اليوم الـ 54 للحرب: قصف على “لفيف” بانتظار الهجوم على شرق أوكرانيا
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 54 للحرب، أشارت وزارة الدفاع الأوكرانية، إلى أن “قواتنا استعادت السيطرة على عدة بلدات ومواقع في محيط مدينة إيزيوم بمنطقة خاركيف“، وأوضحت أن “القوات الروسية استكملت تجميع قواتها لشن هجوم على شرق أوكرانيا“، لافتة إلى أن “المحتل يستعد لشن هجوم في شرق أوكرانيا لفرض سيطرته الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك“.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية، أفادت في وقتٍ سابق، بأن “القوات الروسية مستمرة في إعادة نشر المعدات القتالية وأجهزة الدعم من بيلاروسيا باتجاه شرق أوكرانيا، بما في ذلك المواقع القريبة من خاركيف وسيفير ودونيتسك”. بدوره اعتبر المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنه “وفقا لتقديرنا كل القوات الروسية يجري تحويلها إلى شرق أوكرانيا“، مردفاً أن “روسيا تحاول تعزيز قدراتها في شرق أوكرانيا“.
من جهتها، أفادت النيابة العامة الأوكرانية، عن “مقتل 205 أطفال جراء هجمات الجيش الروسي منذ 24 فبراير الماضي”. وأوضحت في بيان لها، أن “الهجمات الروسية أدت أيضًا إلى إصابة 362 طفلًا آخرين”. وأشارت إلى أن “القصف الروسي تسبب في إلحاق أضرار بأكثر من ألف مؤسسة تعليمية، 95 منها تدمر بالكامل”.
وفي لفيف، أسفرت الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت صباح اليوم المدينة الواقعة في غرب أوكرانيا، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وإصابة ثمانية آخرين، وألحقت أضرارا بالغة ببنى تحتية عسكرية، على ما أعلن الحاكم الإقليمي ماكسيم كوزيتسكي. وأشار كوزيتسكي عبر التلغرام، إلى أنه “ثمة طفل بين الضحايا”، مشيرا إلى أن القصف الروسي أصاب بنى تحتية عسكرية ومتجر إطارات، ما تسبب في اندلاع حرائق.
إلى ذلك، أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أنه “تم قتل 20 ألفا و300 جندي روسي. وتدمير 167 طائرة، و147 مروحية، و790 دبابة في الفترة بين 24 شباط و18 نيسان 2022″. وذكرت الهيئة في بيان، أنه تم تدمير، 2041 مدرعة، و130 راجمة صواريخ، و67 نظام دفاع جوي، و381 مدفعية، خلال الفترة نفسها. كما خسرت روسيا، 1487 مركبة، و8 سفن، وزورقا سريعا، و76 عربة نقل وقود، و155 طائرة بدون طيار. وكشف إيهور جوفكفا، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا أكملت استطلاعا سيشكل نقطة بداية للاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن عضوية كييف. وسلمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاستطلاع إلى زيلينسكي خلال زيارتها إلى كييف في الثامن من نيسان وتعهدت ببداية أسرع لمحاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد الغزو الروسي للبلاد. وتوقع جوفكفا أن “تكون التوصية إيجابية وبعد ذلك ستكون الكرة في ملعب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، مشيرا إلى أن “أوكرانيا تتوقع الحصول على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في حزيران خلال اجتماع مقرر لاجتماع المجلس الأوروبي“.
وأعلنت أوكرانيا، أنها طلبت من مجموعة الدول السبع دعمًا ماليًّا بقيمة 50 مليار دولار، لتعزيز اقتصادها، ومساعدتها على تغطية تكاليف الحرب. وكشف المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني أوليه أوستينكو، أن كييف تدرس أيضًا إصدار سندات (0 أرباح) لمساعدتها على تغطية الميزانية المرتبطة بالحرب على مدى الشهور الستة المقبلة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلنت وزارة الخارجية الروسية، طرد “أشخاص غير مرغوب فيهم” من دبلوماسيي السفارة البلغارية بموسكو. وأفاد بيان صادر عن الخارجية الروسية، بأنها استدعت السفير البلغاري في موسكو، أتاناس كريستين، إلى مقر الوزارة وأبلغته بالقرار المذكور. وأوضح البيان، أن “هذه الخطوة من قبل موسكو تأتي رداً على خطوة مماثلة من بلغاريا التي طردت 10 دبلوماسيين روس، خلال آذار الماضي”.
