اليوم الــ 57 للحرب: بوتين يتبلغ سقوط ماريوبول وبايدن يشكك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 57 للحرب، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، “أننا نمرّ بمرحلة حرجة ستحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا حاليًا”، مشيرًا إلى أنّ “المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، ستتضمن مسيرات متقدمة”.
وأعلن خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الأميركية واشنطن، عن “مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا، بقيمة 800 مليون دولار”، كما “منع السفن الروسية أو التي تديرها شركات روسية، من دخول الموانئ الأميركية”، و”تقديم 500 مليون دولار إضافية كمساعدات اقتصادية إلى أوكرانيا”. ولفت بايدن، إلى أننا “نتشارك مع أوكرانيا معلومات استخباراتية دقيقة بشكل مستمر، حول الغزو الروسي”، موضحًا “أننا سنواصل تدفقات الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا، بلا توقف”، لافتًا إلى أنّ “الولايات المتحدة ترسل أسلحة مباشرة إلى الخطوط الأمامية للحرية، في أوكرانيا”، معلنًا عن نيته “إرسال ميزانية تكميلية إلى الكونغرس، لضمان استمرار تدفق الأسلحة لأوكرانيا”.
وأكّد أنّ “تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن سيطرته على ماريوبل مشكوك بها”، معتبرًا أنّ “لا دليل بعد على سيطرة الروس بالكامل عليها”، وانّ “بوتين لن ينجح أبدا في احتلال أوكرانيا”، مشيرًا إلى انّ “بوتين كان يراهن على كسر وحدة الحلفاء، ولكن ذلك لم يتحقق”، مشددًا أنّ على “بوتين السماح للمدنيين بالخروج من ماريوبول”.
ووسعت وزارة الخارجية الروسية، قائمة العقوبات، لتضمّ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، و28 أميركيًا، “يشكلون أجندة معادية للروس”، وإدراج مؤسس “ميتا” مارك زوكربيرغ، ضمن قائمة العقوبات الجديدة لروسيا، موضحة أن ذلك “ردًا على العقوبات الأمريكية التي تتوسع باستمرار وتفرضها إدارة الرئيس جو بايدن على عدد متزايد من المواطنين الروس”.
وأشارت، في بيان، أنّ “الإجراء الجديد الذي اتخذه موسكو يقضي بمنع 29 أمريكيًا من دخول الأراضي الروسية لفترة غير محددة”، معلنة في الوقت نفسه “فرض عقوبات شخصية على 61 مواطنًا كنديًا”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالسيطرة على مدينة ماريوبول “عاصمة كتيبة آزوف” الأوكرانية، حيث حوصر نحو ألفي مسلح بمنطقة مصنع “أزوفستال” في المدينة.
وهنأ بوتين القوات الروسية على “عملهم البطولي في أوكرانيا”، موجها خلال اجتماعه مع شويغو، قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة مصنع “آزوفستال” بمدينة ماريوبول، مشددا على ضرورة إحكام الطوق عليها “كي لا تقدر حتى الذبابة على المرور”.
وأضاف بوتين “أنني أعتبر الاقتحام المقترح للمنطقة الصناعية أمرا غير مجد، وآمر بإلغائه”. وعلل إلغاء اقتحام “آزوفستال” باعتبارات إنقاذ أرواح الجنود الروس، ولفت الى أن “هذا هو الحال عندما يجب أن نعتني – أكثر من أي وقت آخر – بالحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا. ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية”. وأكد أن روسيا تضمن الحياة والمعاملة اللائقة لعناصر الجيش الأوكراني إذا قرروا الخروج من “آزوفستال”.
من جهتها، قالت وكالة الاستخبارات البريطانية، اليوم الخميس، إن القوات الروسية بدأت تتقدم حاليا نحو مدينة كراماتورسك في إقليم دونباس، مشيرة إلى أنها تكثف من هجماتها الصاروخية. ووفقا لآخر تحديث عسكري بريطاني، يتواصل النشاط الجوي الروسي مع سعي إلى تقديم دعم جوي وثيق لهجومها في شرق أوكرانيا، ولقمع وتدمير قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية.
واشار الى انه “من المحتمل أن ترغب روسيا في إظهار نجاحات كبيرة قبل احتفالاتها السنوية بيوم النصر في التاسع من أيار. وقد يؤثر ذلك على مدى سرعة وقوة محاولتهم إجراء العمليات في الفترة التي تسبق هذا التاريخ”.
يشار إلى أن أوكرانيا كانت قد عرضت على روسيا إجراء مفاوضات غير مشروطة في مدينة ماريوبول المحاصرة، وتقول إن الهدف إنقاذ المحاصرين.
وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين والمستشار الرئاسي ميخايلو بودو لياك في تغريدة على تويتر، إن أوكرانيا مستعدة لجولة خاصة غير مشروطة من المفاوضات. مشيرا إلى أن هدف المفاوضات المقترحة، إنقاذ المحاصرين.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، بأنّ “سلطات أوكرانيا، تطالب بفتح ممر إنساني عاجل، لإخلاء المحاصرين في مصنع آزوفستال في ماريوبول”.
