اليوم الـ 58 للحرب: روسيا تكشف مخططها للسيطرة على الدونباس وجنوب أوكرانيا

اليوم الـ 58 للحرب: روسيا تكشف مخططها للسيطرة على الدونباس وجنوب أوكرانيا

السؤال الآن ــ وكالات وتقارير

 في اليوم الــ 58 للحرب، كشف الجيش الروسي، عن أهدافه في المرحلة القادمة من العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها في أوكرانيا. ويعتزم الجيش الروسي السيطرة على دونباس وجنوب أوكرانيا بالكامل ضمن المرحلة الثانية من العمليات العسكرية، حسبما ما نقلت “رويترز” عن وكالة “إنترفاكس”. 

كذلك يخطط الجيش الروسي لتأمين ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إنها قصفت 58 هدفا عسكريا في أوكرانيا خلال الليل من بينها مواقع تمركز للقوات ومستودعات وقود ومعدات عسكرية. وأضافت أنها قصفت أيضا ثلاثة أهداف باستخدام صواريخ عالية الدقة في أوكرانيا منها نظام دفاع جوي من طراز إس-300 وتجمعا كبيرا لقوات أوكرانية بعتادها.

 وكشفت هيئة الأركان الأوكرانية، أن “قواتها صدت 10 هجمات روسية في ولايتي دونيتسك ولوغانسك خلال الساعات الـ 24 الماضية”. يذكر أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، كانت قد أوضحت، منذ يومين، أن “روسيا تواصل العمل على فتح سفارات في لوغانسك ودونيتسك”، مشيرة إلى أنّ “روسيا لا تنوي فرض قيود على التأشيرة لمواطني أوكرانيا”.  

 وفي وقتٍ سابق، أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الى أن “عمليتنا العسكرية ستستمر حتى توفير الأمن الكامل لسكان لوغانسك ودونيتسك”، لافتاً الى أن “الأوضاع في دونيتسك ولوغانسك تغيرت إلى الأسوأ خلال السنوات الماضية والمواطنون هناك يعيشون ظروفا صعبة”. 

وأكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، اليوم أنه لن يفتح أي ممر إنساني لإجلاء مدنيين الجمعة في أوكرانيا، واصفة الوضع على الطرق بأنه “خطير”. وكتبت فيريشتشوك على تلغرام: “بسبب الخطر الذي يهدد طرقنا، لن تكون هناك ممرات إنسانية اليوم. أتوجّه إلى الأشخاص الذين يتنظرون أن يتم إجلاؤهم: اصبروا من فضلكم اصمدوا!”. 

من جهته، أطلق رئيس بلدية ماريوبول نداء جديدا اليوم من أجل “الإخلاء الكامل” للمدينة الواقعة جنوب أوكرانيا التي يقول الرئيس فلاديمير بوتن إن القوات الروسية تسيطر عليها الآن. وذكر رئيس البلدية فاديم بويتشينكو للتلفزيون الوطني “نحتاج لشيء واحد فقط.. الإجلاء الكامل للسكان. هناك حوالي 100 ألف شخص مازالوا في ماريوبول”. ولم يقدم بويتشينكو، الذي لم يعد في ماريوبول، أي تقارير جديدة بشأن وجود قتال في المدينة الواقعة على بحر آزوف أو حولها، لكنه قال دون الخوض في تفاصيل إن “استهزاء” القوات الروسية بمن تبقى في ماريوبول مستمر.

 وفي ظل قصف عنيف، يعيش المواطنون الذين لم يفروا منذ بدء الحصار والقتال قبل نحو شهرين في معاناة دون كهرباء أو تدفئة أو مياه. 

