اليوم الـ 55 للحرب: بدء حرب الدونباس وغوتيريس يدعو لإسكات السلاح
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 55 للحرب، دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس الروس والأوكرانيين إلى إسكات السلاح وإيجاد مسار آمن لكثير من المدنيين المعرضين لخطر مباشر، وإلى تجميد الأعمال القتالية في أوكرانيا لدواع إنسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين.
وقالت سلطات كييف إن المرحلة الثانية من الحرب الروسية على أوكرانيا بدأت بتركيز موسكو قواتها في إقليم دونباس شرقي البلاد بهدف السيطرة عليه، وفي مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة، بدأت عناصر من قوات الانفصاليين، المدعومين من موسكو، اقتحام آخر معاقل القوات الأوكرانية في المدينة.
هذا في وقت أعلن فيه مسؤول في البنتاغون عن وصول مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا على متن 7 رحلات جوية خلال 24 ساعة، فيما أشار مستشار الرئاسة الأوكرانية إلى أن “القيادة الروسية تنوي إعلان الانتصار بحلول 9 مايو/أيار المقبل لكنها لن تنجح في هذا المسعى”، وقال إن “القوات الروسية فشلت حتى الآن في بسط سيطرتها على ماريوبول”، مهددا بوقف المفاوضات مع روسيا إذا استولت على المدينة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه “نظرا للوضع الكارثي في مصنع آزوفستال للمعادن في ميناء ماريوبول الاستراتيجي، فتحت القوات الروسية اعتبارا من الساعة 14,00 (11,00 بتوقيت غرينتش) ممرا للسماح بخروج جنود الجيش الأوكراني ومقاتلي التشكيلات القومية الذين ألقوا السلاح طوعا”. وأوضحت أنها “ستحترم اتفاقيات جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب مع كل من يلقي سلاحه في مصنع آزوفستال”، وأكدت أن “وقفا لإطلاق النار يسري في الموقع لتأمين عملية الإجلاء”. وكانت دعت في وقتٍ سابق اليوم، “المسلحين الأوكرانيين والأجانب إلى مغادرة مصنع آزوفستال والاستسلام وإلقاء أسلحتهم”. وبسبب اشتداد المعارك بين القوات الأوكرانية من جهة والقوات الروسية وقوات الانفصاليين في مناطق الشرق لم يتم إجلاء أي مدنيين من مناطق القتال اليوم الثلاثاء، وذلك لليوم الثالث على التوالي، بينما أفادت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني عن اجراء عملية تبادل أسرى مع روسيا شملت 60 عسكريا و16 مدنيا.
وفي خاركوف، تعرضت أحياء المدينة لقصف روسي متواصل منذ الأحد يستهدف المدنيين المسالمين. وسجلت التقارير سقوط 15 قتيلا وأكثر من 50 جريحا خلال الـ 36 ساعة الأخيرة جراء القصف الروسي على المدينة، كما سقط 3 قتلى على الأقل وأكثر من 12 مصابا في قصف روسي استهدف حي سالتوفكا السكني في شرق خاركيف.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت استهداف 1260 موقعا في شرق أوكرانيا ليل الإثنين الثلاثاء. وإسقاط طائرة أوكرانية من طراز ميج-29 في دونيتسك، وتدمير 13 معقلا للقوات الأوكرانية وأماكن تمركز لقوات المشاة والمعدات بالصواريخ ومستودعين لتخزين الرؤوس الحربية للصواريخ التكتيكية في أوكرانيا.
من جهتها قالت هيئة الأركان الأوكرانية ان قواتها الجوية أسقطت 7 أهداف جوية روسية بينها طائرة مقاتلة وصاروخا كروز، وصدت 7 هجمات للقوات الروسية في دونيتسك ولوهانسك خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت إن الجهود الرئيسية للروس تتركز على اختراق دفاع قواتنا في دونيتسك ولوهانسك، مشيرة إلى أن روسيا تنقل الأسلحة من مناطقها الوسطى والشرقية إلى أوكرانيا، وأن الجيش الروسي يواصل محاصرة مدينة خاركيف جزئيا وينقل فرق صواريخ مضادة للطائرات للإقليم.
