اليوم الـ 44 للحرب: خمسون قتيلا في قصف محطة قطارات كراماتورسك
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ44 للحرب في اوكرانيا، قتل عشرات المدنيين اليوم الجمعة في قصف صاروخي على محطة للقطارات في مدينة كراماتورسك بإقليم دونباس (شرق)، وفي حين اتهمت كييف القوات الروسية بتنفيذ الضربة، ردت موسكو بالنفي. وفي تطورات ميدانية ايضا، أعلنت أوكرانيا أنها استعادت مدينة سومي (شمال شرق)، ومعظم مناطق ميكولايف (جنوب)، في حين ذكرت الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية انسحبت بالكامل من شمال أوكرانيا إلى بيلاروسيا وروسيا.
ومن جهة اخر أعلن عمدة بوتشا قرب العاصمة كييف العثور على 320 جثة لأشخاص “قتلهم جنود روس” في المدينة. هذا وفرض الاتحاد الأوروبي اليوم حزمة خامسة من العقوبات على روسيا، وكشف أنه جمد أصولا لها بنحو 30 مليار يورو، كما أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات جديدة على شركات روسية.
من جهتها، أشارت الاستخبارات البريطانية الى أن “القوات الروسية انسحبت بالكامل من شمال أوكرانيا إلى روسيا وبيلاروسيا، وتواصل تقدمها في المناطق الجنوبية من أوكرانيا”. ولفتت الى أن “أي عملية إعادة انتشار للقوات الروسية في شمال أوكرانيا ستستغرق أسبوعا على الأقل”، مضيفةً أن “القصف الروسي للمدن في شرق وجنوب أوكرانيا مستمر”.
وافاد حاكم دونيتسك، بافلو كيريلنكو، عن ارتفاع حصيلة القصف الذي طال محطة القطارات في كراماتورسك شرق أوكرانيا مساء اليوم، موضحاً: “خمسون قتيلا بينهم خمسة أطفال. هذا هو عدد الضحايا لغاية الآن إثر الضربة التي شنتها قوات الاحتلال الروسية على محطة كراماتورسك” مشيرا إلى “نقل 98 جريحا إلى المستشفى”.
ونقلت وكالة رويترز عن رئيس الشركة الأوكرانية للسكك الحديدية ألكسندر كاميشين، أنه “قُتل 39 شخصا بينهم أربعة أطفال وجرح أكثر من 100 آخرين، في هجوم صاروخي روسي على محطة قطارات في كراماتورسك شرق أوكرانيا“. من جانبها، نفت وزارة الدفاع الروسية “قصف محطة قطارات كراماتورسك شرقي أوكرانيا“، وأوضحت أن “طراز الصاروخ الذي استهدف محطة كراماتورسك موجود فقط لدى الجيش الأوكراني“، وتابعت أنه “لم يكن لدى قواتنا أي أهداف اليوم في كراماتورسك”.
واشارت وزارة الدفاع الأوكرانية، في بيان، إلى أن “روسيا لا تشن حربا على أوكرانيا فحسب بل على العالم المتحضر بأسره”، مؤكدة “اننا لن نتسامح وسوف ننتقم للهجوم على محطة قطارات كراماتورسك”. وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، عن سقوط عدد من الضحايا في قصف روسي بالقنابل العنقودية على الأحياء المدنية والمرافق الطبية في ميكولايف، ولفتت الى أنه “تم نقل طائرات ومروحيات تابعة للقوات الروسية من مطارات في بيلاروسيا إلى روسيا، وهدف العدو هو فرض سيطرة كاملة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك”، مشيرةً الى أن “القوات الروسية تعيد تجميع قواتها وتركز جهودها على التحضير لعملية هجومية في شرق البلاد”.
ودان رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، “بشدة الهجوم العشوائي الروسي على محطة قطار في كراماتورسك”، لافتاً إلى أن “هجوم كراماتورسك محاولة أخرى لإغلاق طرق الهرب للفارين من الحرب غير المبررة”، وأكد أن “الهدف من عقوباتنا هو وقف السلوك الطائش وغير الإنساني والعدواني للقوات الروسية”.
