اليوم الـ 70 للحرب: الهجوم الأخير على ماريوبول وبيلاروسيا تستنفر
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 70 للحرب شنت القوات الروسية هجوما بالدبابات والمشاة على مجمع آزوفستال لصناعة الصلب، وهو الجيب الأخير الذي يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول، جنوبي شرقي أوكرانيا. في وقت أعلن فيه الاتحاد الأوروبي عن عقوبات جديدة مقترحة ضد موسكو، تحرمها من عائدات النفط.
وقال عمدة ماريوبول فاديم بويتشينكو إن قتالا عنيفا يدور في مجمع آزوفستال، وأضاف أن الاتصالات انقطعت مع المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين بالمجمع.
في المقابل، نفى الكرملين اقتحام القوات الروسية المجمّع، غير أن قوات دونيتسك الانفصالية المدعومة من موسكو نشرت صورا لقصفها آزوفستال بالدبابات وراجمات الصواريخ. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “صدر الأمر علنا (يوم 21 أبريل/نيسان الماضي) من القائد الأعلى (الرئيس فلاديمير بوتين) بإلغاء أي عملية اقتحام”، وأضاف أن القوات الروسية تحاصر الموقع لكنها لا تتدخل إلا لمنع محاولات المقاتلين الأوكرانيين العودة إلى مواقع إطلاق النار.
ويقول الانفصاليون إن نحو ألفي عنصر من القوات الأوكرانية محاصرون في المجمع. وصرح حاكم دونيتسك الأوكرانية بافلو كيرلينكو بأن مزيدا من الحافلات غادرت ماريوبول لإجلاء المدنيين إلى زاباروجيا اليوم، ومعظمهم من النساء والأطفال.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن ماريوبول تخضع لسيطرة القوات الروسية، وأن من تبقى من المسلحين الأوكرانيين في آزوفستال “محاصرون تماما”. وقال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف، في تسجيل مصور عبر تطبيق تلغرام، إن “هجوما عنيفا على أراضي آزوفستال يجري حاليا بدعم من آليات مدرعة ودبابات، مع محاولات إنزال قوات بمساعدة قوارب وعدد كبير من جنود المشاة”. ولا تزال القوات الروسية تركز هجماتها في شرقي أوكرانيا حول منطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس بعد أن أوقفت هجومها على العاصمة كييف في نهاية مارس/آذار الماضي.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي نشرته عبر تويتر اليوم، إن روسيا نشرت 22 كتيبة تكتيكية قرب بلدة إيزيوم، في مسعى للتقدم على طول المحور الشمالي لدونباس. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية تنوي على الأرجح التقدم إلى ما بعد إيزيوم، والاستيلاء على كراماتورسك وسيفيرودونيتسك، بينما صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن قواته تعمل مع قوات لوغانسك ودونيتسك لتوسيع السيطرة على أراضي “الجمهوريتين”. وتطرق الوزير إلى إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، مؤكدا أن القوات الروسية ستتعامل مع قوافل نقل الأسلحة من حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) إلى أوكرانيا باعتبارها أهدافا يجب تدميرها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استهدفت 6 محطات للسكة الحديدية تستخدم لتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة الأجنبية.
وفيما يتعلق بالوضع في ماريوبول، قال وزير الدفاع الروسي إنهم قدموا عروضا كثيرة لمن وصفهم بالقوميين ليخرجوا من مجمع آزوفستال ويلقوا أسلحتهم ولكنهم يتجاهلونها.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا افادت بأن مرتزقة من إسرائيل يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف في أوكرانيا. وأضافت زاخاروفا في تصريح لإذاعة “سبوتنيك” أن السياسيين الإسرائيليين قاموا بتضخيم الحملة الإعلامية ضد بلادها في الآونة الأخيرة، واستبعدت أن تجهل إسرائيل وجود مرتزقة لها يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف الأوكرانية، مؤكدة أنها شاهدت صورا وتسجيلات مصورة توثق وجودهم. في غضون ذلك، احترق مستودع كبير للوقود في مدينة ماكييفكا شرق دونيتسك، ونقل عن السلطات الروسية في المدينة قولها إن الحريق نجم عن قصف أوكراني على المستودع. وأعلنت سلطات دونيتسك الانفصالية مقتل شخص وإصابة اثنين جراء قصف مستودع الوقود في ماكييفكا.
