اليوم الـ 60 للحرب: الروس يهاجمون عدة جبهات ولا ممر أمن في ماريوبول
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 60 للحرب استمرت العمليات الهجومية الروسية في مختلف الجبهات مع فشل إقرار هدنة عيد الفصح الشرقي خصوصا في الجبهة الشرقية. وصدت القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك 12 هجوما روسياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استنادا لبيان قيادة الأركان الأوكرانية، التي أشارت أيضا إلى نقل تعزيزات عسكرية للقوات الروسية من بيلغورود إلى الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى نشر صواريخ أرض-أرض من طراز إسكندر على بعد ستين كيلومترا من الحدود.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سلاحها الجوي استهدف بصواريخ عالية الدقة تسع منشآت عسكرية أوكرانية في مقاطعة خاركيف شرق البلاد. وأعلن مستشار الرئيس الأوكراني اليوم أن “القوات الروسية تستمر في محاولة اقتحام مجمع آزوف ستال، وسط قصف مكثف جوي ومدفعي، وهي لا تسيطر بالكامل على مدينة ماريوبول وقواتنا لا تزال هناك”، داعيا إلى “إقامة ممر إنساني للمدنيين للخروج من ماريوبول”، ومشيرا إلى رفض روسيا لذلك. وشكك “في أن تكون لمباحثات السلام التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة انطونية غوتيريش أي نتيجة”.
من جهتها، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، أن “الممر الإنساني في مدينة ماريوبول لم ينجح اليوم وسنحاول غدا مجددا”، مطالبةً “الأمم المتحدة بالتدخل لإقرار وقف إطلاق نار وفتح ممرات إنسانية في ماريوبول“. وشدد الصليب الأحمر الدولي، في وقتٍ سابق اليوم، على “الضرورة الملحة للوصول الفوري إلى ماريوبول للسماح بخروج آلاف المدنيين ومئات الجرحى”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قد أفاد أمس، بأن “الوضع في ماريوبول تم تطبيعه، وأصبح بإمكان السكان التنقل في الشوارع بحرية دون الاختباء من قصف النازيين الأوكرانيين”. بينما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر-أم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية. وفي تحديثها الصباحي اليومي عن تطورات الحرب، قالت القوات المسلحة الأوكرانية: “زاد العدو من عدد القوات في منطقة بيلغورود من خلال نقل وحشد وحدات إضافية”. وأضافت: “وفقا للمعلومات المتاحة، تم نشر قاذفات صواريخ إسكندر-أم على بعد 60 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا“، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موقع نشرها.
مدينة بيلغورود هي المركز الإداري لمنطقة بيلغورود الروسية شمالي الحدود مع أوكرانيا. وحل صاروخ إسكندر، وهو نظام صاروخي باليستي متحرك أطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم أس.أس-26 ستون، محل صاروخ سكود السوفيتي. ويصل مدى صواريخ إسكندر ثنائية التوجيه إلى 500 كيلومتر ويمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
وفي تحديث عسكري بريطاني، أفيد أن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس في الأيام الماضية. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في نشرة دورية، أنه على الرغم من تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية في جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة، مشيرة إلى “تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة يعوق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح”.
وفي التحركات لوقف الحرب، أفاد بيان صادر عن الأمم المتحدة، بأن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس سيزور أنقرة يوم غد الاثنين، ثم يتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعدها إلى أوكرانيا لإجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وذكر البيان، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيكون في استقبال غوتيريس لدى وصوله إلى تركيا. وقالت إيري كانيكو مساعدة المتحدث باسم غوتيريس في إفادة صحافية، إن الأمين العام سيتوجه إلى موسكو يوم الثلاثاء ويجتمع مع بوتين، كما سيعقد اجتماع عمل ويحضر مأدبة غداء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أمل مناقشة ما يمكن القيام به لإحلال السلام في أوكرانيا. وكشف المسؤول في الأمم المتحدة أيضا، إن غوتيريس سيلتقي مع زيلينسكي يوم الخميس ووزير الخارجية دميترو كوليبا وموظفين في وكالات الأمم المتحدة لمناقشة تكثيف جهود المساعدة الإنسانية.
وفي تصريح له أعلن رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، “إننا نقدم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بما فيها مركبات مدرعة، وأصدرنا عقوبات جديدة ضد أفراد بالجيش الروسي“. وأوضحت الحكومة البريطانية، أن “جونسون والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اتفقا على أهمية وقف إطلاق النار وإنشاء ممر إنساني في ماريوبول“.
وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، في بيان، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، بحث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، آخر المستجدات في الحرب الروسية الأوكرانية، ومسار المفاوضات بين البلدين. وشدد أردوغان، على أن “تركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لعملية المفاوضات الأوكرانية الروسية بما في ذلك الوساطة، مبينا أن بلاده تنظر بإيجابية من حيث المبدأ إلى مسألة الضمانة في هذا الإطار”، كما أكد “ضرورة إجلاء الجرحى والمدنيين من مدينة ماريوبول جنوبي شرقي البلاد”.
ومن واشنطن، ذكر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف، أن “السلطات الأميركية تعرقل عمل السفارة الروسية في الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنه “في الواقع، السفارة الروسية في واشنطن تحت الحصار من قبل الوكالات والمؤسسات الحكومية الأميركية”. وأكد في حديث تلفزيوني، أن “مصرف “بنك أوف أميركا”، أغلق حسابات القنصليات العامة الروسية في هيوستن ونيويورك”، لافتاً إلى “اننا نتلقى تهديدات عبر الهاتف وعبر الرسائل، وخلال فترة محددة تم إغلاق حتى الخروج من السفارة“.
