اليوم الــ 112 للحرب: روسيا تفتح معبرا لإخراج مدنيين من سيفيرودونيتسك وتدعو مقاتلي آزوت للإستسلام

اليوم الــ 112 للحرب: روسيا تفتح معبرا لإخراج مدنيين من سيفيرودونيتسك وتدعو مقاتلي آزوت للإستسلام

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

في اليوم الـــ 112 للحرب، أعتبر مسؤولتقارير رفيع في البنتاغون، اليوم الثلاثاء، أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أهدافا ومخططات على كامل الأراضي الأوكرانية”، موضحا أن “سيد الكرملين تراجع مؤقتا، واضطر في الوقت الحاضر إلى الاكتفاء بأهداف تكتيكية محددة”.

وتزامنت هذه التصريحات مع معارك عنيفة وتقدم ملحوظ للقوات الروسية في الشرق الأوكراني، وفي سيناريو مشابه لما حصل في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول، تسعى روسيا لإخراج المقاتلين الأوكرانيين والمدنيين العالقين في مصنع آزوت بمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تدور فيها معارك ضارية منذ أسابيع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أنها ستفتح ممرا إنسانيا غداً الأربعاء لإجلاء المدنيين من مصنع آزوت، مشيرة إلى أن القوات الروسية وتشكيلات من انفصاليي لوغانسك مستعدون لتنظيم “عملية إنسانية لإجلاء المدنيين”، مضيفة أنه سيتم نقل المدنيين إلى منطقة لوغانسك الانفصالية.

كما عرضت على المقاتلين الأوكرانيين الذين يحتمون في مصنع آزوت للكيماويات فرصة الاستسلام غداً، بحسب ما أفادت وكالة إنترفاكس للأنباء.

كذلك أوضحت أن كييف طلبت إنشاء ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المصنع، بعد تدمير جميع الجسور التي تربط سيفيرودونيتسك بالأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.

وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أمس أن القوات الروسية طردت الجيش الأوكراني من وسط المدينة الاستراتيجية. وقد حققت القوات الروسية خلال الساعات الماضية، تقدما ملحوظاً، في إطار هجومها الواسع النطاق في منطقة دونباس الشرقية، وبسطت سيطرتها على نحو 80 بالمئة من سيفيرودونيتسك . وكان حاكم لوغانسك سيرغي غايداي، أفاد أمس أن عمليات الإجلاء من المدينة باتت مستحيلة مع تفجير آخر الجسور.

يشار إلى أن القوات الروسية كانت سيطرت على العديد من المناطق في دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس الشرقي، إلا أن المعارك اشتدت خلال الأسابيع الماضية بشكل عنيف في سيفيرودونينتسك.

وأعلن مساعد وزير الداخلية بجمهورية ​لوغانسك الشعبية​، فيتالي كيسيليوف، أن نحو ألفين وخمسمائة جندي يتواجدون في منطقة مصنع “آزوت” الكيميائي في مدينة ​سيفيرودونيتسك​، مشيرا إلى أن نسبة المرتزقة الأجانب تمثل نحو 25%.

ولفت في تصريح له، إلى أنه “وفقا للحسابات الأولية، فإن ما يقرب من 2.5 ألف جندي يتواجدون هناك”، مشيرا إلى أن هذا العدد هو نفس عدد المقاتلين الذين كانوا يتواجدون في منطقة “آزوفستال” في ​ماريوبول​. وأكد أن نحو 20-25% من المقاتلين المتواجدين في هذه المنطقة من المرتزقة الأجانب، أي نحو 500-600 شخص.

ومع استمرار المعارك العنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية شرقاً، أعلنت موسكو إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز “ميغ 29” في دونيتسك، بالإضافة لمروحية من طراز “مي-24” في مقاطعة نيكولاييف المطلة على البحر الأسود.

كما أوضحت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء، أن العمليات العسكرية أسفرت خلال اليوم الماضي عن مقتل “أكثر من 350 قوميا وتدمير مراكز قيادة وإسقاط مقاتلتين”.

وقال المتحدث باسم الوزارة، الفريق إيغور كوناشينكوف، في إفادة يومية، إن الجيش الروسي تمكن من تدمير ترسانة لسلاح المدفعية الأوكرانية وذخائر، عبر استهدافها بصواريخ “كاليبر” بعيدة المدى.

كما أشار إلى أن الطيران استهدف 101 نقطة ترتكز فيها القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية، كما دمر 3 مراكز قيادة و13 دبابة وعربات قتال مصفحة أخرى، و6 قاذفات صواريخ “غراد” و14 مدفعية ميدانية و22 مركبة خاصة.

وكان مسؤولون أوكرانيون وعلى رأسهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي أكدوا أن الخسائر في المعارك التي يخوضها الجيش في إقليم دونباس شرق البلاد مروعة.

وقال زيلينسكي لصحافيين دنماركيين خلال مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الأوكراني لديه ما يكفي من الذخيرة والأسلحة. لكنه أوضح أنه يحتاج إلى مزيد من الأسلحة بعيدة المدى، من أجل صد القوات الروسية، لاسيما في إقليم دونباس، حيث تستعر المعارك العنيفة منذ أسابيع.

أتت تلك التصريحات فيما يسجل هذا الإقليم تقدماً ملحوظاً للروس، وسط مطالبات متكررة خلال الأيام الماضية من قبل مسؤوولين أوكرانيين بضرورة إرسال الغرب مزيدا من السلاح وأنظمة الدفاع البعيدة المدى.

وكان نائب رئيس المخابرات العسكرية، فاديم سكيبيتسكي، أكد قبل أيام أن ذخيرة القوات الأوكرانية بدأت تنفد، مشدداً على أن مصير المعارك في الشرق يتوقف على الأسلحة الغربية لبلاده.

كما اعتبر أن قوات بلاده تخسر في الوقت الحالي أمام روسيا على الخطوط الأمامية، وباتت تعتمد بشكل شبه كامل على الأسلحة القادمة من الغرب لإبقاء الروس في مأزق.

من جهتها، أعلنت ​وزارة الدفاع البريطانية​، في تقرير الاستخبارات العسكرية اليومي، إلى أن “لجنة الصناعات العسكرية الروسية توقعت أن إنفاق الدولة الدفاعي سيزيد بنحو 600 إلى 700 مليار ​روبل​ (أي نحو 8.5 إلى 10 مليار جنيه استرليني)، ما يعني زيادة قدرها 20 بالمائة في ميزانية الدفاع”، وأضافت أن “قدرة الحكومة الروسية على الإنفاق ستحد من قدرة الصناعات الدفاعية على تلبية احتياجات الحرب في ​أوكرانيا​”، وذلك في ظل ال​عقوبات​ الاقتصادية المفروضة على موسكو ونقص الخبرات اللازمة.

وتوقع تقرير ​الاستخبارات البريطانية​ أن “إنتاج روسيا من الإلكترونيات المتقدمة سيتأثر سلبا بشكل قد يقوض قدرتها على إحلال المعدات العسكرية التي خسرتها في الحرب في أوكرانيا”.

وعلى صعيد التطورات الميدانية في أوكرانيا، أوضحت الاستخبارات البريطانية أن “القوات الروسية أحرزت بعض التقدم في مدينة ​خاركيف​ شرقي أوكرانيا، وذلك لأول مرة منذ أسابيع”، وأضافت أن “التركيز الأساسي للقوات الروسية في الوقت الحالي هو على منطقة ​سيفيرودونيتسك​ الواقعة في إقليم دونباس، حيث تجري مواجهات ضارية هناك نظرا لموقع المدينة الاستراتيجي في شرق البلاد”.

 

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة