اليوم الــ 135 للحرب: القصف يتواصل على دونيتسك وقمة العشرين تناقش التحديات اليوم

اليوم الــ 135 للحرب: القصف يتواصل على دونيتسك وقمة العشرين تناقش التحديات اليوم

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم الـــ 135 للحرب، قتل شخص على الأقل وأصيب عدد آخر بجروح في قصف على كراماتورسك، المركز الإداري لمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، الهدف المحتمل للعملية العسكرية الروسية.

وخلّف الانفجار حفرة كبيرة في الفناء الواقع بين فندق ومبانٍ سكنية، وشوهد في المكان جثة قتيل وجرحى وسيارتان محترقتان.

وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر غونتشارينكو على فيسبوك، إن “غارة جوية استهدفت الجزء الأوسط من كراماتورسك”، مضيفاً أن “هناك ضحايا”. ودعا السكان إلى البقاء في الملاجئ، موضحاً أن “الخطر لم ينتهِ بعد”.

يأتي ذلك بعد أن كان حاكم منطقة دونيتسك قد أفاد عن مقتل ما لا يقل عن 7 مدنيين في اليوم السابق في هذه المنطقة، حيث تعرض العديد من المواقع لنيران المدفعية وقاذفات صواريخ متعددة.

يشار إلى أن الروس، الذين يؤكدون أنهم سيطروا على منطقة لوغانسك المجاورة بأكملها، يسعون إلى الاستيلاء على منطقة دونيتسك للسيطرة على كامل حوض التعدين في دونباس الذي استولى على جزء منه الانفصاليون المدعومون من موسكو.

كما تعرضت مدينة خاركيف شرق أوكرانيا لقصف روسي مجددا، ما تسبب بأضرار في مبان حكومية وسكنية. وقالت الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تنقل المزيد من الوحدات إلى لوغانسك، كما أكد مسؤولون أوكرانيون أمس أن القتال مشتعل على الحدود الشمالية بين منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إنه يحرز تقدما على الجبهة الجنوبية، ولا سيما في منطقتي خيرسون وزاباروجيا، حيث تمكن من قتل 38 جنديا روسيًّا، ودمر مستودعات للذخيرة والوقود.

من جهة أخرى، رفعت القوات الأوكرانية علمها اليوم على جزيرة الثعبان في البحر الأسود التي استعادتها من الروس قبل أسبوع، ونشرت وزارة الداخلية الأوكرانية صورة للمراسم على تويتر مع عبارة “المجد للجنود الأوكرانيين”.

وردت موسكو سريعا بالقول إن إحدى طائراتها الحربية قصفت الجزيرة بعد المراسم بفترة وجيزة، وقضت على عدد من العسكريين الأوكرانيين هناك.

وقالت إدارة إقليم أوديسا الأوكرانية إن ضربة صاروخية روسية استهدفت الجزيرة وتسببت في إلحاق أضرار كبيرة برصيف الميناء.

وافيد أن صاروخين استهدفا حقلاً زراعياً، ما أدى إلى تدمير 35 طناً من الحبوب في الجزيرة الواقعة في البحر الأسود، وفق السلطات الأوكرانية.

يشار إلى أن جزيرة “سنيك” أو الثعبان الصغيرة تعتبر منطقة استراتيجية في البحر الأسود، تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه، إذ يوفر موقعها الذي تبلغ مساحته هكتارات قليلة، منصة إطلاق خطيرة في كل مكان حولها، كما تسمح نظريا بضرب كل الساحل الأوكراني.

وتقع على مسافة نحو 50 كلم من مصب نهر الدانوب، أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم، وعلى مسافة حوالي 100 كلم من مدينة أوديسا.

كذلك، تقع على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي، و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.

وتوفر الجزيرة في أوقات السلم، نطاقا بحريا واسعا وتتمتع بثروات طبيعية خصوصا مواد نفطية. وكانت جزيرة الأفعى هذه تحولت إلى رمز للمقاومة الأوكرانية منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي، إذ هاجمها الروس للاستيلاء عليها.

سياسيا، هيمنت تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا على لقاءات وزراء خارجية مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، حيث شهدت عددا من اللقاءات الثنائية لوزراء خارجية “مجموعة العشرين” قبل بدء اجتماع قمتهم غدا، والذي سيأتي بعد عامين ونصف العام من وباء كورونا، ويبحث التعامل مع تحديات الطاقة والغذاء عالميا.

وقد خيمت الحرب الروسية في أوكرانيا على أجواء الاجتماع، في ظل تجاذبات الموقفين الروسي والصيني من جهة، ودعوة الخارجية الأميركية دول مجموعة العشرين إلى تبني موقف حاسم تجاه روسيا، بخصوص حربها على أوكرانيا، وقضية تصدير الحبوب الأوكرانية من جهة أخرى.

وتجمع القمة، لأول مرة منذ اندلاع الحرب، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء دول غربية وجهت الاتهامات لموسكو بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا؛ وقد استبعد وزيرا خارجية الولايات المتحدة وألمانيا اللقاء بلافروف خلال مشاركتهما في الاجتماعات.

وعلى هامش الاجتماعات، التقى وزير الخارجية الروسي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وقال بيان للخارجية الروسية إن لافروف انتقد خلاله الدعم الغربي لأوكرانيا. أما أوغلو فقال في تغريدة على تويتر إنه بحث مع لافروف الحرب في أوكرانيا والتطورات في سوريا.

كما عقد لافروف اجتماعا آخر مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث أطلعه على سير العملية العسكرية في أوكرانيا، بحسب بيان الخارجية الروسية.

من جانبه، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه يتوقع “مواجهة صعبة إلى حدّ ما” بسبب وجود لافروف في بالي، مضيفا “اختارت روسيا المشاركة في الوقت الذي تضع فيه نفسها في موقع انتهاك العديد من المبادئ الأساسية لمجموعة الدول العشرين، وهي التعاون والحوار ومعالجة الخلافات عبر الأساليب السلمية وليس بالقوة”.

وأوضح المصدر أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ونظراءها الأوروبيين لن يحرصوا على أن تجري الأمور وكأن شيئًا لم يكن خلال النقاشات، وأنهم سيردون على “الأكاذيب والرواية الروسية التي تسعى إلى نقل سبب الاضطرابات من العدوان إلى الرد الدولي، ولا سيما الأوروبي ومن مجموعة السبع، على هذا العدوان”.

وأكد الدبلوماسي الفرنسي أنه لن يصدر أي بيان مشترك في نهاية الاجتماعات بسبب مشاركة روسيا، وهو ما أفاد به مسؤول أميركي أيضا.

قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الخميس، إن تركيا سمحت للسفينة الروسية (جيبيك جولي) المحملة بحبوب أوكرانية “مسروقة” بمغادرة ميناء قره سو.

وأضافت “سيتم استدعاء السفير التركي لدى كييف إلى وزارة الخارجية الأوكرانية لتوضيح هذا الوضع غير المقبول”.

وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أوغلو بحث هاتفيا مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا التطورات في أوكرانيا وملف تصدير الحبوب، بما في ذلك السفينة الروسية.

وقبل أسبوع، قال السفير الأوكراني لدى أنقرة فاسيل بودنار إن “السفينة القادمة من ميناء بيرديانسك المحتلة دخلت ميناء قره سو التركي، وبناء على طلب المدعية العامة الأوكرانية، طلبنا من الجانب التركي اتخاذ الإجراءات اللازمة”.

على الرغم من الاتهامات الأوكرانية السابقة التي طالتها، والتحقيقات التركية بشأنها، يبدو أن السفينة الروسية “جيبيك جولي” ستعود حرة طليقة بعد احتجازها في ميناء تركي.

يذكر أن وثائق رسمية كانت أظهرت أن كييف طلبت من تركيا المساعدة في التحقيق بشأن ثلاث سفن ترفع العلم الروسي للتحقيق فيما تزعم أنها سرقة حبوب من أراضيها.

وجاء في الرسالة أن السفن أبحرت من محطة الحبوب الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول في أبريل ومايو. فيما طالبت أنقرة بالحصول على الوثائق الخاصة بشحنتها ووصولها إلى الموانئ التركية. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014. أما تلك السفن الثلاث فهي ناقلات بضائع صب جاف كبيرة- تدعى ميخائيل نيناشيف وماتروس بوزينيتش وماتروس كوشكا- وهي مملوكة لوحدة تابعة لشركة روسية مملوكة للدولة تخضع لعقوبات غربية، تسمى يونايتد شيب بيلدينج كوربوريشن، وفقا لقاعدة بيانات الشحن إيكواسيس.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة