اليوم الـ 59 للحرب: المعارك تشتد وغوتيريس يلتقي بوتين وزيلنسكي الأسبوع المقبل
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 59 للحرب، تواصلت المعارك وعمليات الكرّ والفرّ بين القوات الروسية والأوكرانية، خاصة في ماريوبول وخاركيف وميكولايف، وسط تعالي الأصوات المنادية بتحييد المدنيين وتوفير ممرات آمنة لهم. وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية استمرار القصف الجوي الروسي على مدينة ماريوبول، التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيطرة عليها قبل يومين.
بدوره، قال مستشار للرئيس الأوكراني إن القوات الروسية تتقدم في اتجاه زاباروجيا وإيزيوم. لافتاً إلى أن “إحكام القوات الروسية سيطرتها على حدود لوغانسك ودونيتسك بحلول 9 ماي مستبعد جدًا”. وقال المستشار إن القوات الروسية استأنفت قصف مجمع آزوفستال – الذي تتحصن فيه قوات أوكرانية وهي تحاول اقتحامه، وأضاف أن القوات الأوكرانية صدت 8 هجمات في الجبهة الشرقية.
في المقابل، تحدث انفصاليو دونيتسك الموالون لروسيا عن تطويق قواتهم والقوات الروسية لمجمع آزوفستال بشكل كامل ومحكم، وأنهم تمركزوا في مواقع تمنع أي محاولة لخروج القوات الأوكرانية من المجمع.
وفي السياق، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن معارك عنيفة تجري في ماريوبول رغم ما سمته احتلال القوات الروسية المعلن للمدينة الإستراتيجية جنوب شرقي أوكرانيا. وأضافت أن موسكو لم تحقق مكاسب كبيرة خلال الساعات الماضية، رغم زيادة نشاطها العسكري، وأن قواتها لم تحكم سيطرتها جوا أو بحرا. كما أكدت الاستخبارات البريطانية أن الدفاعات الجوية والبحرية الأوكرانية تعيق تقدم القوات الروسية. هذا وقد نشرت شركة “ماكسار” صور أقمار صناعية قالت إنها تُظهر ما يبدو أنها مقبرة جماعية في فينوهرادني، وهي قرية تسيطر عليها روسيا على بُعد 13 كيلومترا شرق ماريوبول. وتوضح الصور خنادق يبلغ طول الواحد منها نحو 40 مترا، يُتوقع أن تصبح مدافن للقتلى. وكانت مقبرة جماعية اكتُشفت قبل يوم بالقرب من ماريوبول التي تعد ثاني أكبر مدينة في إقليم دونيتسك الأوكراني.
من جهتها، نشرت كتيبة آزوف التابعة للجيش الأوكراني صورا لمدنيين وأطفال يختبؤون داخل أقبية بمجمع آزوفستال. وفي خاركيف شمال شرق البلاد، قال مراسل الجزيرة إن المدينة تعرّضت لقصف روسي لليوم السادس على التوالي، مضيفا أنها تتعرض منذ صباح اليوم إلى قصف مدفعي. كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 3 مروحيات على الأرض في منطقة تشوهويف جنوب شرق خاركيف، كما تحدثت عن إسقاط طائرة “سوخوي-25” أوكرانية فوق مقاطعة خاركيف. وقد أعلن حاكم المحافظة شنّ القوات الأوكرانية هجوما مضادا على مواقع القوات الروسية شمال مدينة خاركيف، وأكد تمكّنها من استعادة السيطرة على بلدات بيزوكي وسلاتيني وبروديانكا. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أعلن توجيه سلاح المدفعية والصواريخ الروسي أكثر من ألف ضربة وتدميرَه 3 مروحيات أوكرانية من طراز “مي-8” في منطقة تشوهويف قرب خاركيف. وأشار إلى أن القوات الروسية دمرت طائرة حربية أوكرانية من طراز “سو-25″ في المقاطعة.
من جهتها، نشرت هيئة الطوارئ الأوكرانية صورا قالت إنها لآثار القصف الروسي على المركز اللوجستي لـ”نوفا بوشتا” لخدمات البريد قرب خاركيف. وأفاد مراسل الجزيرة أن قصفا صاروخيا كثيفا بصواريخ كروز استهدف اليوم مدينة أوديسا الواقعة جنوب غربي أوكرانيا، وأن انفجارات عدة سُمعت في المدينة، مضيفا أن القوات الجوية الأوكرانية أسقطت صاروخ كروز فوق المدينة. وتعرضت مدينة ميكولايف (وسط جنوب) بدورها لقصف روسي لليوم السادس على التوالي. وقال مراسل الجزيرة إن القصف الصاروخي على أحد الأحياء الشرقية أدى إلى تدمير مقهى وإلحاق الضرر بالمباني السكنية دون وقوع إصابات.
