في اليوم الــ 168 للحرب، أعلنت أوكرانيا سقوط ضحايا مدنيين في قصف روسي على مناطق قريبة من محطة زاباروجيا النووية.
وقال شهود عيان لرويترز اليوم إنهم سمعوا دويَّ ما لا يقل عن 12 انفجارا، وشاهدوا دخانا يتصاعد من جهة قاعدة جوية عسكرية روسية في نوفوفيدوريفكا غرب شبه جزيرة القرم.
وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان أنه خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، أوقع قصف روسي 3 قتلى مدنيين و23 مصابا في بلدة نيكوبول الجنوبية.
وقال فالنتين ريزنيشنكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك إن الروس أطلقوا أكثر من 120 صاروخًا على بلدة نيكوبول، حيث توجد محطة الطاقة النووية زاباروجيا، موضحا أن الهجوم تسبب أيضا في أضرار في المباني السكنية والمنشآت الصناعية.
ويستمر التوتر حول محطة زاباروجيا وهي أكبر محطة من نوعها في أوروبا، بعد أن تبادل الجانبان الاتهامات في مطلع هذا الأسبوع بتعريضها للخطر. وتخضع هذه المحطة التي يعمل بها أوكرانيون لسيطرة روسيا منذ مارس ـــ آذار.
وأعلن فلاديمير روغوف ممثل الإدارة الإقليمية في مقاطعة زاباروجيا بدء تطبيق القوانين الروسية في المقاطعة الأوكرانية الجنوبية، مشيرا إلى أنه تم رسم ما وصفه “بمسار إعادة الوحدة مع روسيا”.
وقال روغوف في تصريح لوكالة نوفوستي الروسية: “أراضي زاباروجيا غادرت أوكرانيا إلى الأبد، ولن تكون هناك عودة إلى الوراء.. لذلك أنصح نظام زيلينسكي بالتعود على هذا الآن، والبدء في إدراك وتحديد حدود منطقة زاباروجيا مع روسيا حصريا”.
الى ذلك، أكد ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، اليوم الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنظيم مهمة دولية إلى المحطة.
وأضاف في تغريدة في حسابه الرسمي على تويتر “مهتمون بأن يكون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصورة الأكثر اكتمالا وموضوعية للوضع هناك، خاصة في ضوء التأكيدات الغبية بأن الروس يقصفون أنفسهم في المحطة“.
من جهة ثانية، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمّرت مستودعا لتخزين صواريخ هيمارس الأميركية الصنع ومدافع هاوتزر إم 777 بالقرب من مدينة أومان في وسط أوكرانيا، مضيفة أن الضربة دمرت أكثر من 300 صاروخ.
ووردت أنباء عن قتال عنيف اليوم الثلاثاء في بلدات على الخطوط الأمامية بالقرب من مدينة دونيتسك شرق البلاد، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تشنّ هجمات أثناء محاولتها السيطرة على إقليم دونباس الصناعي.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك وهي إحدى منطقتين تشكلان دونباس، لـ “التلفزيون الأوكراني” إن “الوضع في المنطقة متوتر، والقصف مستمر على امتداد خط المواجهة… العدو يستخدم أيضا الضربات الجوية بشكل كبير”.
وأضاف كيريلينكو “لم يحرز العدو نجاحا. منطقة دونيتسك صامدة”. وأكد الجيش الأوكراني أنه صدَّ هجمات برية باتجاه مدينتي باخموت وأفديفكا، وقضى على وحدات استطلاع روسية، منها وحدات بالقرب من باخموت.
وفي الجانب الروسي، قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إن قواته سيطرت على مصنع لصالح موسكو على أطراف بلدة سوليدار الشرقية، بينما قالت قوات أخرى مدعومة من روسيا إنها بصدد السيطرة على قرية بيسكي الشديدة التحصين.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن مقاتلي مجموعة فاغنر تمترسوا بالقرب من مدينة باخموت.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن اندفاع روسيا نحو مدينة باخموت كان أنجح عملياتها في دونباس في الثلاثين يوما الماضية، مضيفة أنها لم تتقدم سوى نحو 10 كيلومترات فقط، وإن القوات الروسية في مناطق أخرى لم تتقدم سوى 3 كيلومترات خلال الفترة نفسها.
