اليوم الـ 123 للحرب: روسيا تهاجم من كل الجهات وتسعى لجر بيلاروسيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 123 للحرب، أعلنت موسكو سيطرتها الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في إقليم دونباس، وإعترفت الحكومة الأوكرانية بأن الصواريخ الروسية هاجمت أهدافا في أنحاء البلاد اليوم السبت، حيث أصابت منشآت عسكرية في الغرب والشمال، وقد أستهدفت مقاطعة تشيرنيهيف بـ 20 صاروخا انطلقت من أراضي بيلاروسيا.
وأفاد عمدة جيتومير في وسط أوكرانيا عن قصف طاول منشآت عسكرية في المقاطعة بـ 24 صاروخا انطلقت من الأراضي البيلاروسية.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الكرملين يسعى لجر بيلاروسيا للمشاركة مباشرة في الحرب عبر تنفيذ هجوم مكثف من أراضيها، معتبرة أن “الضربات الجوية التي استهدفت أراضينا انطلاقا من بيلاروسيا استفزاز روسي واسع النطاق”.
وكانت القوات البيلاروسية اجرت تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود مع منطقة كييف، مما زاد التوتر ووضع السلطات الأوكرانية في حالة تأهب قصوى.
من جهته، ذكر حاكم مقاطعة لوغانسك “سيرغي غايدي”، بأن قوات الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك تلقت الأوامر بالانسحاب إلى أماكن أكثر تحصنا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه من المحتمل أن تعيد أوكرانيا تكوين دفاعاتها في قطاع سيفيرودونيتسك-ليسيتشانسك، في حين تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب في المنطقة.
وذكر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن القوات الروسية تسيطر على مطار سيفيرودونيتسك، والمنطقة الصناعية في المدينة بشكل كامل. وأفاد عن تعرض مصنع أزوت داخل المنطقة الصناعية في مدينة سيفيرودونيتسك لقصف مدفعي روسي شديد. وأضاف أن المعارك وتبادل القصف بين القوات الأوكرانية والروسية مستمر بمحيط مدينة ليسيتشانسك، وعلى الطريق الواصل بين باخموت وليسيتشانسك.
وقال حاكم مقاطعة لوغانسك إن القوات الأوكرانية تصدت للهجوم الروسي المتواصل على ليسيتشانسك من المحور الجنوبي.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، قدمت روسيا وأوكرانيا بيانات متناقضة بشأن ليسيتشانسك، الواقعة على الجانب الآخر من نهر سيفرسكي دونيتس الذي يفصل بينها وسيفيرودونيتسك. وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن هذه المدينة تخضع لحصار قواتها من الجنوب، قائلة إنها اخترقت مواقع أوكرانية.
لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية قالت في تقرير إن قواتها المسلحة تمكنت من صد هجوم على الضواحي الجنوبية لمدينة ليسيتشانسك.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه قُتل “ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين ودُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة و8 قاذفات صواريخ متعددة غراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا” بمنطقة دونيتسك. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وفي تطور آخر، قال رئيس الإدارة العسكرية في لفيف إن 6 صواريخ روسية استهدفت منشأة عسكرية في المنطقة.
وفي الجبهة الجنوبية، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تجهز 4 حاملات لصواريخ “كاليبر” البحرية بالبحر الأسود وبحر آزوف استعدادا لشن ضربات صاروخية على أهداف في أوكرانيا.
وفي غضون ذلك، دوت 4 انفجارات صباح اليوم في مناطق متفرقة من مقاطعة ميكولايف (جنوبي البلاد) ولم تعلن السلطات عن الأماكن التي استهدفتها تلك الانفجارات، كما لم تعلن عن أي خسائر.
وأعلنت الدفاع الروسية أن قواتها قتلت أكثر من 1100 عسكري أوكراني بينهم مرتزقة أجانب. وقال الناطق باسم الوزارة إنه في مقاطعة ميكولايف وحدها تم القضاء على نحو 300 من القوات الأوكرانية والمرتزقة، وتدمير 33 وحدة عسكرية ثقيلة. وفي المقابل، في وقت أعلن فيه الجيش الأوكراني الليلة الماضية إسقاط دفاعاته الجوية في ميكولايف طائرة روسية من نوع “سوخوي 25“.
من ناحية أخرى، نفت الخارجية الروسية إصدار أي تهديدات نووية، وقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إنه لم تكن هناك أي تهديدات نووية من موسكو ولم يحدث ذلك قط. وأكدت أن استخدام بلادها للأسلحة النووية يستند فقط إلى منطق الردع، وحذرت من أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تتأرجح بشكل خطير على شفا صراع مسلح مباشر مع موسكو.
وفي المقابل، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن روسيا باتت تشكل تهديدا مباشرا لأمن دول الحلف وقيمها. ودعا ستولتنبرغ إلى إبقاء قنوات الاتصال مع موسكو مفتوحة حتى لا يؤدي سوء الفهم إلى ردود أفعال لا يمكن السيطرة عليها، مؤكدا أنه ليس لدى الحلف أي نية لنشر أسلحة نووية بأوروبا الشرقية.
ووصف الحرب في أوكرانيا بالوحشية، لكنها ستكون بين الناتو وروسيا أكثر سوءا. ودعا إلى إعادة طرح قضية الحد من التسلح، بعد تغيير موسكو بشكل جذري سلوكها الوحشي.
اما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقال اليوم إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا.
وأضاف جونسون لمحطات إذاعية بالعاصمة الرواندية (كيغالي) أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث “تقول دول كثيرة إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية.. ومن ثم فإن الضغط سيزداد لتشجيع، وربما إجبار الأوكرانيين، على (قبول) سلام سيئ”.
وأشار إلى أن عواقب نجاح الرئيس الروسي في شق طريقه في أوكرانيا ستكون خطرة على الأمن العالمي و”كارثة اقتصادية طويلة الأمد“.
وفي الولايات المتحدة، أفادت مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) بتقديم مشرّعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مشروع قرار يصف تصرفات روسيا في أوكرانيا بأعمال الإبادة الجماعية.
وتزعم مسودة القرار أن الهجمات العشوائية على المدنيين، والاستهداف المباشر لمستشفيات الولادة والمرافق الطبية، والنقل القسري لمئات الآلاف من الأوكرانيين إلى روسيا والأراضي الخاضعة للروس، كلها ممارسات تطابق ما جاء في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بجريمة الإبادة الجماعية.
من جهة أخرى، نُقل عن مسؤول كبير بوكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة في ألمانيا قوله اليوم إنه يتعين على مجموعة الدول السبع زيادة المساعدات الإنسانية للمساعدة في معالجة أزمة الجوع العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتبدأ مجموعة السبع اجتماعا يستمر 3 أيام في بافاريا بألمانيا غدا الاحد على خلفية تحذير أممي من أن العالم يواجه “أزمة جوع عالمية غير مسبوقة” مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقال مارتن فريك مدير برنامج الأغذية العالمي الألماني لمؤسسة “آر إن دي” (RND) الإخبارية الألمانية “الجوع يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن ثم فهو قضية سلام وأمن رئيسة” مشيرا إلى أن “تضخم أسعار المواد الغذائية الحالي الذي يتجاوز 25% في 36 دولة يمثل “قنبلة موقوتة”.
وأكد أيضا أن من المرجح ألا يحصل برنامج الأغذية العالمي على أكثر من نصف المبلغ الذي يحتاج إليه هذا العام وهو 21.5 مليار دولار، ولذلك فهناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.