الخديعة

الخديعة

  حسّان الحجّار

 بلادي هل سَئِمتِ من غُزاتي 

وهل وُفِّيتِ شرَّ النائباتِ

 

أَيَصعَرُ خدُّنا ونبيتُ جَوْعى

ونُطرَدُ من وحوشٍ ضارياتِ

                  

 كأنعامٍ

 حُشِرنا في حظيرٍ

ونمشي كالفلولِ السارحاتِ

 

أتيتَ لتدَّعي عنَّا دفاعًا

وأنَّ الثأرَ عندكَ لم يباتِ

                  

وإنْ أعجزكَ أن تمضي لثأري

فقدْ خِفْتَ الدروبَ القاسياتِ

 

فلا تيأسْ ولا تمضِ حزينًا

 وثاقِفْ بالسيوفِ المُرهَفاتِ

 

 ودع عنكَ البكاء على طلولٍ

فتُلسَعُ بالجمارِ

 المُحرِقاتِ

 

رأيتُ الصبرَ مفتاحَ الأماني

ومُرُّ الصبرِ مفتاحُ الحياةِ

 

ومهما كابَرَتْ فالظلمُ يمضي

وإسرائيلُ من صُنعِ الشَتاتِ

 

فلن تبقى طوالَ الدهرِ تهنى

ولن يُردي الغريمَ سوى الثُقاةِ

 

بلادي قد هَمَتْ في الأرضِ دمعًا

على المقتولِ ظلمًا في الفلاةِ

 

تنطَّحَ قائلٌ يرمي شعارًا

ولمْ يَأبهْ

 لردِّ القاذفاتِ

 

 تراه محاربًا بالصوتِ يعلو!

ويخدعُ عابثًا بالمعطياتِ

 

 يبيعُ متاعَنا ويذودُ زورًا

ويتحفُنا بفعلِ الصالحاتِ

 

وإن قامتْ صلاةٌ هبَّ فورًا

ونادى بالفروضِ القاسياتِ

 

يشدُّ رحالَهُ هربَّا و خوفَّا

ويتركنا فُرادى للمماتِ

 

يتاجرُ بالقضايا

والضحايا

وينحى جانبًا

بينَ الرعاةِ

 

ويعلنُ حربهُ في الليلِ أعمى

ويُشغِلُ بالنا

بالمغرياتِ

 

ويُلقِمُنا غداةَ الطعنِ سُمًّا

ويَسقي بالمَرارِ الماحِقاتِ

 

وذلكَ دأبهمْ كالعلقميِّ

رمى بغدادَ في فكِّ الطغاةِ

 

تكلّمَ كالحمائمَ يومَ سفكٍ

وأغضى عنْ دمٍ ومُسيَّراتِ

 

 يصارعُ بالكلام وبالفتاوى

وأبوابُ المدينةِ مُشْرَعَاتِ

 

فتبَّا للذي أعطاكَ عهدًا

وتبَّا للغِنى بالموبقاتِ

 

وإن خَلَصَ الكلامُ بلا يقينٍ

فإنَّ خلاصَنا لا شكَّ آتِ .

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسان الحجار

كاتب وشاعر