اليوم الـ 56 للحرب: القتال يشتد في الدونباس وشحن الأسلحة لاوكرانيا مستمر
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 56 للحرب، أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الأربعاء، أنها توصلت لاتفاق مبدئي مع روسيا لإنشاء ممر إنساني لإجلاء النساء والأطفال وكبار السن من مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة، في حين يشتد القتال على جبهات القتال في منطقة دونباس شرقي البلاد، حيث تحاول القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالين لموسكو اختراق خطوط دفاع الجيش الأوكراني.
من ناحية أخرى، قالت النرويج اليوم إنها شحنت نحو 100 صاروخ دفاع جوي إلى أوكرانيا. ومن جانبها، تعهدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، بتقديم المزيد من الأسلحة لكييف لمواجهة الهجوم الروسي بالمناطق الشرقية، ولا سيما ما تعلق بأسلحة المدفعية الثقيلة، وقالت بريطانيا إنها تدرس إمكانية تزويد القوات الأوكرانية بصواريخ مضادة للسفن. وأفادت السلطات الروسية عن اختبارها لأول مرة صاروخ “سارمات” العابر للقارات، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن الصاروخ أطلق بنجاح في الساعة الـ15:12 من اليوم من نفق في مطار “بليسيتسك” الفضائي في مقاطعة أرخانغيلسك شمال البلاد، مشيرة إلى تحقيق كافة الأهداف المطروحة خلال عملية الإطلاق التجريبي. ولفتت الوزارة إلى أن الرؤوس الحربية التدريبية وصلت إلى منطقة محددة في معسكر “كورا” في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق البلاد، لافتة إلى أن هذه هي أول عملية إطلاق خلال برنامج اختبارات “سارمات”. وشددت على أن الصاروخ الجديد يتمتع بـ”مواصفات فريدة تتيح له اختراق كل منظومات الدفاع الصاروخي الحالية والمستقبلية”، موضحة أن “سارمات” يعد الصاروخ الأقوى والأبعد مدى على مستوى العالم، و”سيعزز بشكل ملموس القدرات القتالية للقوات النووية الاستراتيجية الروسية”. من جانبه، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع افتراضي مع قادة وزارة الدفاع، بالاختبار الناجح لـ”سارمات”، واصفا إياه بأنه “حدث كبير ومهم في تطوير المنظومات الدفاعية المستقبلية للجيش الروسي”. واعتبر بوتين بأن هذا الصاروخ “سيضمن أمن روسيا وسيجبر المسعورين الذين يحاولون تهديدها على التفكير”. وأشار الرئيس الروسي، إلى أن “عمليتنا العسكرية ستستمر حتى توفير الأمن الكامل لسكان لوغانسك ودونيتسك”، لافتاً الى أن “الأوضاع في دونيتسك ولوغانسك تغيرت إلى الأسوأ خلال السنوات الماضية، والمواطنون هناك يعيشون ظروفا صعبة“. وأوضح بوتين، أن “المأساة في دونباس أجبرت روسيا على بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا”، مضيفا أن “موسكو ستحقق تطبيع الحياة في هذه المنطقة”. من جهته، شدد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، على أنه “يتعين على روسيا في النهاية الاستماع إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وإنهاء حربها ضد أوكرانيا، أو على الأقل السماح بهدنة إنسانية. ولفت في تصريحٍ على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى أن “روسيا المعتدي والمحتل الوحيد في الحرب على بلاده”، معتبراً أنه “لطالما كانت أوكرانيا ولا تزال مستعدة للسعي من أجل تحقيق السلام“. واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن “أي حديث عن تقديم مساعدات لكييف مجرد أكاذيب والأموال تستخدم لقتل الشعبين الأوكراني والروسي”، لافتة إلى أن “المفاوضين الأوكرانيين يماطلون لكن المباحثات مع كييف مستمرة وتشمل مواضيع القرم ودونيتسك ولوغانسك“. وذكرت في حديث تلفزيوني، أن “واشنطن زودت كييف بمروحيات روسية من طراز مي-17 كانت طلبتها في السابق للجيش الأفغاني، كما أن نيوزيلندا زودت أوكرانيا بالسلاح والذخائر وتدعمها ماليا”. وأضافت زاخاروفا، إلى أن “حكومة كييف قد