وفي آخر التطورات، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القصف والقتال المستمر بشرق دونباس يدل على رغبة روسيا بفرض تسوية، فيما حذرت من أن اقتحام مصنع “آزوفستال” في ماريوبول سيتسبب بخسائر روسية فادحة. وأضافت أن قرار بوتين بمحاصرة “آزوفستال” يهدف إلى تقويض المقاومة في ماريوبول، وقرار حصار المصنع يدل على رغبة روسيا بتوجيه قواتها لشرق أوكرانيا. وأضافت أن القصف الروسي المستمر على دونباس يهدف لتسريع إقامة مستوطنات انفصالية. 

يُذكر أن “آزوفستال” الذي تم تدشينه عام 1930 هو بمثابة قلعة خرسانية عملاقة تمتد على مساحة نحو 12 كلم بين نهر كالميوس وبحر آزوف وتملك ميناء شحن خاصا بها ومنظومة مركبة من المرافق تحت الأرضية. وبين هذه المرافق طابق سلفي ضخم وشبكة أنفاق تربط بين مختلف أجزاء المصنع وملجأ أرضي على عمق 10 أمتار تحت الأرض. وتم إنشاء هذه المرافق تحت الأرضية إبان الحرب الباردة بغية حماية 10 آلاف من عمال المصنع. ويجعل كل ذلك من “آزوفستال” حصنا ممتازا يمكن للقوات الأوكرانية المحاصرة هناك أن تقاوم فيه القوات الروسية لفترة طويلة. 

من جهتها، أكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها “حررتها” ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع “آزوفستال” للصناعات المعدنية. ويرفض المقاتلون الأوكرانيون في ماريوبول الاستسلام، بينما تتواصل جهود إجلاء المدنيين. ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم يريدون إجلاء المزيد من المدنيين من ماريوبول لكنهم يتهمون القوات الروسية باستهداف طريق يستخدمه فارون من المعارك. 

من جهة أخرى، كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية نشرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” الأميركية “وجود موقع لمقابر جماعية في شمال غرب مانهوش” وهي قرية تقع على مسافة 20 كيلومترًا في غرب ماريوبول، حسب الشركة.   وكتبت بلدية ماريوبول على “تلغرام” أنه في هذه القرية وحدها “دفن الروس بين ثلاثة من السكان وتسعة آلاف”. 

على صعيد المفاوضات، اتهم الروسي فلاديمير بوتين الجانب الأوكراني بـ”عدم الثبات على المواقف” في المفاوضات، مما يؤدي إلى تعثرها حسب وجهة نظره. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي أبلغ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أنه لن يجري محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “إلا إذا أسفرت المناقشات الجارية بين المفاوضين عن نتائج ملموسة. وقال بوتن لميشيل أن “كييف أظهرت أنها ليست مستعدة للبحث عن حلول مقبولة للطرفين“. ومن جهة أخرى، اتهم بوتين كييف بعدم السماح للقوات الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول الساحلية بالاستسلام. وأعلن الكرملين أن “كل عناصر القوات المسلحة الأوكرانية والمقاتلين في كتائب قومية والمرتزقة الأجانب الذين ألقوا سلاحهم تم ضمان بقائهم أحياء وتلقيهم العلاج المناسب وفقا للقانون الدولي، ورعاية طبية جيدة”.  

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لــ “وكالة الصحافة الفرنسية” إن المفاوضات “متعثّرة، لأن اقتراحًا قدّمناه إلى المفاوضين الأوكرانيين منذ خمسة أيام وتمّت صياغته مع الأخذ في الاعتبار تعليقاتهم، لا يزال بدون جواب”. 

اما رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي، أنني أجريت مع رئيس الوفد الأوكراني اليوم، عدة مباحثات مطوّلة”. وتوقع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الجمعة، أن لا تنتهي الحرب في أوكرانيا سريعا نظرا للمقاومة الصلبة التي تواجهها العمليات العسكرية الروسية. ولمح جونسون إلى احتمال ألا تنتهي الحرب قبل نهاية عام 2023، أي بعد أكثر من عام ونصف من الآن.

