اليوم الـ 127 للحرب: تبادل أسرى والناتو يؤكد روسيا أكبر تهديد للحلف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 127، ميدانيا، دوت صفارات الإنذار في العاصمة الأوكرانية كييف، فيما شهد إقليم دونباس احتداما للمعارك، خصوصا في مدينة ليسيتشانسك.
وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية، اليوم أن 144 جنديا أوكرانيا، من بينهم عشرات المدافعين عن مصنع الصلب في آزوفستال في مدينة ماريوبول الساحلية، أطلق سراحهم ضمن عملية تبادل أسرى مع موسكو.
وأوضح الجهاز التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية على تلغرام “هذه أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل. من بين 144 جنديا أطلق سراحهم، هناك 95 من المدافعين عن آزوفستال”.
كما أضافت أن 43 من الجنود المفرج عنهم ينتمون إلى فوج آزوف، وهو وحدة شبه عسكرية سابقة دمجت الآن في الجيش الأوكراني.
وتعتبر روسيا هذه الوحدة منظمة من النازيين الجدد وجنودها يجب أن يحاكموا. فيما لم تحدد متى وأين جرت عملية التبادل.
وكالعادة في عمليات تبادل الأسرى السابقة، لم تعط كييف أية تفاصيل عن عدد الروس الذين تم تبادلهم.
يشار إلى موسكو وكييف تبادلتا أسرى مرات عدة منذ انطلاق العملية الروسية في 24 شباط/فبراير، وجرت آخر عملية الثلاثاء، حرر خلالها 17 سجينا أوكرانيا.
من جهتها، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في أوكرانيا، إطلاق خدمة حافلات وقطارات بين القرم ومدينتي خيرسون وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا.
وقال سيرغي أكسيونوف، رئيس القرم المؤيد لموسكو في رسالة على تلغرام، إنه “اعتبارا من الأول من تموز/يوليو المقبل، ستربط خدمات حافلات وقطارات بين القرم ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا للمرة الأولى منذ ثماني سنوات”. وأضاف أن “عناصر من الحرس الوطني الروسي سيضمنون أمن الرحلات”.
وكان مسؤولون روس وآخرون موالون لموسكو أشاروا سابقا إلى أن موسكو تنوي البقاء في منطقة خيرسون وأقسام كبرى من زابوريجيا التي تسيطر عليها،فيما قال مسؤولون موالون لموسكو في جنوب أوكرانيا إنهم يأملون في تنظيم استفتاء.
وفي هذا السياق، أكد كيريل ستريموسوف نائب رئيس إدارة خيرسون المدعومة من روسيا، أن مثل هذه الخطط قيد الإعداد، وأن السلطات المحلية تستعد لإجراء “استفتاء”. وأضاف على تلغرام أن “منطقة خيرسون ستتخذ قرارا وتصبح جزءا من الاتحاد الروسي”.
يشار إلى أن منطقتي خيرسون وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا تخضعان إلى حد كبير لسيطرة موسكو منذ الأسابيع الأولى للتدخل العسكري الروسي، ويتم الآن دمجها في الاقتصاد الروسي.
من جهته، أكد سيرغي غايداي حاكم لوغانسك مقتل 8 مدنيين -بينهم طفل- وإصابة 21 شخصا في قصف روسي دمر أجزاء كبيرة من المدينة واستهدف الأنفاق والجسور. وقال غايداي إن القتال مستمر حول مدينة ليسيتشانسك من محاور مختلفة، موضحا أن القوات الأوكرانية ستستمر بالدفاع عن المدينة لأطول فترة ممكنة. وشدد على أنه من الخطر على السكان المحليين البقاء في ليسيتشانسك التي يتم تدميرها بشكل يومي، مشيرا إلى صعوبة دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، وموضحا أن هناك مخزونا من الأغذية والأدوية يكفي لأسابيع.
كما أقرت قيادة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية حققت تقدما وصفته بالجزئي على المحور الجنوبي الغربي لمدينة ليسيتشانسك.
وفي مقاطعة ميكولايف جنوبي البلاد أفيد عن وقوع 6 انفجارات أمس الثلاثاء في مناطق متفرقة. وذكر شهود عيان إن بعض الانفجارات استهدفت ثكنات عسكرية أوكرانية.
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أنه استهدف حشودا روسية في ميكولايف وخيرسون بـ5 ضربات جوية. كما قالت القوات الموالية لروسيا في لوغانسك إنها اقتحمت مصفاة تكرير النفط في ليسيتشانسك، وإن القوات الأوكرانية بدأت الانسحاب من المدينة لتقليل خسائرها. وأعلنت أنها انتهت من تمشيط بلدة فولتشياروفكا الواقعة على تخوم مدينة ليسيتشانسك، والتي سيطرت عليها قبل يومين.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن مصادر عسكرية روسية أن المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية تدور في الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة وفي المنطقة الصناعية.
سياسيا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” في مدريد اليوم أن بلاده “ستعزز وجودها العسكري في أوروبا” كي يتمكن الحلف من “الرد على التهديدات الآتية من كافة الاتجاهات وفي كل المجالات برا وجوا وبحرا”. وأكد بايدن أنه سيتم تعزيز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
واطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رسميًا آلية انضمام السويد وفنلندا إليه، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، مشيرًا إلى “أننا قررنا دعوة السويد وفنلندا للانضمام إلى عضوية حلف الناتو“. ودان “الناتو”، في بيان قمته المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد، “استمرار عدوان موسكو على كييف”، مشيرًا إلى أنّ “روسيا مسؤولة عن الكارثة الإنسانية وأزمة الغذاء والطاقة”، مؤكدًا “أننا كيان دفاعي لا نهدد أحدًا، وملتزمون بالديمقراطية والحريات وبالميثاق المؤسس لحف شمال الأطلسي”.
وأعلن أنّ “قادة الحلف تبنوا المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف”، باعتبار روسيا أكبر تهديد للحلف، مشيرًا إلى أنّ “الصين تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا، وتسعى لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد”.
الى ذلك، أعلنت بريطانيا، اليوم، حزمة عقوبات جديدة شملت الدائرة الضيقة والمقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، وأضافت 13 كياناً روسياً إلى القائمة.
فقد فرضت لندن عقوبات على الأوليغارشية فلاديمير بوتانين، ووصفته بأنه ثاني أغنى رجل في روسيا.
وجاء في الإشعار الصحافي الحكومي المصاحب للإعلان، أن “بوتانين يواصل جمع الثروة لأنه يدعم نظام بوتين، ويستحوذ على Rosbank، ويشارك في Tinkoff Bank منذ بدء العملية العسكرية الروسية““. كما تم معاقبة آنا تسيفيليفا، ابنة عم بوتين ورئيسة شركة تعدين الفحم الروسية البارزة JSC Kolmar Group، وفق ما نقل موقع الحكومة البريطاني على الإنترنت.
وزوج تسيفيليفا، سيرغي تسيفيليف، هو حاكم منطقة كيميروفو الغنية بالفحم، وقد استفاد الزوجان بشكل كبير من علاقتهما ببوتين، وفق تقارير بريطانية.