هذا، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، إلى “أننا استهدفنا 4 مستودعات للأسلحة والمعدات العسكرية الأوكرانية بصواريخ إسكندر”، وأوضحت أن “دفاعنا الجوي اعترض 10 صواريخ أطلقتها القوات الأوكرانية على منطقة تشيرنوبايفكا جنوب أوكرانيا“، مؤكدةً أن “القوات الروسية قصفت 315 هدفا بأوكرانيا في المجموع خلال الليل”. ولفتت الوزراة الروسية إلى “أننا دمرنا 139 طائرة و483 مسيرة و250 منظومة مضادة للطائرات و2326 دبابة ومركبة مصفحة و254 قاذفة صواريخ منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا“.
وفي موقف حول الوضع الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فيه إن “القيود التي فرضتها الدول غير الصديقة أثرت على الأعمال وعلى التبادل التجاري لبلادنا”، موضحاً أنه “من حقنا أن ننظم السوق يدويًا، وندعم الشركات التي تضررت“. ولفت في كلمة له إلى أن “التضخم مستقر في روسيا، والبطالة في أدنى مستوياتها”، وأكد أن “العملة الروسية المحلية تشهد استقرارا”. واعتبر بوتين، أن “العقوبات أدت إلى تدهور الاقتصاد في الغرب”، ورأى أن “علينا أن نكون حذرين من أجل ضمان استقرار اقتصادي طويل الأمد“.
إلى ذلك، أشار رئيس هيئة الطاقة النووية الأوكرانية، بيترو كوتين، إلى أن “القوات الروسية لا تزال تسيطر على محطة زابوروجيا الأوكرانية”، موضحاً أن” 500 جندي روسي يسيطرون على المحطة وهذا إرهاب نووي”، وأوضح أن “هناك حالات عنف تجاه السكان وجوع بسبب قلة الغذاء بمنطقة زابوروجيا”. ولفت في حديثٍ لقناة “الجزيرة”، إلى أن “القوات الروسية سيطرت لشهر فقط على منطقة تشيرنوبل”، مؤكداً “وجود تلوث في منطقة محطة تشيرنوبل النووية، وزادت الإشعاعات هناك”، واعتبر أن “التلوث في المحطة من أهم الأسباب وراء انسحاب قوات روسيا”.
هذا، وحدد خبراء عسكريون سيناريوهات محتملة نفذتها القوات الأوكرانية في قصف طراد الصواريخ الموجهة “موسكوفا”، الذي يعد فخر الأسطول الروسي، بصواريخ “نبتون”، في البحر الأسود، مما آثار ضجة عالمية. ورغم تأكيد واشنطن وأوكرانيا تفجير الطراد بصواريخ “نبتون”، تقول موسكو إن حريقا اندلع وتسبب في تفجير ذخيرة على متن السفينة الحربية، وحادثة الغرق تمت أثناء محاولة سحبه إلى أقرب ميناء. وموسكوفا هي أكبر سفينة من نوعها تغرق بالقتال منذ تدمير بريطانيا طراد الجنرال بلجرانو خلال حرب فوكلاند عام 1982. ولعبت السفينة الحربية “موسكوفا”، التي تعتبر نسخة بحرية من منظومة الدفاع الجوي البعيدة المدى “إس-300″، دورًا في حرب جورجيا عام 2008، وأبحرت في البحر المتوسط أثناء عملية روسيا في سوريا عام 2013، كما حاصرت أوكرانيا أثناء عملية ضم شبه جزيرة القرم في 2014. ورغم قدم عمر الطراد، فكان يشكل العمود الفقري للبحرية الروسية بين السفن التي بنيت خلال الأيام الأخيرة من الاتحاد السوفيتي. ووفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية، استقر الطراد في أعماق البحر الأسود بعد إغراقه، بعد 40 عاما قضاها في الخدمة. ونقلت الصحيفة عن عسكريين أوكرانيين قولهم إن القوات الأوكرانية استخدمت طائرات بدون طيار لمضايقة السفينة وإبقاء دفاعاتها الجوية مشتتة قبل إطلاق الصواريخ من بطارية مخفية بالقرب من أوديسا. ووفقا للتقارير العسكرية، أصاب صاروخان على الأقل السفينة، مما تسبب في انفجار هائل، حيث يعتقد أنهما فجرا إحدى أنابيب صواريخ موسكوفا المكشوفة أعلى سطح السفينة. والمعروف أن الطرادات غير قابلة للتصدير، وهي خاصة فقط بالدول المصنعة لها، وتمتلكها فقط أميركا وروسيا والصين.