بدوره أوضح رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أنه “من المروع رؤية روسيا تقصف إحدى المحطات الرئيسية التي يستخدمها المدنيون للإجلاء”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية قصف محطة قطارات كراماتورسك شرقي أوكرانيا، موضحة أن “جميع التصريحات التي أدلى بها ممثلو نظام كيف القومي بشأن الهجوم الصاروخي الذي تتهم روسيا بتنفيذه في 8 نيسان على محطة القطارات في كراماتورسك، هي استفزازية وغير صحيحة على الإطلاق”. وأكدت أن “صواريخ توتشكا-يو التي عثر على أجزاء منها قرب محطة القطارات في كراماتورسك، ونشر (صورها) شهود عيان، تُستخدم فقط من القوات الأوكرانية المسلحة”، وأردفت أن “الهجوم نفّذته قوات أوكرانية انطلاقا من منطقة دوبروبيليا التي تبعد حوالي 45 كيلومترا إلى جنوب غرب كراماتوركس”. واعتبرت وزارة الدفاع أن “هدف الضربة التي دبرها نظام كييف على محطة القطارات في كراماتورسك كان منع سكان المدينة من الرحيل ليتمكن من استخدامهم دروعا بشرية”، مشددةً على أنه “لم يكن لدى قواتنا أي أهداف اليوم في كراماتورسك”.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في تصريح لقناة “الجزيرة” القطرية، “أنني نادم على تخلينا عن ترسانتا النووية، لكن لا نسعى للحصول على سلاح نووي”، مؤكدًا “أننا أضعفا أنفسنا حين تخلّينا عن ترسانتنا النووية”. واعتبر أنّه “إذا لم تستطع قواتنا صدّ الهجوم في دونباس، فإن احتمال تجدد الهجوم على كييف قائم”. كما أوضح أن “جنودنا يقاتلون في ماريوبول حتى الرصاصة الأخيرة، ولن يستسلموا”، مشيرًا إلى أن “الروس لم يسمحوا للمدنيين، بالحصول على الطعام والدواء في ماريوبول”، مصرّحًا أنّ “الروس يجدون سببًا جديدًا كل يوم، لمنع السفن التركية من إجلاء المدنيين من ماريوبول”.
وأشار زيلينسكي، إلى أنّ “هناك نحو ألفيّ طفل مفقودين ولا نعرف مصيرهم”، لافتًا إلى أنّ “الحرب لم تنته بعد، والكثير من مناطقنا محتلّة”. واعتبر أنّ “المفاوضات ليست متوقفة ولكنها بطيئة، ولا أرى أي نتيجة منها حتى الآن، وهي الطريقة الوحيدة لوقف نزيف الدماء”.
اما الرئيس الأميركي جو بايدن، فقال أنّ “تقديم القدرات العسكرية الحاسمة لأوكرانيا، هي أولويتنا القصوى، والعالم شهد بأسره على فعالية تلك الأسلحة”. ولفت، في بيان نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ “الهجوم على محطة كراماتورسك، فظاعة مروعة أخرى ارتكبتها روسيا بحق المدنيين”.
واشار المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى أن “الحرب على أوكرانيا يجب أن تتوقف فورا، داعيا الى فتح ممرات آمنية لتقديم المساعدات للمدنيين، ومعلنا “سنواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة لتعزيز دفاعاتها ضد الهجوم الروسي”. وأكد في مؤتمر صحافي، “اننا لدينا أكثر من 300 ألف لاجئ من أوكرانيا وصلوا إلى ألمانيا“، ولفت إلى أن “الصور من بوتشا وماريوبول ومدن أخرى مريعة ومرعبة”. م
ولفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف الى “أننا بصواريخ عالية الدقة أطلقت بمنظومة (باستيون) للدفاع الساحلي تم تدمير مركز لتجميع وتدريب المرتزقة الأجانب في محيط بلدة كراسنوسيلكا شمالي شرقي أوديسا”، مشيرا في موجز صحفي، الى أن “صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو دمرت في محطات سكة الحديد بوكروفسك وسلافيانسك وبارفينكوفو أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لقوات الاحتياط الأوكرانية التي وصلت إلى منطقة دونباس”.
وأضاف كوناشينكوف، أن “الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مروحيتين عسكريتين أوكرانيتين من طرازي (مي-8) و(مي-24) في محيط بلدة ستارايا زبرويفكا”، بالإضافة إلى “إسقاط خمس طائرات مسيرة اثنتان منها من طراز (بيرقدار تي بي-2) في محيط مدينة كريفوي روغ”.