من ناحيتها، أشارت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية إلى أن الجيش الروسي يواصل مساعيه لتحسين الظروف الميدانية للتقدم بالمدينة. وجددت التأكيد أن الجيش الروسي يستمر في محاولة السيطرة على الحدود الإدارية لإقليم خيرسون جنوب ميكولايف ويواصل قصف الريف الشمالي للإقليم. وفي التفاصيل اتهمت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية القوات الأوكرانية المحاصرة داخل مصنع صلب “آزوفستال” في ماريوبول بإفشال عملية إجلاء مجموعة من المدنيين من المدينة. وأكدت في بيان نشرته على قناتها الرسمية في تطبيق “تيليغرام” أن الجانب الروسي، تلبية لطلب نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، أنشأ اليوم ممرا إنسانيا ووفر وسائل نقل لتنفيذ عملية إجلاء المدنيين من ماريوبول. وأضافت: “تم إفشال هذه العملية السلمية من قبل القوميين الأوكرانيين الذين أطلقوا النار بواسطة مدافع هاون من داخل مساحة مصنع “آزوفستال” على المكان المحدد لجمع المواطنين قرب مركز “بورت سيتي” التجاري”. ولفت البيان إلى أن “التصرفات المهنية للعسكريين الروس العاملين على تأمين مكان جمع المواطنين أتاحت إجلاء جميع الناس من تحت القصف وتفادي سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين”. وأقر البيان بإصابة عسكري واحد جراء الحادث. وفي اوديسا أعلنّ الجيش الأوكراني، أنّ “صاروخين أصابا منشأة عسكرية في أوديسا، ومبنيين سكنيين. وأفاد مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، عن “مقتل خمسة أوكرانيين وإصابة 18. إنهم فقط من تمكنا من العثور عليهم (حتى الآن). الأرجح أن الحصيلة ستكون أكبر”، لافتا الى أن بين الضحايا “رضيعًا في شهره الثالث“.
وفي وقت سابق، ذكرت سلطات أوديسا الأوكرانيّة المحادية لماريوبول، أنّ “الجيش الروسي ارتكب عملا وحشيا باستهدافه مبنى سكنيا عشية عيد الفصح”. من جهته، أشار وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إلى أن “الهدف من ضربات روسيا الصاروخية على أوديسا هو الإرهاب ويجب تصنيفها كدولة راعية للإرهاب“. وأشار المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، الى أن “القوات الروسية ضربت 11 منشأة عسكرية في أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، ما أدى إلى مقتل ما يصل إلى سريتين من أفراد الجيش الأوكاني وتدمير 25 قطعة من المدرعات والمركبات”. وأضاف أنه “تم تدمير 15 طائرة بدون طيار خلال الليلة الماضية، بما في ذلك طائرة من طراز Bayraktar TB-2″.
أما وزير الدفاع الأوكراني، ألكسي ريزنيكوف، فأشار الى “أننا ننتظر دعوة لحضور قمة الناتو“. يأتي ذلك في وقت دعت فيه واشنطن 40 دولة حليفة الى الإجتماع في ألمانيا، الأسبوع المقبل، لمناقشة الإحتياجات الأمنية طويلة المدى لأوكرانيا. الى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في موسكو مطلع الأسبوع المقبل، يوم الإثنين في الخامس والعشرين من شهر نيسان الحالي، لبحث مستجدات الحرب في أوكرانيا. كما أعلنت الامم المتحدة أن غوتيريس سيلتقي زيلينسكي في كييف الأسبوع المقبل بعد زيارته موسكو وامل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية اليوم في أن تنتهي حرب أوكرانيا سريعا.
وفي صلاة في الهواء الطلق في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو عشية عيد القيامة لدى الكنائس الشرقية رش البطريرك كيريل الماء المقدس على أرغفة الخبز المعروف باسم كوليتشي والمزينة بالألوان بمناسبة عيد القيامة، وقال إن كثيرا منها سيرسل إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
