اليوم الـ 91 للحرب: اشتداد المعارك في دونباس وميناء ماريوبول آمنا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 91 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن “ميناء ماريوبول بات آمنا تماما”، لافتةً إلى أن “هناك 6 سفن شحن أجنبية لا تزال في ميناء ماريوبول على الرغم من الممرات الآمنة التي قامت روسيا بتأمينها”.
وكرر زعيم دونيتسك الانفصالية عن أوكرانيا، والمعلنة كجمهورية مستقلة من قبل روسيا، دينيس بوشيلين، أنه تم العثور على مسلحين مختبئين في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول، أثناء عملية تمشيط أماكن المصنع.
وأوضح أنّه “من المستحيل الآن أن نقول على وجه اليقين إنه لا يوجد أفراد عسكريون من القوات المسلحة الأوكرانية، أو من المقاتلين المتطرفين، متبقون على أراضي المصنع. يمكن أن يختبئوا ويمكن أن يضيعوا في مكان ما. هناك بالفعل مثل هؤلاء الذين تم تحديدهم، وتم القبض عليهم وإرسالهم أيضا إلى أماكن الاحتجاز”.
ولفت بوشيلين إلى أن هؤلاء لا يشكلون تهديدا فعليا. ومع ذلك، سيكون من الممكن فقط التأكيد من أنه لم يتبق أحد في آزوفستال بعد أن تقوم وحدات “جمهورية دونيتسك الشعبية” بفحص كل شيء وإزالة الألغام وإزالة كل الأنقاض. ولفت بوشيلين إلى أن “هناك العديد من الأفخاخ والمتفجرات”. وأوضح أنه لا يمكنه حتى الآن تحديد الموعد الدقيق لإزالة الألغام في المنطقة.
وكان بوشلين، اعلن أن جميع أطقم السفن الأجنبية المتواجدة في ميناء ماريوبول تم إرسالهم إلى بلدانهم بالتعاون مع وزارة الخارجية لجمهورية دونيتسك. وأوضح أن مسألة تحديد ملكية السفن الأجنبية المتبقية هناك ومصيرها سيتم حسمها أيضا عن طريق وزارة الخارجية.
من جهته، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في منتدى دافوس على أن بلاده بحاجة ماسة إلى راجمات صواريخ متحركة تؤمن لها قوة نارية مكافئة لتلك التي تمتلكها روسيا، فيما واصلت القوات الروسية قصف دونباس، وهاجمت أوكرانيا فكرة تقديم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال كوليبا للصحافيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا إنّ “معركة دونباس تشبه إلى حدّ بعيد معارك الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف في أعقاب محادثات أجراها مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال في المنتدى الاقتصادي الدولي أن “بعض القرى والمدن لم يعد لها وجود، وتحولت إلى أنقاض بفعل نيران المدفعية الروسية وراجمات الصواريخ الروسية”.
وأكّد أنّ “الخلل الأكبر في ميزان القوة العسكرية بين البلدين يتعلق براجمات الصواريخ، ولذلك فقد طلبت كييف من واشنطن تزويدها بهذا السلاح الذي نحتاج إليه بشدة”، مشددا على أن “الدول التي تسوف في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أنها في كل يوم تقضيه لاتخاذ القرار وتقييم الحجج المختلفة، هناك أناس يقتلون”.
وكان الجيش الأوكراني قد افاد اليوم أن القوات الروسية قصفت أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مما يهدد بإغلاق آخر ممر هروب رئيسي للمدنيين المحاصرين في مسار الغزو الذي دخل شهره الرابع.
وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين. وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية. وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوجانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، في تقرير، إبطال مفعول حوالي 24 ألف وحدة من المتفجرات والألغام التي خلفها المسلحون الأوكرانيون، بعد مسح ما يقرب من 152 هكتارًا من الأراضي في دونباس.
من جهته، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشدة اقتراحات بأن تتخلى بلاده عن أراض وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلا إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938. وقال في كلمة مصورة في وقت متأخر من الليل “مهما فعلت الدولة الروسية، ستجدون دوما شخصا يقول: دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار”.
وتابع “يتكون لديكم انطباع بأن تقويم السيد كيسنجر لا يشير إلى عام 2022 وإنما إلى عام 1938، وأنه يعتقد أنه يخاطب جمهورا ليس في دافوس وإنما في ميونيخ في ذلك الوقت”، وأضاف “هؤلاء الذين ينصحون أوكرانيا بمنح روسيا شيئا، هذه “الشخصيات الجيوسياسية العظيمة، لا يرون أبدا أشخاصا عاديين، أوكرانيين عاديين، ملايين يعيشون على الأراضي التي يقترحون تقديمها في مقابل سلام وهمي”.
اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال أن “ممثلو التجارة يعلمون ما يمكن أن نقدمه للعالم ونحن أحد أكبر منتجي القمح ومصدريه”، لافتاً إلى “اننا نقوم بتطوير العديد من المنصات وإيجاد الحلول للكثير من المشاكل، ونعمل على تطوير معاهد مركزية من بينها مركز للتجارة الأوروبية الآسيوية، ودعم المشاريع الاستثمارية أولوية بالنسبة إلينا”.
وأشار في تصريح صحفي، إلى أن “أعداد المهاجرين إلى روسيا لم تنقص أبدا بل آخذة بالازدياد”، مؤكداً أنه “يجب أن تكون لدينا آليات لمواجهة التحديات التي تعترضنا الآن”، مضيفاً أن “بيلاروسيا حافظت على إمكانيات مهمة جدا لنا”.
في المواقف، أشارت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الى أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الجوع سلاحا وعليه رفع الحصار عن صادرات الحبوب الأوكرانية”.
ويذكر أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، دعا السلطات الروسية، يوم أمس، إلى السماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب لمساعدة الدول التي قد تؤدي ندرة الحبوب فيها إلى الجوع. وأشار والاس، إلى أن على روسيا أن “تفعل الشيء الصحيح”، وتفتح ممرا لعبور الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
ورفض والاس فكرة رفع العقوبات عن روسيا، ورحب باقتراح تولي دول في منطقة البحر الأسود، مثل تركيا، حراسة شحنات الحبوب الأوكرانية بعد أن استبعدت موسكو تدخل قوى غربية.
من جهته، الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي- الناتو”، ينس ستولتنبرغ، إعتبر أنّ “المهمّة الأولى لحلف “الناتو” هي مساعدة أوكرانيا، الحروب لا يمكن التنبّؤ بها، وليس بإمكان أحد القول كيف ومتى ستنتهي هذه الحرب، لكنّه يجب علينا أن نكون جاهزين للحفاظ على دعمنا خلال فترة طويلة”.
وأشار، في حديث صحافي، إلى أنّ “الحديث يدور ليس عن نقل المعدّات العسكريّة الجديدة إلى أوكرانيا فحسب، بل والحفاظ على المواد المسلَّمة في حالة صالحة للعمل”، موضحًا أنّ “دور النّاتو الآخر ينحصر في منع تصعيد حدّة التوتّر”.
الى ذلك، راى المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، ولا ينبغي له الانتصار في حربه بأوكرانيا وأنا على يقين أنه لن ينتصر”، لافتاً إلى “اننا علينا أن نقنع بوتين، أنه لن يكون قادرا على فرض السلام الذي يريده فأوكرانيا لن تقبل به”.
في البيانات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن “قواتها استهدفت بالقذائف الصاروخية والمدفعية 62 موقع قيادة أوكرانياً و407 مناطق تمركز أفراد ومعدات عسكرية و47 موقعاً للمدفعية و3 مستودعات”.
وأشار المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، الى أن “القوات الروسية تمكنت من تدمير المركز الأوكراني للاستخبارات الإلكترونية بما في ذلك 11 من أفراد الطاقم القتالي و15 متخصصاً أجنبياً وصلوا مع الحراس في منطقة نيكولاييف بالقرب من دنيبروبيتروفسك.
وبحسب كوناشينكوف، أسقط الدفاع الجوي الروسي مروحية أوكرانية من طراز (مي 24) فوق غوساروفكا في منطقة خاركوف كما أسقط طائرة نقل عسكرية أوكرانية تحمل الذخيرة والأسلحة بالقرب من كريميدوفكا في منطقة أوديسا.
وأعلن كوناشينكوف تدمير وحدات ومعدات لواء هجوم المناطق الوعرة الأوكراني العاشر بالقرب من محطة بوكروفسك بجمهورية دونيتسك الشعبية أثناء انتشاره بعدما كان وصل لتعزيز المجموعة الأوكرانية في دونباس.
اما الإستخبارات العسكرية البريطانية، فأشارت إلى أن “روسيا تكثف عملياتها في دونباس وتسعى لمحاصرة سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيجني”، موضحةً أن “روسيا حققت نجاحات في بعض المناطق بسبب تركيزها على وحدات المدفعية”.