اليوم الــ 139 للحرب: خطة اوكرانية لاستعادة خيرسون وزاباروجيا والروس لم يتقدموا في دونباس
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 139 للحرب، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف بوضع خطة مستعجلة بهدف استعادة المناطق المحتلة في الجنوب، في وقت شنت فيه القوات الأوكرانية هجمات مضادة باتجاه مناطق يسيطر عليها الروس في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا.
وأكد الرئيس الأوكراني أمس الأحد في رسالة عبر تطبيق تليغرام أن الجيش الأوكراني صامد، وأنه شنّ هجمات وصدّ أخرى في اتجاهات مختلفة.
وأكد الجيش الأوكراني أنه استعاد العديد من البلدات التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية في ريف مقاطعة خيرسون، وأن قواته باتت على مقربة من المدينة.
وبث الجيش الأوكراني صورا قال إنها لاستعادة قواته السيطرة على بلدة إيفانفكا في ريف خيرسون الشمالي بعد طرد القوات الروسية منها، مشيرا إلى أن الروس يشنون هجوما مضادا في المنطقة بهدف استعادة مناطق خسروها أخيرا.
كما قال المتحدث باسم قيادة الجنوب في الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية قصفت بالمدفعية مقر قيادة الحرس الروسي في خيرسون بجنوب أوكرانيا، وألحقت به أضرارا.
وبالإضافة إلى خيرسون وزاباروجيا، تخوض القوات الأوكرانية معارك مع القوات الروسية في أرياف مقاطعتي ميكولايف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق).
وفي التطورات الميدانية أيضا، أفادت الاستخبارات البريطانية اليوم الاثنين في تقييم دوري جديد بأن القوات الروسية تواصل قصفها في شمالي إقليم دونباس، من دون تحقيق تقدم كبير فيه. وقالت مصادر عسكرية أوكرانية إن القوات الأوكرانية قصفت 5 مستودعات أسلحة روسية في إقليم دونباس في الساعات الـ24 الماضية.وأضافت المصادر أن القوات الروسية قصفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ 16 بلدة في شمال غربي مدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك إقليم دونباس.
وفي الإطار نفسه، ذكر حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي أن الجيش الروسي نفذ هجمات صاروخية ومدفعية على مناطق مأهولة بالسكان على حدود مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك، في محاولة جديدة وصفها بالفاشلة للتقدم غرب مدينة ليسيتشانسك التي سيطر عليها الروس قبل نحو أسبوع.
وافادت مصادر عسكرية أوكرانية بأن القوات الروسية قصفتبالمدفعية خط المواجهة في دونيتسك.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن القضاء على نحو 550 عسكريا أوكرانيا خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الروسية في أوكرانيا خلال اليوم الماضي، وتحدثت عن تدمير مستودع يضم أكثر من 200 طن من الأنظمة الأجنبية المضادة للدبابات في منطقة خاركيف.
وفي خاركيف، قتل اليوم 3 أشخاص وأصيب 28 آخرون جراء قصف روسي على المدينة، وفقا للسلطات الأوكرانية. وسمع دوي انفجارات فجر اليوم في قلب مقاطعة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا)، في حين قالت السلطت في أوديسا (جنوب) إن المدينة تعرضت للقصف بواسطة 4 صواريخ روسية.
وفي تطور منفصل، قالت وكالة “إنترفاكس” الروسية الرسمية إن أندريه سيغوتا رئيس الإدارة المؤقتة لمدينة ميليتوبول الموالي لروسيا تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة. وتقع مدينة ميليتوبول في مقاطعة زاباروجيا.
وفي سياق متصل، قالت خدمات الطوارئ، إن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي الذي أصاب مبنى سكنياً من خمسة طوابق في شرق أوكرانيا في مطلع الأسبوع ارتفع إلى 26، وما زال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين تحت الأنقاض.
وتزامنت التطورات مع استلام وزارة الدفاع الأوكرانية شحنة أسلحة بريطانية بدأت في نشرها في خيرسون جنوبا وباخموت شرقا. وقالت الاستخبارات البريطانية إن القوات الأوكرانية تضغط على الجيش الروسي في خيرسون. وأضافت أن الجنود الروس في أوكرانيا يعانون من حالة إنهاك حربي.
من جهته، اعترف وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف بوقوع خسائر فادحة واستنزاف الجيش الأوكراني، وطالب شركاءه الغربيين بالمزيد من الأسلحة. وقال إن بلاده نجحت في استخدام قاذفات الصواريخ الأميركية بعيدة المدى التي تسلمتها كييف مؤخرا، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “وول ستريت جورنال” Wall Street Journal الأميركية. واضاف ريزنيكوف: “نحن بحاجة إلى تطوير وحداتنا واستبدالها وتعديلها، لأن لدينا خسائر فادحة. نريد المزيد من المدرعات، والمزيد من الأسلحة من شركائنا. نحتاج إلى إعادة تنظيم صفوفنا على بعض الجهات، وتحديث التحصينات والتخطيط لاستراتيجية عملياتية جديدة“.