من جهته، أشار نائب قائد كتيبة “آزوف” الأوكرانية، سفياتوسلاف بالامار، الى “أننا مستعدون لمغادرة ماريوبول بمساعدة طرف ثالث مسلح، من أجل إنقاذ الأشخاص الذين عهد بهم إلينا”. وطالب بالامار “العالم المتحضر بتقديم ضمانات أمنية”، مؤكدا أن “الكتيبتين لا تقبلان شروط الاتحاد الروسي بشأن تسليم السلاح وأسر المدافعين عنا”. وتابع أن “الوضع صعب وحتى حرج في هذا المجمع الضخم، الذي أصبح آخر جيب للمقاومة في الميناء الواقع في الطرف الجنوبي من دونباس”. وأوضح بالامار أن “المدنيين المحاصرين داخل المصنع الذين يتعذر التأكد من عددهم بشكل مستقل، وخائفون بسبب القصف المستمر”، مطالبا “بوقف لإطلاق النار”.
وفي وقت سابق، لفت مستشار الرئاسة الأوكرانية وأحد المفاوضين مع روسيا، ميخايلو بودولاك، الى “أننا نحن مستعدون لعقد جلسة خاصة من المفاوضات في ماريوبول من أجل إنقاذ رجالنا، (كتيبة) آزوف، الجنود، المدنيون، الأطفال، الأحياء والجرحى. الجميع”.
وأشارت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، مساء أمس، الى أن الممر الإنساني الذي تم التفاوض عليه من حيث المبدأ للسماح بإجلاء المدنيين من ماريوبول “لم ينجح”.
وأشار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن “محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا محكوم عليها بالفشل، لأنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. وأكد جونسون، أن “أي قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا يجب أن تكون للشعب الأوكراني ورئيسه فولوديمير زيلينسكي”. و
حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، السلطات البريطانية على “إظهار الرحمة لمواطني أوكرانيا والتوقف عن تزويد كييف بالسلاح”.
ومن واشنطن، علقت السفارة الروسية في واشنطن على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا، بأنها “أصبحت عبثية أكثر فأكثر، مما يشير إلى يأس واشنطن من عدم القدرة على إخضاع موسكو لإرادتها”. وشددت على أن “العقوبات الأميركبة تتضمن خليطا لكل ما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به، ولكن يجب على الدوائر الحاكمة المحلية الانتباه إلى أن هذه العقوبات ستسفر عن ضرر للولايات المتحدة نفسها، بدلا من الصدمات المتوقعة لروسيا”.
والى كييف وصل اليوم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع نظيرته الدنماركية ميتي فريديريكسن، وإجتمعا بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. واشار سانشيز، الى أن “مدريد أرسلت مساعدات إنسانية ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة”. ولفت خلال اللقاء مع زيلينسكي في كييف، الى أن “إسبانيا مصممة على دعم أوكرانيا وستعيد فتح سفارتها في كييف”، معلنًا إرسال 200 طنّ من العتاد العسكري الإضافي لأوكرانيا. وجاءت الزيارة بينما أعلن رئيس الحكومة الاشتراكي، يوم الاثنين، إعادة فتح السفارة الإسبانية في كييف “خلال أيام قليلة”. وحول المفاوضات اشار المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الى أن “روسيا تنتظر رد الجانب الأوكراني على مقترحاتها في إطار المفاوضات الثنائية”. وأضاف بيسكوف، أن “روسيا لم تستجب حتى الآن لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
ورأى أن “القوات الأوكرانية تملك إمكانية تسليم السلاح والخروج من ماريوبول عبر ممرات إنسانية”، موضحاً أن “إعلان أوكرانيا عن إمكانية توجيه ضربة لجسر القرم هو تحضير لعمل إرهابي وهو أمر غير مقبول”. ولفت بيسكوف، إلى أن الحديث يدور حول “محادثة هاتفية محتملة بين بوتين ونظيره التركي رجب الطيب أردوغان”، مضيفاً في هذا السياق أنه “حتى الآن لم يتم إدراج ذلك في جدول بوتين في نسخة متفق عليها بدقة”.
وكشف رئيس مركز إدارة الدّفاع الرّوسي، ميخائيل ميزينتسيف، أنّ “الخدمات الاجتماعيّة في مدينة نيكولايف الأوكرانيّة لا تعمل، وإمدادات المياه الرّئيسيّة متوقّفة، ويضطرّ النّاس إلى تعبئة المياه من جميع المصادر المتاحة، بما في ذلك المصادر غير المختبَرة مثل الأنهار والبرك والآبار المهجورة”.
وشدّد في تصريح، على أنّه “إذا فشلت السّلطات المحليّة في اتّخاذ تدابير فوريّة لإعادة تأهيل المناطق السّكنيّة، فستتعرّض مدينة نيكولايف إلى كارثة وبائيّة”. وأشار إلى أنّ “في نيكولايف أيضًا، وعلى خلفيّة الوضع الإنساني الصّعب، تمّ إيقاف الإعانات الاجتماعيّة للسّكان، وسرقت الإدارة المحليّة المساعدات الإنسانيّة، ولوحظ وجودها في المتاجر والصيدليات بأسعار مضاعفة”.
وأكّد ميزينتسيف أنّ “مثل هذه التصرّفات من قِبل نظام كييف، تظهر مرّة أخرى موقفه غير الإنساني تجاه مواطنيه، وتشهد على الإهمال التّام لجميع الأخلاقيّات والقانون الإنساني الدّولي”.
الى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أنّ هناك “أكثر من 7.7 ملايين نازح داخل أوكرانيا.
وفي ايطاليا أفاد وزير التعليم الإيطالي، باتريتسيو بيانكي، أن الفتيان والفتيات الأوكرانيون في مدارسنا بلغ عددهم حتى ظهر أمس 16,045.