 ولدى سؤاله عما إذا كان يتفق مع تقييمات استخباراتية تفيد بأن القتال قد يتواصل حتى نهاية العام المقبل، قال للصحفيين في نيودلهي حيث يجري زيارة إلى الهند: “المؤسف هو أن هذا احتمال واقعي”. وأشار إلى أن الرئيس الروسي ارتكب “خطأ جسيما” حين أمر ببدء العمليات العسكرية وأن “الخيار الوحيد المتبقي له فعلا هو مواصلة محاولة استخدام أسلوبه المروع”.

 وقال إن إجراء مفاوضات “واقعية” لإنهاء الصراع “لا يبدو مرجحا في الوقت الحالي” لكن أوروبا وأوكرانيا ستحتاجان في النهاية إلى مناقشة الترتيبات الأمنية المستقبلية. وتابع: “ما يريده الأوكرانيون، وأعتقد أنه ما سينالونه، هو مجموعة ضمانات أمنية من دول تفكر مثل أوكرانيا، ضمانات أمنية حول ما يمكننا القيام به لدعمهم”.   

من جهته، اعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات لإذاعة فرانس إنتر عن إعتقاده، بأنه “من واجبنا مواصلة المفاوضات مع الرئيس الروسي و هناك قناة اتصال واحدة فقط ويجب الحفاظ عليها”. ورأى، في تعليقه على الأزمة في أوكرانيا، أنّ استمرار المفاوضات “سيساعد في إنقاذ الأرواح”، مشيرًا إلى أنّه “إذا لم تجر فرنسا حوارًا مع بوتين، فإن الصين وتركيا ستصبحان فريقين في المفاوضات”. 

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال أنه يخطط لإجراء محادثات هاتفية مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي في الأيام المقبلة، وسنبذل جهودنا لعقد قمة بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي في إسطنبول“، وأشار إلى أن “نتائج المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا إيجابية لكنها ليست كما نريد. وستكون النتائج أفضل في المرحلة المقبلة ولن نفقد الأمل”. 

وأمس الخميس، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط للتحدث عبر الهاتف مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. واعلن وزير الدفاع الأوكراني، ألكسي ريزنيكوف، الى “أننا نحتاج أسلحة ثقيلة لتحرير الأراضي التي تحتلها روسيا، داعياً الى “فرض حظر شامل على النفط والغاز الروسيين وإلى عقوبات حقيقية على نظامها المصرفي”. ولفت الى أن “وقف الحرب هو السبيل الوحيد لكبح أزمة غذاء تحدق بالعالم”، مشيرا الى أن “حصار روسيا لموانئ البحر الأسود أدى إلى وقف صادراتنا وأثر على الأمن الغذائي العالمي”، كاشفاً أنه “تم التحقق من مقتل 1126 مدنيا في كييف حتى اللحظة“.

 مركز العلاقات العامة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ذكر اليوم، أنّ الجهاز “قام خلال العملية العسكرية الخاصة لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا على الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة الروسية، بإحباط أنشطة مجموعة تخريب أوكرانية إرهابية، كانت تستعد بناء على تعليمات من ضباط إدارة أمن الدولة الأوكراني، لتنفيذ هجوم إرهابي ضد قافلة إنسانية روسية وأفراد عسكريين من الاتحاد الروسي باستخدام سيارة مفخخة”.

 في العقوبات، فرضت السلطات الأسترالية عقوبات على 147 روسيا، كما طالت بقيودها هذه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. من جهتها، اشارت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، إلى أنه يجب على الدول الأوروبية الآن تغيير موقفها السياسي تجاه روسيا وبناء الأمن “ليس مع روسيا، بل من روسيا”.

وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك في فيلنيوس اليوم مع نظيرها الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس: “لسنا بحاجة لخلق أوهام مريرة وصعبة كما هو الحال في بعض الأحيان. بعد المحاولة المتكررة لتحقيق الأمن المشترك في أوروبا مع روسيا كشريك، تجبرنا روسيا بقيادة [الرئيس فلاديمير] بوتين، الآن على اتخاذ مسار جديد”.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *