن الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول باءت بالفشل. وتابعت: “الوضع هناك صعب للغاية”. وقال مسؤولون أوكرانيون في المدينة لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن دفعات من القنابل تتساقط على المدينة كل 10 دقائق.
وذكر النقيب في فوج آزوف بالحرس الوطني الأوكراني، سفياتوسلاف بالامار: “القنابل تسقط كل 10 دقائق. البوارج الحربية الروسية تقصف (المدينة). بالأمس تمكن الجنود من إعطاب 4 دبابات ومركبات عسكرية”.وأضاف: “ما زلنا بحاجة إلى الذخيرة والأسلحة المضادة للدبابات والدفاع الجوي”.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت القوات الروسية بقصف مبان من بينها مستشفيات ومسرح، قالت إن أناسا كانوا يحتمون به الأسبوع الماضي. وتنفي موسكو استهداف المدنيين، وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على “القوميين الأوكرانيين” في الوضع في ماريوبول. وقال زعيم انفصالي تدعمه روسيا في شرق أوكرانيا إن الأمر سيستغرق أكثر من أسبوع للسيطرة على ماريوبول.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دينيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد: “لست متفائلا للغاية بإمكانية إنهاء الأمر في يومين أو ثلاثة أو حتى أسبوع. لسوء الحظ لن يحدث هذا، المدينة كبيرة”. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن “المدافعين الأبطال” في المدينة ساعدوا في منع روسيا من الزحف على المدن الكبرى الأخرى، وأنقذوا الكثير من الأرواح. وقال القنصل العام اليوناني في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس الذي عاد إلى بلاده أمس الأحد بعد الفرار من الحصار “ما رأيته هناك… آمل ألا يراه أحد أبدا”. وأضاف أن ماريوبول انضمت إلى قائمة المدن “التي دمرتها الحرب بالكامل”، شأنها شأن جرنيكا ولينينغراد وكذلك غروزني وحلب. وبالنسبة الى وضع مدينة كييف، أعلنت سلطات كييف فرض حظر تجوال اعتبارا من مساء اليوم الاثنين وحتى 23 مارس/آذار الجاري. كما جددت المدفعية الأرضية قصفها على مناطق تمركز الجيش الروسي على مشارف مدينة بروفاري شرق العاصمة الأوكرانية كييف، حيث كانت القوات الروسية تحاول تعزيز مواقعها والتقدم نحو بلدة بروسيبل جنوب شرق بروفاري، لكن القوات الأوكرانية حالت دون ذلك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استخدام جديد لصواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال” إلى جانب صواريخ مجنحة من طراز “كاليبر” لتدمير منشآت عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية. من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القتال العنيف مستمر شمالي كييف، وأكدت أن كييف هي هدف القوات الروسية، ومن المرجح حصارها. وأشارت الدفاع البريطانية أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية من جهة غوستوميل، وأن معظم القوات الروسية تبعد 25 كيلومترا عن كييف. ودعا المتحدث الروسي ممثلي الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والصليب الأحمر لمرافقة العملية الإنسانية في ماريوبول. وفي تطور آخر، نقلت رويترز عن زعيم الانفصاليين في دونيتسك قوله إن قواته ستحتاج إلى أسبوع على الأقل للسيطرة على ماريوبول. هذا ويتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة المقبل إلى بولندا لبحث الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، في حين أشار وزير الدفاع لويد أوستن إلى أن واشنطن تواصل تقديم المساعدات الأمنية لكييف من أجل الدفاع عن نفسها ضد ما وصفه بـ”الغزو الروسي”. كما حذر وزير الدفاع الأميركي من خطورة التهديد باستخدام السلاح النووي في الحرب ضد أوكرانيا، مؤكدا أن أي استخدام للسلاح الكيميائي من قبل روسيا سيواجه برد فعل كبير من المجتمع الدولي والولايات المتحدة.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 925 مدنيا أوكرانيا على الأقل وإصابة ألف و496 آخرين، مع تواصل المعارك لليوم السادس والعشرين على التوالي في حرب روسيا على أوكرانيا. وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، الإثنين، أن 3 ملايين و489 ألفا و644 لاجئا عبروا من أوكرانيا إلى بلدان الجوار بين 24 فبراير و20 مارس، أكثر من نصفهم توجهوا نحو بولندا. وأكدت مقتل 925 مدني أوكراني على الأقل وإصابة ألف و496 آخرين، مشيرة أن العدد الحقيقي للقتلى والمصابين قد يكون أعلى بكثير مما جرى توثيقه. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله اليوم الاثنين إن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.