اليوم الـ 39 للحرب: مجزرة في بوتشا.. وموسكو تنفي

اليوم الـ 39 للحرب: مجزرة في بوتشا.. وموسكو تنفي

 السؤال الآن ــ وكالات وتقارير

 في اليوم الـ 39 للحرب في اوكرانيا، مجزرة في بوتشا عبر تفخيخ جثث، اكدها مسؤولون أوكرانيون ونفتها موسكو، فيما سعى مسؤول كبير من الأمم المتحدة، في العاصمة الروسية للتوصل إلى “وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية” في أوكرانيا، بعد انتشار تقارير عن تجاوزات في حق مدنيين في منطقة كييف التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، فيما سمعت سلسلة انفجارات في مدينة أوديسا الساحلية. فقد اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم روسيا بارتكاب “مجزرة متعمّدة” في بوتشا غداة العثور على عشرات الجثث في هذه المدينة الواقعة في شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية. وكتب كوليبا على” تويتر”: “إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة. الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالًا”. 

من جهته، كتب أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على “تويتر”: “منطقة كييف. الجحيم في القرن الحادي والعشرين. جثث رجال ونساء قُتلوا وأياديهم مكبّلة. عادت أسوأ جرائم النازية إلى أوروبا. قامت روسيا بذلك بشكل متعمّد”. وقد شاهد صحافي في وكالة “فرانس برس” في مدينة بوتشا بضواحي كييف جثث نحو عشرين رجلا أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس في أحد الشوارع. وقال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية المدينة التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لوكالة” فرانس برس”: إن “كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس”. وأضاف:” “دفنا حتى الآن في بوتشا 280 شخصا في مقابر جماعية” لأنه كان من المستحيل دفنهم في مقابر المدينة الثلاث لكونها في مرمى نيران القوات الروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك، إن الروس بانسحابهم سواء “من تلقاء أنفسهم” أو بعد معارك يتركون خلفهم “خرابا كاملا والكثير من المخاطر”. وحذر بأن “القصف يمكن أن يتواصل” متهما العسكريين الروس بـ”تلغيم الأراضي التي ينسحبون منها ومنازل وذخائر وحتى الجثث”. وقال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية المدينة التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لوكالة فرانس برس إن “كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس”، مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص “في مقابر جماعية”. وأضاف “في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض” لكن “لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسيجة”، موضحا أنه عُثر على عدة قتلى مكبلي الأيدي بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين. كما أعرب عمدة العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو، عن صدمته إزاء ما وصفها بـ”جرائم الحرب الوحشية” التي ارتكبها الجنود الروس في بلدة بوتشا الواقعة شمال غرب العاصمة. وفي إشارة إلى تقارير عن إعدام مدنيين، قال كليتشكو لصحيفة “بيلد” اليومية الألمانية، الأحد، إن “ما حدث في بوتشا وعدد من ضواحي كييف الأخرى لا يمكن وصفه إلا بإبادة جماعية”. وقال كليتشكو كذلك إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤول عن “جرائم الحرب الوحشية”، مضيفا أن المدنيين تعرضوا “لإطلاق النار وهم مقيدون”. وطالب العالم أجمع، خاصة ألمانيا، بالوقف الفوري لواردات الغاز من روسيا. وشاهد طاقم الأسوشيتدبرس، الأحد، جثث 9 أشخاص في الأقل يبدو أنهم أعدموا. واثنان منهم في الأقل كانت أيديهما مقيدة خلف ظهريهما. وكانوا جميعا يرتدون ثيابا مدنية وكان ثلاثة في الأقل عراة من الخصر إلى الأعلى. وظهر أحدهم وقد أصيب برصاصة في صدره من مسافة قريبة.  وعلى مقربة من العاصمة عثر على جثة المصور والموثق الأوكراني المخضرم ماكس ليفين مقتولا بالرصاص بعد انسحاب القوات الروسية، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية السبت، فيما أفادت النيابة العامة الأوكرانية أنه قتل “برصاصتين أطلقهما جنود روس”. 

هذا واستنكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الصور “التي لا تُحتمل” من مدينة بوتشا الأوكرانية حيث عُثر على عشرات الجثث على الطرقات وفي مقابر جماعية، مشددًا على ضرورة “أن تُحاسب السلطات الروسية على جرائم” قتل المدنيين. وكتب ماكرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي :”في الشوارع، قُتل مئات المدنيين بجُبن”. ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قتل المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية بأنه “ضربة مؤلمة”. ومن جانبها، دعت لندن إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها “جرائم حرب”. وطالبت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس بفتح تحقيق بالهجمات الروسية “العشوائية” ضد المدنيين بأوكرانيا. وقال وزير خارجية هولندا فوبكا هوكسترا: “نشعر بالصدمة جراء الروايات عن جرائم القوات الروسية في أوكرانيا”. وندد نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبرت هابيك “بجريمة حرب مروعة” في بوتشا في أوكرانيا، مطالبًا بفرض عقوبات أوروبية اقتصادية جديدة على روسيا.   