تستخدم مروحيات تتسلمها من الولايات المتحدة لشن غارات على أراضي روسيا”، مشيرة إلى أنّ “روسيا لا تنوي فرض قيود على التأشيرة لمواطني أوكرانيا”، وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسية. أما مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، فلفتت إلى أنّ “روسيا وأوكرانيا تتفاوضان، لكن الوضع يدعو للتشاؤم، بسبب إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على استسلام أوكرانيا”، موضحة “أننا سنواصل توفير كل أنواع الأسلحة التي يحتاجها الأوكرانيون في المعركة ضد روسيا”. واعتبرت أنّ “الأوكرانيين يقاتلون من أجل الحرية، في مواجهة ديكتاتور وحشي”، و”أننا علينا مواصلة الضغط على بوتين وأثرياء روسيا”، مؤكدة أنّه “يجب تغيير نوعية الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا تبعا لتطور طبيعة القتال”. من جهته، لفت نائب المراقب العام للقوات المسلحة الألمانية، في تصريح لقناة “ZDF” التلفزيونية الألمانية، إلى أن “مركبات المشاة “Marder” القتالية التي تطلبها أوكرانيا، يستخدمها الجيش الألماني في التدريب، كما أنه لا يمكن نقلها ببساطة إلى كييف”، مضيفاً أن “عندها لن يكون لدى الجيش الألماني أي شيء لإرسال فرقة إلى قوة الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي، إذا احتاجوا إلى الدعم”. وأوضح لوبنتال، أن “تزويد أوكرانيا بهذه العربات سينعكس سلبا على قدرات الجيش الألماني وفي النهاية، سيضعف هذا بشكل كبير القدرة الدفاعية لألمانيا”. أما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد أعلنت اليوم أن “أكثر من 5 ملايين أوكراني فروا من بلادهم منذ بدء العمليات العسكرية” الروسية أواخر شباط الماضي. وأفاد حرس الحدود الأوكراني، أن “نحو 39 ألف شخص غادروا أوكرانيا الليلة الماضية”، وذلك بعد تدهور الأوضاع في أوكرانيا عقب العملية العسكرية الروسية هناك. وأشار المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية، أنطونيو فيتورينو، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، أن “أكثر من 12 مليون شخص اضطروا للنزوح في أوكرانيا بسبب الحرب”. وقام رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم، بزيارة بورودينكا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، وصرح أنّ “التاريخ لن ينسى جرائم الحرب التي ارتكبت هنا”، مشيرًا إلى أنّه “لا سلام بدون عدالة”. حول المفاوضات أشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى أن “روسيا سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة بصيغ واضحة للاتفاق، والكرة الآن باتت في ملعب كييف“. ولفت إلى أن “الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغير موقفه باستمرار”. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، أوضح بيسكوف أن “الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني”. وأضاف بيسكوف “أنني أكرر مرة أخرى، وقد صرحنا بذلك باستمرار، أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيء، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات”. من جهته، طالب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، “روسيا على معاملة الأسرى بإنسانية ورحمة”، لافتاً إلى “أننا نعمل بفاعلية على منع الأفراد من التوجه إلى مسرح الصراع”. وأوضح: “أقول للضباط الروس إنهم سيحاسبون عبر محاكمات جنائية دولية مثلما حدث مع من شارك في مجازر البوسنة“. إلى ذلك، أعلن مسؤول أوروبي أنّ ما بين “10 إلى 20 ألف” رجل بين مرتزقة من شركة فاغنر شبه العسكرية الروسية ومقاتلين من سوريا وليبيا يحاربون حالياً إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. وصرح المسؤول لصحافيين في واشنطن، طالباً عدم كشف اسمه، إنّ هؤلاء الرجال “ليست لديهم مركبات أو أسلحة ثقيلة”، وقد استقدمتهم روسيا لإسناد قواتها في غزوها لجارتها.