اليوم الـ 128 للحرب: الروس أخلوا جزيرة الثعبان وسفينة محملة بـ7 آلاف طن من الحبوب غادرت ميناء بيرديانسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 128 للحرب، أعلن أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني اليوم الخميس إن القوات الروسية أخلت جزيرة الثعبان الواقعة على البحر الأسود بعد عملية وصفها بالممتازة للجيش الأوكراني.
ومن جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية غادرت الجزيرة، لكن النتائج النهائية لعملياتها في الجزيرة ما زالت قيد التحقيق. كما صرح قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بأن مدافع بودانا أوكرانية الصنع لعبت دورا مهما في تحرير الجزيرة، موجها الشكر إلى الشركاء الأجانب لدعمهم.
وأظهرت صور أقمار صناعية نشرتها وسائل إعلام أوكرانية تصاعد أعمدة الدخان من جزيرة الثعبان عقب قصف أوكراني عليها، كما ذكرت السلطات الأوكرانية أن القصف استمر من أمس إلى اليوم.
في سياق آخر، اتهم مدير مكتب الرئيس الأوكراني القوات الروسية بقصف المستودعات الممتلئة بالحبوب الأوكرانية، مشيرا إلى استهدافها مستودعا في دينبرو صباح اليوم.
وأعلن يفغيني باليتسكي رئيس إدارة منطقة زاباروجيا، الموالية لروسيا، أن سفينة محملة بـ7 آلاف طن من الحبوب غادرت ميناء بيرديانسك -الذي سيطرت عليه روسيا- متوجهة إلى “دول صديقة” للمرة الأولى منذ أشهر، موضحا أن حمايتها ستكون موكلة للسفن والقوارب التابعة لقاعدة نوفوروسيسك البحرية التابعة لأسطول البحر الأسود.
وشدد باليتسكي على أن خليج بيرديانسك والميناء نفسه قد أصبحا آمنين تماما، وعمال الموانئ ومعداتهم جاهزين لإعادة شحن البضائع، وذلك بعد إزالة الألغام.
وفي لوغانسك، أعلنت القوات الموالية لروسيا السيطرة الكاملة على منطقة مصفاة النفط في ليسيتشانسك، كما بثت وكالة الأنباء الروسية الحكومية ما قالت إنها سيطرة القوات الروسية على المصفاة، وذلك بعدما أكدت قيادة الأركان الأوكرانية اقتحام منطقة المصفاة واستمرار المعارك جنوب غربي المدينة.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان أن “العدد الإجمالي للعسكريين الأوكرانيين الذين أسروا أو استسلموا يتجاوز الـ6 آلاف“.
وأكد الناطق تبادل 144 مقاتلا أوكرانيًّا بعدد مماثل من الروس أو الانفصاليين الموالين لروسيا.
بدوره، قال رئيس الغرفة الأدنى من البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين في منشور على تطبيق تليغرام اليوم إن أفراد القوات المسلحة الأوكرانية الذين أُسروا من كتيبة آزوف سيمثلون للمحاكمة، ووصف هؤلاء الأسرى بأنهم قوميون، وليسوا بشرا، حسب تعبيره.
من ناحية أخرى، اتهمت منظمة العفو الدولية القوات الروسية بارتكاب جريمة حرب في مارس/آذار الماضي في مدينة ماريوبول الأوكرانية، مشيرة إلى أن قصف مسرح المدينة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 مدنيا.
وقالت المنظمة إن على المحكمة الجنائية الدولية وجميع الجهات الأخرى ذات الاختصاص القضائي على الجرائم المرتكبة خلال هذا النزاع، التحقيق في هذا الهجوم باعتباره جريمة حرب، مطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين عن مثل هذا “الموت والدمار“.
سياسيا، وعد الرئيس الأميركي جو بايدن في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم الخميس، بمواصلة دعم أوكرانيا حتى التأكد من عدم هزيمتها أمام روسيا، كما أكدت أوكرانيا نجاح عملية “ممتازة” لجيشها في دفع القوات الروسية لإخلاء جزيرة الثعبان، بينما أعلنت القوات الموالية لروسيا انطلاق أول سفينة تحمل الحبوب الأوكرانية منذ أشهر.
وفي اختتام أعمال القمة 32 لحلف شمال الأطلسي التي عقدت بمدريد، قال الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحفي “اتحدنا خلال قمة الناتو لمواجهة التحديات التي تشكلها روسيا والصين… نعزز وجودنا في كل مكان وسيكون لدينا انتشار في دول البلطيق“.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة تجمع العالم لدعم أوكرانيا، وأن هناك دولا التزمت بتعهدات جديدة لتحقيق ذلك الدعم، مشيرا إلى تقديم بلاده نحو 7 مليارات دولار لأوكرانيا منذ بدء ولاية إدارته، وأنها ستعلن عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار في الأيام القليلة المقبلة.
كما تعهد بايدن بمساندة أوكرانيا للتأكد من عدم هزيمتها أمام روسيا، وقال إن “بوتين اعتقد أنه قادر على كسرنا ولكنه يحصل على عكس ما أراده… قلت له إن غزو أوكرانيا سيزيد الناتو قوة واتحادا“.
واعتبر بايدن أن القدرات الروسية تضررت بفضل “بسالة” القوات الأوكرانية، متعهدا بعدم انتصار روسيا على أوكرانيا لأن هذا “موقف مهم بالنسبة للعالم“.
وأضاف الرئيس الأميركي “يجب أن نضع سقفا للتبعية للوقود والطاقة الروسيين”، وأن “أزمة الغذاء سببها الحصار الذي تفرضه روسيا على الموانئ الأوكرانية.“
وفي ختام قمة الناتو أيضا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم بلاده دعما عسكريا إضافيا لأوكرانيا بمقدار مليار جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار) لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد روسيا. وقال جونسون “سنواصل الوقوف بشكل مباشر خلف الشعب الأوكراني لضمان فشل بوتين في أوكرانيا“.
وعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على تويتر قائلا “أنا ممتن لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتخصيص مليار جنيه إسترليني إضافية للدعم العسكري لأوكراني، بريطانيا صديقنا الحقيقي وشريكنا الإستراتيجي“.
وبدوره، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام القمة إلى الصحفيين، وقال “أتحدث مع الرئيسين الروسي والأوكراني بشكل مستمر ونأمل أن نصل لنتائج إيجابية”، مشددا على ضرورة تكثيف الحراك الدبلوماسي للوصول إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا. وأوضح أردوغان أنه سيتم إطلاق آلية برعاية الأمم المتحدة في إسطنبول لإخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا نمنع تصدير الحبوب، ولدينا إنتاج كبير من السماد ولم نضع قيودا على صادراته… هناك تواصل دائم مع الأمم المتحدة بشأن أزمة الغذاء“.
وتتهم أوكرانيا الجانب الروسي بسرقة حبوب من الأراضي التي سيطرت عليها منذ بدء غزوها في أواخر فبراير/شباط، بينما ينفي الكرملين هذه الاتهامات، كما سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية هذا الشهر أن ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين والخاضعين لسيطرة القوات الروسية جاهزان لاستئناف شحن الحبوب.
إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها فقدت الاتصال عن بُعد بنظم مراقبة الضمانات في محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا. وطالبت الوكالة الدولية في تغريدة بالسماح لمفتشيها بزيارة المحطة في أقرب وقت ممكن.