اليوم الـ 62 للحرب: مخاوف من امتداد الحرب إلى مولدافيا
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 62 للحرب، تواصل القوات الروسية عمليتها في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، حيث تركز على تدمير القدرات العسكرية للجيش الأوكراني وتحرير أراضي دونباس، فيما تكثّف بلدان الناتو دعمها الاقتصادي والعسكري والمعنوي لكييف. وارتفعت حدة التصريحات بين موسكو وكييف، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة جدي وحقيقي، فيما رد عليه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا قائلا إن تصريحات لافروف استشعار من موسكو بالهزيمة في أوكرانيا. ميدانيا، قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية، أوليه سينيجوبوف، لوسائل إعلام حكومية إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم وأُصيب تسعة آخرون جراء قصف روسي استهدف المنطقة أمس الإانين. وفي حرب البيانات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن “قواتنا قصفت 87 هدفا عسكريا في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل نحو 500 عسكري، وقصفت مستودعين للذخيرة في منطقة خاركيف بصواريخ عالية الدقة”، لافتة إلى أنه “تم تدمير منظومتين أوكرانيتين من طراز “أس 300” ومنظومة صواريخ من طراز “توتشكا أو” في خاركيف”. وذكرت أن “أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 13 طائرة مسيرة في مناطق متفرقة من أوكرانيا“. وكانت قد أعلنت تدمير 6 محطات كهربائية كانت تغذي السكك الحديدية الأوكرانية بالتيار العالي لنقل الأسلحة الغربية بالقطارات، مشيرة إلى أن “قواتنا استهدفت 27 منشأة عسكرية أوكرانية بصواريخ عالية الدقة، وأسقطنا 4 طائرات بدون طيار أوكرانية في إيزيوم ودونيتسك وخاركيف“. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن “تحريض لندن المباشر لكييف على شن ضربات على أراضينا سيؤدي فورا إلى رد مناسب”، مؤكدةً أن “وجود مستشارين غربيين في مراكز صنع القرار الأوكرانية لن يمثل بالضرورة مشكلة لرد روسيا”. وشددت على أن “قواتنا مستعدة لتنفيذ ضربات صاروخية انتقامية دقيقة ضد مراكز صنع القرار في كييف“. وفي التطورات العسكرية ايضا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية سقوط مدينة كريمينا في شرق أوكرانيا، وقالت إن القوات الروسية تحاول حصار المواقع المحصنة في شرق أوكرانيا. هذا وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف عبر تطبيق التراسل “تيلغرام” إن قرية غولوفتشينو التابعة للمنطقة تعرضت لنيران أوكرانية، صباح الثلاثاء، مما أسفر عن تدمير عدة مبان، وذلك دون تقديم أدلة. وكان غلادكوف قال قبل ذلك بساعات إن شخصين على الأقل أصيبا في هجوم على قرية أخرى بالمنطقة. ولم يحدد ما إذا كان الهجومان بقصف مدفعي أم بقذائف مورتر أم بضربات صاروخية. ولم يتسن التحقق من صحة تلك التقارير. وكانت مجلة “بوليتيكو” Politico الأميركية نشرت تقريراً أشار إلى أن روسيا مع بدء هجومها على دونباس، استهدفت شحنات الأسلحة الغربية ومستودعات الوقود وخطوط الإمداد والبنية التحتية في أوكرانيا، إذ أطلقت صواريخ على خمس منشآت للسكك الحديدية تُستخدم لنقل الإمدادات الحيوية إلى الجيش الأوكراني. هذا وأثارت سلسلة انفجارات في منطقة ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصالية في مولدافيا المدعومة من روسيا، مخاوف من تمدد النزاع في أوكرانيا إلى هذا البلد الصغير الواقع في أوروبا الشرقية. وأدى تفجيران، اليوم، إلى تدمير برج لاسلكي. وأبلغت السلطات الانفصالية، أمس، عن هجوم بقاذفات قنابل يدوية على وزارة في العاصمة تيراسبول. ولم يسفر الحادثان عن وقوع أي إصابات، لكنهما يعززان المخاوف من تمدد النزاع في أوكرانيا المجاورة إلى مولدافيا وترانسدنيستريا التي انفصلت عن مولدافيا بعد حرب أهلية قصيرة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، ويبلغ عدد سكّانها حوالى 500 ألف نسمة وتدعمها موسكو اقتصادياً وعسكرياً. وأعلنت هذه المنطقة الانفصالية استقلالها بصورة أحادية لكنّ المجتمع الدولي لم يعترف بها. وتزوّد روسيا هذه المنطقة بالغاز مجّاناً وتنشر فيها 1500 عسكري. من ألمانيا، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في مستهل اجتماع أمني بمشاركة نحو 40 دولة في ألمانيا اليوم، الثلاثاء، بهدف تعزيز قدرات كييف العسكرية، أن الولايات المتحدة عازمة على “بذل كل ما هو ممكن” لكي تنتصر أوكرانيا في الحرب مع روسيا. وقال أوستن، في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين في غرب ألمانيا، إن “أوكرانيا تعتقد بوضوح أنها قادرة على الانتصار وكذلك الجميع هنا“. هذا ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال زيارة لموسكو اليوم، الثلاثاء، إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا “في أقرب الآجال”. وقال قبل محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن “ما يهمنا خصوصا هو إيجاد السبل لتوفير الظروف المناسبة لحوار فاعل ولوقف إطلاق النار في أقرب الآجال“. وأضاف غوتيريش أنه رغم تعقيدات الوضع في أوكرانيا “مع تفسيرات مختلفة لما يحصل” فيها، من الممكن إجراء “حوار جدي حول سبل العمل لتخفيف معاناة السكان“. وبعد اللقاء مع لافروف، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غوتيريش. وانتقل إلى كييف حيث انتُقد كثيرا لاختياره زيارة موسكو قبل أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي، إنه لا يرى “أي عدل أو أي منطق في ترتيب” الزيارات هذا. هذا وتتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم في أعقاب الغزو الروسي، منذ 24 فبراير، 8.3 ملايين بحلول نهاية العام الحالي مقابل أكثر من 5.2 ملايين حاليًا. ونظرًا إلى تدهور الوضع في أوكرانيا، طلبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي توقعت في بداية الحرب فرار أربعة ملايين أوكراني، 1.85 مليار دولار لدعم أعمالها وأعمال شركائها لصالح الأوكرانيين الفارين من بلدهم. من جهتها، أعلنت بريطانيا إلغاء كل الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية ومنع تصدير بعض التكنولوجيات الحساسة إلى روسيا، بهدف مساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي. إلى ذلك، دعا رئيس مجلس “الدوما” الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بان “يتحمل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مسؤولية التخطيط لمحاولات اغتيال صحفيين في روسيا“. وكان قد تم اعتقال النازيين الجدد، الذين خططوا لاغتيال صحفيين روس. حيث أدلى أعضاء الجماعة الإرهابية باعترافاتهم حول التحضير لتصفية مجموعة من أشهر الصحفيين الروس، أولغا سكابييفا، وفلاديمير سولوفيوف، ويفغيني بوبوف، ومرغريتا سيمونيان. من ناحيتها، أفادت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية أن “صواريخا روسية مرت على ارتفاعات منخفضة فوق موقع محطة زابوروجيا النووية”، معتبرة أن “تحليق الصواريخ على ارتفاعات منخفضة فوق محطة زابوروجيا يشكل خطرا كبيرا“.