وسجل قصف عنيف دون هجوم بري، حيث تحكم هذه المعادلة العسكرية الجبهات الميدانية شرق أوكرانيا، وتحديدا في دونيتسك التي تؤكد المؤشرات العسكرية أنها الوجهة المقبلة للقوات الروسية، لتكون بذلك حققت أول إنجاز ميداني مهم، بسيطرتها على كامل حوض دونباس الحيوي. لكن الخطة والحسابات على الورق غيرها على الأرض، خصوصا أن القوات الروسية تواجه هجوما مضادا من قبل الجيش الأوكراني، إضافة إلى تحصينات وأنفاق من شأنها إعاقة الهجوم وتأخيره، لا وقفه.
عامل آخر قد يلعب في غير صالح القوات الأوكرانية، يتمثل بالهجمات التي تُشن لوقف السلطات الأوكرانية من بيلاروسيا وجزيرة القرم، وأيضا عبر البحر الأسود رغم ابتعاد القطع البحرية الروسية خشية استهدافها بصواريخ أرض بحر، التي سلحت بها واشنطن أوكرانيا.
وتراهن كييف على حزمة مساعدات أميركية جديدة بقيمة 400 مليون دولار، قد تعزز حظوظ الصمود أمام روسيا، التي تؤكد أنها لم تلق بثقلها حتى الآن وأن الأمور الجدية لم تبدأ بعد، وفق ما أكد الرئيس فلاديمير بوتين نفسه.
في هذه الأثناء، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الحرب في أوكرانيا ليست حربا أوروبية، بل هي صراع دولي يهمّ العالم.
وفي أعقاب مشاركته في اجتماع مجموعة الـ20 في جزيرة بالي بإندونيسيا، صرح بوريل بأن أزمة الغذاء لم تتسبب بها العقوبات الغربية، ونفى أن يكون الاتحاد قد استهدف القطاع الزراعي الروسي، معتبرا أن ما سماها الحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا هي التي أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء بشكل كبير.
واتهم روسيا بغزو سلة خبز العالم وتحويل ممرات الشحن في البحر الأسود إلى منطقة حرب، قائلا إنها محاولة متعمدة لاستخدام الغذاء كسلاح بوجه أكثر البلدان ضعفا.
في المقابل، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أمس الأحد إنه كان بالإمكان تسوية الوضع في أوكرانيا بالطرق السلمية، لكنه رأى أن ذلك لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة وأولئك الساسة الذين يسيرون على نهجها.
وأشار فولودين في برنامج تلفزيوني إلى أن ما يحدث حاليا سببه أزمة النخب السياسية التي تعيشها أوروبا والتي افتعلتها واشنطن، حسب قوله.
وأعلن متحدث باسم الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا، اليوم الاثنين، إن أسلحة روسيا تتفوق على المدفعية الثقيلة التي لدى أوكرانيا بنحو ثمانية إلى واحد، مما يضع البلاد في موقف ضعف كبير.
وأضاف المتحدث داميان ماجرو أن تزويد الشركاء الغربيين لأوكرانيا بالمزيد من الأسلحة ضروري لتخطي تلك الفجوة. والفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا مؤلف من مقاتلين أجانب. وتابع قائلا إن أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة من طراز (إم142 هيمارس) التي قدمتها الولايات المتحدة لها تأثير في أرض المعركة. وأضاف “يمكننا أن نشهد النتائج بالفعل“.
وعبر عن قلقه بشأن مصير المقاتلين الأجانب في الأسر في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد والتي تدعمها روسيا في شرق أوكرانيا. وقال ماجرو “استغلال الأسرى لتحقيق أغراض بعينها يتسبب لنا في قلق بالغ“.
من جهة ثانية، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوما يقضي بتسريع إجراءات منح الجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا.
وقال بوتين للصحافيين: “نفكر في منح الجنسية بطريقة مبسطة إلى كل مواطني أوكرانيا، وليس فقط لمواطني جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”، الانفصاليتين الواقعتين في شرق أوكرانيا ولا تعترف بهما الأسرة الدولية.
من جهة ثانية، افاد الكرميلن أن الرئيسين الروسي والبيلاروسي ناقشا إمكانية اتّخاذ إجراءات مشتركة ضد ليتوانيا ردا على قيود “غير قانونية” فرضتها على عبور أراضيها والتي تؤثر على جيب كالينينغراد الروسي.
الى ذلك، قالت مسؤولة الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة، اليوم الاثنين، إن عدد الأوكرانيين الذين يعبرون إلى دول التكتل عاد إلى مستوياته قبل الحرب الروسية، وإن المزيد منهم سيتدفقون ذهابا وإيابا قبل بدء الدراسة.
الى ذلك، إتهمت أوكرانيا روسيا بمحاولة إتلاف محصولها من الحبوب، من خلال استهداف الحقول والمستودعات جنوب البلاد.
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية، اليوم الاثنين، إن صادرات الحبوب في الأيام السبعة الأولى من يوليو، الشهر الأول من موسم 2022-2023 الجديد، تراجعت 30% على أساس سنوي إلى 402 ألف طن.
وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب لأن مواني البلاد على البحر الأسود، التي تمثل طريقاً رئيسياً للشحن، مغلقة إلى حد بعيد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، وأثار مخاوف من حدوث شح في إفريقيا والشرق الأوسط.