من جهته، أعلن حاكم مقاطعة بيلجورود الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، أن القوات الأوكرانية قصفت قرية قرب الحدود، مما أدى إلى إصابة أحد السكان. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الغارة التي أشار إليها الحاكم على تطبيق تلغرام، نفذت بالمدفعية أو قذائف الهاون أو الصواريخ أم أنها كانت هجومًا جويًا الى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن “الأسطول الشمالي تسلم هذا العام 500 سلاح جديد”، لافتاً إلى أن “الأعمال الاستكشافية التي يقوم بها الأسطول الشمالي لم تجر حتى في فترة الاتحاد السوفييتي”. وأوضح “أننا قدمنا لقواتنا أكثر من 100 ألف معدة اتصالات حديثة خلال السنوات الخمس الماضية”، مشيراً إلى “أننا سنزود المنطقة الجنوبية العسكرية بأكثر من 3 آلاف قطعة من المعدات والأسلحة”. وأردف أن “الجيش ينفذ خطة تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك خطوة بخطوة”.
أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فاعتبر أن “أوكرانيا أصبحت منصة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وجيشها خرق التعهدات عندما عزز وجوده شرقا”، مؤكداً أن “جيشنا لا يستهدف في أوكرانيا سوى المنشآت العسكرية، ويمنع على العسكريين الروس القيام بأي أعمال إجرامية ويتم تسجيل الانتهاكات والتحقيق فيها”. وأوضح “أننا نجري تحقيقا في الجرائم التي ارتكبتها الكتائب الأوكرانية المتطرفة والقوات المسلحة الأوكرانية”، لافتاً إلى أن “التحقيقات التي يجريها الغرب في الجرائم والحوادث لا تسفر عادة عن أي نتائج“. وشدد على أن “الغرب ينتج تقارير مؤدلجة وينشرها باعتبارها حقائق”، وأكد أن “ما جرى في منطقة بوتشا الأوكرانية مجرد مسرحية“. وقال إنه “لو تم تنفيذ اتفاق مينسك لما حدثت الأزمة الأوكرانية”، وتابع: “نعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك حسب حدودهما في الحقبة السوفيتية، ولا ننوي تغيير النظام في كييف لكن نريد أن يحدد الأوكرانيون مستقبلهم”.
هذا وأعلنت الخارجية الروسية طرد 36 دبلوماسيا بلجيكيا وهولنديا ردا على إجراء مماثلة من البلدين.
إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرفض الدعوات لإرسال القوات الأميركية إلى أوكرانيا، وأن واشنطن لا تعتزم محاربة روسيا. وأوضحت خلال مؤتمر صحفي لها، أن “بايدن يرفض مقترح السيناتور كريس كونس بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا”. وأشارت إلى أنه حتى لو كانت أي خطط لزيارات كبار المسؤولين الأميركيين لأوكرانيا، لما تم الكشف عنها انطلاقا لاعتبارات أمنية.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال إن بلاده “ستواصل جهودها للتوصل إلى نتيجة مرضية للجانبين الروسي والأوكراني وللمجتمع الدولي عبر مفاوضات اسطنبول”، معتبرا أن”إحلال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ثم تأسيس سلام دائم سيكون من أفضل الإنجازات للإنسانية جمعاء”. وأكد أنه “واثق كل الثقة بإمكانية التوصل إلى حل سلمي عبر الحوار على أساس المحافظة على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”. وأضاف: “لا زلت أتواصل مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ونواصل جهودنا من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية انطلاقا من محادثات اسطنبول”، معتبرا أن وساطة تركيا بين روسيا وأوكرانيا أظهرت أهمية بلاده بالنسبة للاتحاد الأوروبي.