من جهته، أعلن وزير دفاع أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف، عن وصول 4 راجمات للصواريخ أميركية أخرى من طراز “هيمارس” إلى بلاده. وعبر الوزير الأوكراني عن شكره وامتنانه للرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الدفاع لويد أوستن على “تعزيز” القوات الأوكرانية.
يذكر أن حزمة مساعدات جديدة أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية، الاثنين الماضي، تشمل مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 550 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية.
وتشمل المساعدات في هذه الحزمة 75000 طلقة من عيار 155 ملم من ذخيرة المدفعية، إضافة لذخيرة إضافية لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة.
الى ذلك، أفاد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية امس الاثنين، بأن تقديراته تشير إلى أن ما يصل إلى 80 ألف روسي قتلوا أو جرحوا في أوكرانيا منذ بدأت الحرب أواخر شباط ـــ فبراير الماضي.
ورجّح مساعد وزير الدفاع الأميركي، كولين كاهل، أن تكون حصيلة القتلى الروس “70 أو 80 ألفا خلال أقل من 6 أشهر“.
كما أشار إلى أن القوات الروسية خسرت “ما بين 3000 إلى 4000” مدرعة، وأشار إلى احتمال معاناتهم من نقص في الصواريخ الموجّهة بدقة بما في ذلك صواريخ كروز، التي تطلق من الجو والبحر، بعدما أطلقوا العديد منها على أهداف أوكرانية منذ انطلاق الهجوم في 24 شباط ــــ فبراير.
وقال للصحافيين إن هذه الخسائر “لافتة للغاية على اعتبار أن الروس لم يحققوا أيا من أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية الحرب”. وأفاد بأن تراجع استخدام الروس للصواريخ الموجهة بدقة والبعيدة المدى يعد مؤشرا على أن مواردهم تراجعت لتصل إلى المستوى الذي يتعين على موسكو المحافظة عليه من باب الاحتياط لحالات “طوارئ” أخرى.
وأقر كاهل أيضا بأن الجانب الأوكراني تكبّد خسائر كبيرة في الأرواح، لكنه لم يقدّم أي أرقام. وقال: “يسقط قتلى لدى الجانبين. هذه الحرب هي النزاع التقليدي الأكثر شدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.
لكنه لفت إلى أن “الأوكرانيين يملكون ميّزات عديدة، لعل أهمها عزمهم على القتال“.
أمن جهة اخرى، علن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الثلاثاء، أنه إذا ما ظهر مصنع لمسيرات “بيرقدار” التركية في أوكرانيا فسيكون خاضعا للتدمير من قبل الجيش الروسي في إطار مهمة نزع سلاح الجارة الغربية.
كما قال إن “حقيقة إنشاء ذلك المصنع تضعه على الفور تحت بند نزع السلاح، لأنه لن يؤدي سوى إلى إطالة معاناة الأوكرانيين، ولن يساعد في تجنب ما يعد هدفا للعملية العسكرية الخاصة هناك”، وفق ما نقلته “روسيا اليوم”.
وكان السفير الأوكراني لدى أنقرة، فاسيلي بودنار، قد أعلن في وقت سابق، عن خطط لشركة “بايكار” التركية لبدء خطوط إنتاج مسيرات هجومية من طراز “بيرقدار” في أوكرانيا.
كما قال إن شركة بيرقدار قد أنشأت بالفعل شركة في أوكرانيا، وأن المصنع الذي ترددت شائعات أنه قيد الإنشاء قبل بداية العملية العسكرية الروسية في أواخر فبراير، لا يزال قيد التطوير.