وأكدت وزيرة خارجية أستراليا ماريز باين أن “استهداف الأبرياء في أوكرانيا أمر مشين”، وطالبت “بمحاسبة روسيا على تصرفات قواتها في أوكرانيا”.

 وإلى ذلك، عبّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عن صدمته من صور “الفظائع” التي قال إن الجيش الروسي ارتكبها في مدينة بوتشا الأوكرانية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض المزيد من العقوبات على موسكو. هذا ونفت وزارة الخارجية الروسية، ارتكاب الجيش الروسي فظائع في صفوف المدنيين في بوتشا الأوكرانية، ووصفت التقارير عن ذلك بأنها “حملة إعلامية مخططة ومزيفة”. وقال حساب الوزارة عبر تليغرام: “ظهرت قصص عن بوتشا في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في وقت واحد، والتي تبدو وكأنها حملة إعلامية مخططة”. وزار مسؤول في الأمم المتحدة موسكو، سعيا للتوصل إلى “وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية” في وقت أسفرت الحرب حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى وشردت أكثر من 4,1 ملايين أوكراني خارج بلادهم. 

وكانت روسيا حتى الآن ترفض أي زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يكون موضوعها الرئيسي أوكرانيا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعلن الجمعة، أن نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث “سيزور موسكو الأحد، ويتوجه بعدها إلى كييف”، مذكرا بأنه كلفه “السعي لوقف إطلاق نار إنساني في أوكرانيا”. 

من جهة أخرى، أكد كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا ديفيد أراخاميا، أن موسكو وافقت “شفهيا” على المقترحات الأوكرانية الرئيسية، باستثناء مسألة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، مضيفا أن كييف تنتظر تأكيدا خطيا. غير أن روسيا هددت، الجمعة، بتشديد موقفها في المفاوضات بعد ضربة على أراضيها اتهمت أوكرانيا بشنها بواسطة مروحيات. وبعدما تعذر تنظيم عمليات إجلاء سكان على مدى أسابيع، بدأ إجلاء أعداد  محدودة. وأعلنت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك، مساء امس السبت، على تلغرام، أن حوالى “1263 شخصا” انتقلوا من ماريوبول وبيرديانسك إلى زابوريجيا بوسائلهم الخاصة، فيما انطلقت قافلة من عشر حافلات تقل 300 من سكان ماريوبول. كما جرت عمليات إجلاء أخرى في شرق البلاد. وفي أوديسا المدينة الاستراتيجية التي تؤمن منفذا على البحر الأسود في جنوب غرب أوكرانيا، سمعت سلسلة انفجارات، صباح الأحد، وتصاعدت ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود على الأقل وألسنة نار في منطقة صناعية على ما يبدو، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكتب مستشار وزير الداخلية أنطون غيراشتشنكو على تلغرام أن “أوديسا تعرضت لهجوم من الجو وأفيد عن حرائق في بعض المناطق. أسقطت الدفاعات الجوية قسما من الصواريخ”، موصيا السكان بـ”إغلاق النوافذ”. 

على صعيد آخر، لا تزال القوات الروسية “تحاصر جزئيا مدينة خاركيف” ثاني أكبر مدن أوكرانيا في الشرق، حيث تتعرض المناطق الصناعية والسكنية على السواء لقصف مدفعي، وفق هيئة أركان القوات الأوكرانية التي تشير رغم ذلك إلى تراجع في حدة القصف. وكشفت رئاسة الأركان أن روسيا تعتزم “تشكيل كتائب مؤلفة من مقيمين (متطوعين) في المناطق المحتلة مؤقتا في أوكرانيا ومن مرتزقة”. 

وفي خطوة تشدد الضغط على روسيا، أوقفت دول البلطيق استيراد الغاز الطبيعي الروسي وأعلن رئيس شركة “كونيكسوس بلطيق غريد” اللاتفية للتخزين أن الغاز الروسي “لم يعد ينقل إلى لاتفيا وإستونيا وليتوانيا منذ الأول من أبريل”. من جهته، قال رئيس وفد روسيا المفاوض إن مسودة الاتفاق بين موسكو وكييف ليست جاهزة بعد لعرضها على قمة بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفلاديمير بوتين، في وقت أعلنت فيه موسكو فتح ممر لإجلاء الأجانب من مدينة أوديسا المحاصرة جنوبي أوكرانيا. بينما أكدت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على كامل منطقة كييف، وقالت إن روسيا واصلت سحب وحداتها عبر شمال أوكرانيا. في الأثناء، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن روسيا تركز على تحقيق النصر في شرقي أوكرانيا مع بداية مايو/أيار المقبل، وأنها تعدل إستراتيجيتها الحربية للتركيز على السيطرة على إقليم دونباس ومناطق أخرى في الشرق. وأضاف المسؤولون الأميركيون – الذين اطلعوا على أحدث تقارير الاستخبارات- أن بوتين يضع نصب عينيه تاريخ التاسع من مايو/أيار المقبل (ذكرى عيد النصر في روسيا) للاحتفال بانتصار من نوع ما في هذه الحرب. وذكرت المصادر ذاتها أن بوتين يستعد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا كما جرى في الشيشان.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة