اليوم الـ 69 للحرب: بوتين يرد على الغرب بإجراءات انتقامية
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 69 للحرب، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، قائمة تضم إجراءات اقتصادية انتقامية، ردا على العقوبات الغربية بحق بلاده، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لبحث عقوبات جديدة ضد موسكو بعدما أعلنت ألمانيا موافقتها على حظر النفط الروسي.
ميدانيا، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن قائد كتيبة آزوف، أن القوات الروسية بدأت اقتحام مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول، بعد سلسلة ضربات جوية. ودارت معارك ضارية في جبهات عدة شرقي أوكرانيا، حيث قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تحاول السيطرة على بلدة روبيجني، الواقعة على خط القتال في إقليم لوغانسك، وتستعد للهجوم على بلدة سيفيرودونيتسك القريبة. وقصفت القوات الروسية اليوم مطار مدينة كراماتورسك شرقي أوكرانيا، بصواريخ بعيدة المدى، كما قصفت وسط مدينة خاركيف بالمدفعية.
وفي التفاصيل، أعلنت الأمم المتحدة، إجلاء 101 مدنيّ بنجاح من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول“، التي سيطرت عليها القوات الروسية بالكامل باستثناء المصنع المحاصر. وذكرت منظمة الصليب الأحمر الدولي، “أننا رافقنا مع فريق الأمم المتحدة، أكثر من 100 مدني، غادروا ماريوبول والمناطق المحيطة بها”، موضحة أنّ “المحاصرين في مصنع آزوفستال عاشوا في رعب لا يمكن تصوره، ونعمل على تسهيل إجلاء المتبقين”، مشيرة إلى “أننا سنواصل العمل مع جميع الجهات، لتسهيل عمليات إجلاء المحاصرين في ماريوبول”، كاشفة أنّ “آلاف المدنيين لا يزالون محاصرين، وهم بأمس الحاجة للمساعدة”. وأكد عمدة مدينة ماريوبول، قسطنطين إيفاشينكو، أن “أكثر من 200 مدني لا يزالون برفقة المقاتلين داخل مصنع آزوفستال“، لافتاً إلى أن “حوالي 100 ألف مدني لا يزالون في المدينة”.
وأفادت الرئاسة الروسية، بأنّ “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على التقدم المحرز في العملية العسكرية بأوكرانيا وإجلاء المدنيين من “آزوف ستال” في ماريوبول“، وذلك خلال محادثة هاتفية دامت لأكثر من ساعتين. ولفتت إلى أنّ “بوتين أبلغ ماكرون بتجاهل دول الاتحاد الأوروبي، لجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأوكرانية”، مشيرة إلى أنّ “ماكرون أعرب لوتين، عن قلقه بشأن مشكلة ضمان الأمن الغذائي العالمي”، بينما “أبلغ بوتين، ماكرون أنّ المشاكل المتعلقة بالأمن الغذائي العالمي ناجمة عن العقوبات الغربية”. وذكرت الرئاسة الروسية، أنّ “بوتين ذكر أنّ الغرب يمكن أن يساعد في وقف الفظائع الأوكرانية، عبر ممارسة التأثير المناسب على سلطات كييف، وكذلك من خلال وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا”، مؤكدا أن كييف “ينقصها الاستعداد للعمل بجدية” في محادثات السلام، كما أبلغ ماكرون، أنّ “روسيا لا تزال منفتحة على الحوار مع أوكرانيا”.
من جهتها ذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، أن “مصنع آزوفستال يتعرض للقصف الآن، ولا يزال هناك مدنيون في خطر”، لافتة إلى “اننا نحتاج إلى إعادة العمل على فتح ممرات آمنة وإخراج المدنيين من آزوفستال”. وأشارت في حديث تلفزيوني، إلى أن “القوات الروسية خططت لإظهار أن المدنيين خرجوا من مصنع آزوفستال لمهاجمته”.
وفي وقت سابق، رأى مستشار وزير الدفاع الأوكراني فاسيل ميروشنيتشينكو، أن “وضع ماريوبول تغير تماما بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى كييف”، لافتاً إلى “اننا اليوم أجلينا أكثر من 100 مدني وسيصلون غدا إلى زابوروجيا، كما أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أشرف شخصيا على عملية الإجلاء في مجمع آزوفستال بماريوبول”.
وأشار رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، إلى أن “اجتياح روسيا لأوكرانيا يقوض الاستقرار والأمن العالميين، وبالتالي نعيش مرحلة يزيد فيها عدم الاستقرار واحتمالات الصراع بين القوى الكبرى”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ناقشا في اتصال هاتفي تقديم المزيد من المساعدات الأمنية لأوكرانيا.
من جهتها، أشارت الاستخبارات العسكرية البريطانية، إلى أن “العقوبات على روسيا سيكون لها تأثير دائم على قدرتها في نشر القوة العسكرية التقليدية”، مؤكدةً أن “تحديث روسيا معداتها المادية لم يمكنها من السيطرة على أوكرانيا“. ورأت أن “سيطرة روسيا على خيرسون تمنحها قدرات أكبر في التقدم نحو الشمال والغرب وتحسين أمن سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم“، وذلك عقب التطورت الأخيرة في مدينة خيرسون الأوكرانية، وسيطرة الجيش الروسي هناك.
واعترف المتحدث باسم اليونيسيف، أن “عملية الإجلاء من ماريوبول لزابوروجيا كانت صعبة وتخللتها عراقيل عدة، كما أن المدنيين ومن بينهم الأطفال الذين تم إجلاؤهم لم يروا النور منذ شهر أو أكثر”، مؤكداً أنه “يجب أن نؤمن للأطفال ملجأ آمنا لأن كثيرا منهم أصيب بالصدمة”.
أما هيئة الأركان الأوكرانية، فأعلنت أن “الجيش الروسي خسر 400 جندي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع الإجمالي إلى نحو 24 ألفا و200 منذ بدء الحرب الأخيرة”.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية، بأن “أكثر من 11500 شخصا منهم 1847 طفلا، نُقلوا من أوكرانيا إلى روسيا، بدون مشاركة السلطات الأوكرانية“. ويشمل هذا العدد عمليات إجلاء من منطقتين انفصاليتين تدعمها روسيا، هما ما يطلق عليهما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما قبل بدء هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، “تدمير مركز لوجستي في مطار عسكري بالقرب من مقاطعة أوديسا الأوكرانية يستخدم لتسليم أسلحة غربية لأوكرانيا، إضافة إلى تدمير حظيرة تحتوي مسيّرات بيرقدار وأسلحة وذخائر قرب أوديسا مصدرها الولايات المتحدة وأوروبا”، كما تم “تدمير منظومة إس-300 للدفاع الجوي في مقاطعة نيكولاف الأوكرانية وإسقاط صاروخي (سميرتش) خلال الليلة الماضية”.
وأوضحت السلطات الروسية أنه تم إجلاء السكان بناء على طلبهم، في حين تتهم السلطات الأوكرانية موسكو بترحيل آلاف السكان قسرا منذ بدء الهجوم. وقالت المدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا اليوم، “أننا سنواصل رصد جميع جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الروسية في إربين”، معتبرةً أن “الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو أكبر مجرم حرب في القرن 21، تذكروا الشيشان وجورجيا“. وأكدت خلال مؤتمر صحفي في إربين، أن “المسؤولين الروس المتهمون بارتكاب جرائم حرب يستحقون العقوبة القصوى، وهي السجن مدى الحياة، وبوتين هو من أطلق هذه الحرب”، لافتةً إلى “أننا شكلنا جبهة قضائية موحدة مع جيراننا ونريدها أن تتوسع لتشمل عدة دول”.
من جهته، أشار رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، إلى أن “75 مرتزقا وصلوا من بريطانيا وجورجيا وكندا والنرويج والولايات المتحدة ودول أخرى، على سبيل المثال، أنشأ مامولاشفيلي، وهو مواطن من جورجيا، تشكيلا مسلحا يسمى “الفيلق الوطني الجورجي” على أراضي أوكرانيا، وعمل كقائد له، وأشرك ما لا يقل عن 24 مواطنا جورجيا في أنشطته كمرتزقة”. ولفت في حديث صحافي، إلى أنه “يوجد الآن أكثر من 2000 جندي أوكراني في روسيا استسلموا وألقوا أسلحتهم طواعية اثناء القتال، بما في ذلك خمسة من قادة ألوية القوات المسلحة الأوكرانية، الذين قاتلوا ضد سكان دونباس”، موضحاً أن “المحققين يعملون معهم، ويستجوبونهم للمزيد من التفاصيل حول ملابسات جرائم النظام الأوكراني، وتتعلق هذه الشهادات، من بين أمور أخرى، بالعمل مع مدربين أجانب، فضلا عن مشاركة مواطني البلدان الأخرى كمرتزقة في القتال إلى جانب أوكرانيا“.
من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن “السفيرة البريطانية ستعود إلى كييف لإعادة فتح سفارتنا هناك”، وذلك بعد إغلاقها عقب الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا على الأراضي الأوكرانية. وأكد جونسون، “أننا لا نسعى لإسقاط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بل لقيادة العالم لمساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد العدوان الغاشم”.
أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، فكشف أن “الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لا يريد تسوية سلمية، ويسعى للاستمرار في استجداء الغرب للحصول على المال والسلاح“، مبيناً انه “لا يحتاج إلى أي معاهدة سلام. بالنسبة له، السلام هو نهايته”.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنّ “الحرب في أوكرانيا تتغير، والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة”، مشيرًا إلى أنّ “ميزانيتنا تشمل التصدي للعديد من التحديات، من بينها ما تفرضه الصين وكوريا الشمالية وإيران”. ولفت إلى “أننا نواجه قوتين عالميتين هما الصين وروسيا”، موضحًا أنّ “تحدي الصين يزداد سريعًا وروسيا تمثل تهديدًا خطيرًا وفق استراتيجيتنا العسكرية المعلنة”، معتبرًا أنّ “أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خيارات للتصعيد في مجالات عديدة كالمجال السيبراني وأسلحة الدمار الشامل”، مشددًا على أنّ “ردة الفعل الدولي سيكون قويًا، إذا اختار بوتين التصعيد في المجال السيبراني وأسلحة الدمار”.