اليوم 61 للحرب: روسيا تسيطر على ماريوبول وقصف محطات سكك الحديد الأوكرانية
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 61 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها صدت هجمات للقوات الروسية في إقليم دونباس (شرق)، في وقت قالت الاستخبارات البريطانية إن الروس لم يحرزوا سوى تقدم طفيف خلال الهجوم الذي بدؤوه مؤخرا في الإقليم.
وبالتوازي مع المعارك المستمرة على عدة جبهات في الشرق والجنوب، تعرضت مدن أوكرانية لقصف صاروخي كان من بين أهدافه محطات للسكة الحديدية وأخرى لتخزين الوقود، وفقا للسلطات الأوكرانية.
وفي ماريوبول أعلنت موسكو عن وقف لإطلاق النار، للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين في مصنع “آزوفستال” للصلب، لكن سلطات كييف أكدت أنه لم يتم الاتفاق على فتح ممر إنساني من المدينة.
من جهة أخرى، تعهد وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، عقب زيارتهما كييف، بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا كي تكسب المعركة ضد روسيا.
وأفاد إنفصاليو دونيتسك ان قواتها أجلت اليوم 161 مدنيا من ماريوبول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها. وكان عمدة مدينة ماريوبول، قسطنطين إيفاشينكو، أعلن أمس عن انتهاء القتال في المدينة وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد تحريرها من قوات كييف والتشكيلات النازية“، مشيراً إلى أنه “يمكن للسكان البدء في زراعة حدائق منازلهم، وتغيير النوافذ التي تعرضت للقصف، الحياة المدنية والسلمية تعود تدريجيا”.
وأكد في تصريح، أن “الناس بدأوا بمغادرة الملاجئ وينظفون أمام منازلهم والساحات”. وفي وقت سابق، أوضح رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشلين، أن “ماريوبول العاصمة الثانية للجمهورية التي اعترفت روسيا باستقلالها عن أوكرانيا، بدأت تعود إلى الحياة المدنية”.
وكانت رتل دبابات من كتيبة سومالي الهجومية، التابعة لقوات دونيتسك، غادرت مدينة ماريوبول، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو السيطرة عليها.
من جهتهاـ أعلنت النيابة العامة الأوكرانية، عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 18 آخرين في ضربات روسية طالت منشآت للسكك الحديد، في منطقة فينيتسيا في وسط أوكرانيا الغربي. وأوضحت في بيان، أن “قصفا صاروخيا استهدف منشآت نقل قرب مدينتي جميرينكا وكوزياتين الصغيرتين”.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أشار إلى “أننا نحتاج مزيدا من الذخيرة والسلاح للدفاع عن بلادنا وحماية أنفسنا وإيقاف العملية الروسية علينا”، مؤكداً أنه “يجب فرض مزيد من العقوبات على روسيا، لأنها تمول الإرهاب وترتكب إبادة جماعية”.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، أن “لا اتفاق مع موسكو على فتح ممر إنساني من ماريوبول اليوم”، لافتةً إلى “أننا طلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ضمان أي اتفاق بشأن فتح ممر إنساني من آزوفستال“.
وكانت الرئاسة الاوكرانية، قد اقترحت أمس على روسيا “إجراء مفاوضات قرب مجمع آزوفتسال الصناعي في ماريوبول، حيث لا يزال يتحصن جنود ومدنيون أوكرانيون بعدما بات القسم الاكبر من المدينة تحت السيطرة الروسية”.
وأكد أوليكسي أريستوفيتش أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، “أننا دعونا الروس إلى عقد جلسة مفاوضات خاصة قرب موقع ازوفستال”، لافتا إلى الجانب الأوكراني “ينتظر رد” الوفد الروسي.
وأفادت وزارة الدفاع البريطانية، في نشرة دورية، أن روسيا أحرزت تقدما بسيطا في بعض المناطق، منذ أن حولت تركيزها إلى احتلال منطقة دونباس بالكامل. وأشارت إلى أنّه “بدون وجود عناصر دعم لوجستية كافية، لم تحرز روسيا بعد تقدما يذكر”.
وأضافت المخابرات العسكرية البريطانيةـ أن دفاع أوكرانيا عن ماريوبول استنفد أيضا العديد من الوحدات الروسية وقلل من فاعليتها القتالية.
هذا، وعقد اجتماع مساء الأحد بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيَين أنتوني بلينكن ولويد أوستن في كييف، بحسب الرئاسة الأوكرانية. وأكد أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، في مقابلة “إن الأميركيين في كييف اليوم. يتحدثون في هذه الأثناء مع الرئيس”، في لقاء هو الأول بين زيلينسكي وممثلين عن الإدارة الأميركية في أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير“.
من جهته أكد زيلينسكي أن “الصداقة والتعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى”، دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
من جهته، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “أننا أوقفنا اليوم مجموعة إجرامية أرادت اغتيال صحفي روسي”، لافتاً إلى أن “الأوامر بقتل الصحفيين ليست انتهاكا لحرية الكلمة فحسب، بل لحقوق الإنسان كذلك”، وأكد “أننا نعرف أسماء عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذين يعملون مع الأجهزة الأمنية الأوكرانية“. واعتبر خلال اجتماع مع النيابة العامة الروسية، أن “دبلوماسيين أوروبيين رفيعي المستوى يطالبون النخبة الأوكرانية بالانتصار في ساحة المعركة”، مردفاً أن “النازيين بدأوا جرائمهم ضد سكان دونباس قبل 8 سنوات، ولا بد من مكافحة التطرف وقمع أي محاولات للتدخل في الشؤون الروسية”.
إلى ذلك، كشفت وكالة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة، أن “أعضاء بمجموعة السبع طالبوا إندونيسيا بدعوة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي لحضور قمة مجموعة العشرين في نوفمبر المقبل”. وذكرت أن “رؤساء دول، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، لن يجلسوا على الطاولة نفسها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا قرر حضور قمة العشرين“.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية الروسية، أنه “تم طرد حوالي 400 موظف من البعثات الدبلوماسية الروسية في 28 دولة منذ بدء العملية العسكرية”. وشملت عمليات الطرد دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبولندا وبلجيكا وهولندا وبلغاريا وغيرها، في إجراءٍ مماثل على طرد دبلوماسيين روس من هذه الدول.
وفي الأسابيع الأخيرة طردت الكثير من الدول الأوروبية عشرات الدبلوماسيين الروس، من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا. في بعض الحالات، أعلن رسميا أن الطرد أتى ردا على الحرب الروسية على أوكرانيا أو الممارسات التي نسبتها الدول الغربية إلى قوات موسكو. وترافقت الإجراءات أحيانا مع اتهامات بالتجسس كما هي الحال مع بلجيكا وفرنسا. وتوعدت موسكو بالرد على كل هذه التدابير، وسبق أن طرد عشرات الدبلوماسيين الغربيين من روسيا. ولاحقا كشفت روسيا عن أنها “قررت طرد 40 موظف ألماني يعملون في أراضيها، في إجراء جوابي رداً على خطوة مماثلة اتخذتها برلين في وقت سابق من الشهر الجاري”. وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها، أنها “استدعت، اليوم الاثنين، سفير برلين لدى موسكو غيزا أندرياس فون غاير، وأعربت له عن احتجاجها الشديد على القرار غير الودي بشكل صارخ الذي اتخذته الحكومة الألمانية في الرابع من أبريل بإعلان 40 موظف في المؤسسات الدبلوماسية الروسية في ألمانيا شخصيات غير مرغوب فيها”.