وفي سياق التطورات الميدانية أيضا، دعت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان إلى تدمير جسر القرم، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية. وأشارت إلى أن للجسر أهمية إستراتيجية، وأن قصفه سيؤدي إلى تعطيل الخدمات اللوجستية للجيش الروسي في منطقة الجنوب الأوكراني بأكملها، بما فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد افتتح الجسر عام 2018، ليربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم عبر مضيق كيرتش بين بحر آزوف والبحر الأسود.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا (حليفة موسكو) بصورة مفاجئة أن قواتها بدأت اليوم الأربعاء تدريبات عسكرية واسعة النطاق لاختبار استعدادها القتالي. وقالت الوزارة إن التدريبات لا تشكل أي تهديد لجيرانها أو للدول الأوروبية عموما.
سياسيا، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ صباح اليوم ملامح الحزمة السادسة المقترحة من العقوبات الأوروبية على روسيا جراء حربها على أوكرانيا.
وقالت فون دير لاين إن دول الاتحاد الأوروبي ستتوقف تدريجيا وفي غضون 6 أشهر عن شراء النفط الخام الروسي، وكذلك عن شراء المنتجات النفطية المكررة بحلول نهاية العام. وأضافت: “سيكون هذا حظرا كاملا على استيراد النفط الروسي، بالشحن البحري وخطوط الأنابيب، الخام والمكرر”، مشيرة إلى أن الأمر لن يكون سهلا لأن بعض الدول الأعضاء “تعتمد بشدة على النفط الروسي”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “يدفع ثمنا باهظا جراء الفظائع المرتكبة في أوكرانيا”. وتتطلب حزمة العقوبات المقترحة موافقة جميع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى تدخل حيز التنفيذ. وتستهدف الحزمة أيضا القطاع المصرفي الروسي، إذ تقترح استبعاد مزيد من البنوك الروسية من نظام “سويفت” (SWIFT) للتعاملات المالية الدولية.
من جانبه، قال الكرملين إن روسيا تراقب الإعداد للحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية، وتجهز “الرد المناسب عليها”. ونفى الكرملين أنباء عن استعداد موسكو لإعلان الحرب على أوكرانيا بشكل رسمي في احتفال عيد النصر على النازية في التاسع من مايو/أيار.
وكانت صحيفة “إندبندنت” (The Independent) البريطانية نقلت عن مسؤولين بالمملكة المتحدة قولهم إنهم يخشون أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا شاملة ويوسّع عملياته العسكرية في أوكرانيا في يوم النصر الروسي. وأوضحت في تقرير لها أن مسؤولين بريطانيين حذروا من أن بوتين قد يحوّل ما تسميه روسيا “العملية العسكرية الخاصة” الجارية في أوكرانيا حاليا إلى إعلان حرب شاملة رسميا، من أجل تهدئة “الغضب” الذي يشعر به الجيش الروسي بشأن إخفاقات هجومه على كييف.
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام، قال الكرملين إنه لا تحرك في هذا الشأن حاليا، وإنه تابع التصريحات عن رغبة كييف في الانسحاب من التفاوض. من ناحية أخرى، قال دبلوماسيون إن روسيا تقاطع اجتماعا يعقده مجلس الأمن الدولي اليوم مع اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، في خطوة نادرة من جانب موسكو تشير إلى مزيد من التدهور في العلاقات بينها وبين عدد من شركائها في الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي روسي أن قرار موسكو مقاطعة الاجتماع مرتبط بالوضع في أوكرانيا. من جهة أخرى، قال دبلوماسي غربي للوكالة إنه لا يتذكر أن روسيا قاطعت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي منذ بدأت حربها على أوكرانيا.