اليوم الــ 182 للحرب: واشنطن تدعو مواطنيها لمغادرة كييف وزيلنيسكي يؤكد القرم جزء من أراضينا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 182 للحرب، دعت واشنطن مواطنيها في أوكرانيا للمغادرة فورا، في تحذير يعد الأول من نوعه منذ بدء الحرب في فبراير ــــ شباط الماضي، وسط توقعات باستهداف روسيا المباني المدنية والحكومية.
وجاء في بيان نشرته السفارة الأميركية لدى أوكرانيا على موقعها الإلكتروني، أوضحت الخارجية الأميركية أنها حصلت على معلومات تفيد بأن روسيا تكثف جهودها لشن ضربات ضد البنية التحتية المدنية، والمنشآت الحكومية في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الضربات الروسية في أوكرانيا تشكل تهديدًا مستمرًا للمدنيين، والبنية التحتية المدنية.
وحثت سفارة واشنطن لدى كييف مواطنيها على مغادرة أوكرانيا الآن باستخدام خيارات النقل البري المتاحة للقطاع الخاص، إذا كان ذلك آمنًا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر قبل أسبوع من أن روسيا قد تشن ما وصفها بهجمات “وحشية” خلال احتفال أوكرانيا بذكرى استقلالها. وتحيي أوكرانيا يوم الاستقلال يوم غد الذي يوافق مرور نصف عام على الحرب الروسية.
وتعهد الرئيس الأوكراني اليوم بأن يرفرف علم أوكرانيا على جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وشارك زيلينسكي في رفع العلم الأوكراني في النصب التذكاري في كييف للاحتفال باليوم الوطني اليوم الثلاثاء، قائلا إنه علم أوكرانيا الأزرق والأصفر سيرفرف مرة أخرى في المكان الذي يجب أن يكون فيه.
وأكد زيلينسكي أن محاولات تزوير التاريخ لن تنفع، وأن بلاده لن تعترف بأي أعلام أخرى فوق الأراضي الأوكرانية، وبينها القرم ودونيتسك ولوغانسك. وشدد خلال القمة المخصصة للقرم على أن شبه جزيرة القرم جزء من أراضي أوكرانيا، وأنه لن يقبل بغير استعادة السيطرة عليها كاملة.
وأضاف أنه يجب الفوز في الحرب على روسيا وتحرير القرم من الاحتلال الروسي؛ لأن ذلك سيعزز الأمن في أوروبا، حسب قوله. وأوضح أن كييف تواصل صرف المعاشات للمتقاعدين في القرم وتدرس كيفية استعادة الحياة الطبيعية فيها بعد طرد المحتل الروسي.
وتشارك نحو 60 دولة ومنظمة دولية في قمة منصة القرم الثانية التي انطلقت أعمالها اليوم الثلاثاء.
من جهة ثانية، نقل موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في الأخبار الدفاعية، عن مصادر حكومية وصناعية تركية، أن الحكومة التركية سلمت 50 مركبة مقاومة للألغام مستعملة للجيش الأوكراني.
ونقل الموقع، عن مسؤول حكومي القول إن تسليم المركبات “كيربي” المضادة للألغام والمحمية من الكمائن يأتي نتيجة لاتفاق حكومي، وليس صفقة بين أوكرانيا وشركة “بي إم سي” المصنعة للمركبات.
وقال المصدر الحكومي: “بموجب الاتفاق، سلمت وزارة الدفاع الوطني التركية دفعة أولية من 50 مركبة كيربي إلى أوكرانيا… وسيكون هناك المزيد من عمليات التسليم”. وقال مسؤول في الشركة للموقع إنه لا علاقة بين الشركة والاتفاق، وإن الحكومة التركية سلمت الدفعة من المركبات الموجودة ضمن مخزونها العسكري.
وخلال الحرب الأوكرانية سلمت أنقرة لكييف طائرات مسيرة من طراز بيرقدار كان لها أثر كبير في المعارك ضد القوات الروسية، وفق ما تعلن وزارة الدفاع الأوكرانية.
ميدانيا، أعلنت الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في خيرسون، مقتل شخصين وإصابة 16 آخرين جراء قصف أوكراني استهدف جسر أتونوفسكي قرب المدينة في جنوب أوكرانيا.
كما أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك أن شخصين قُتلا في قصف أوكراني على مركز المدينة، وقالت السلطات في المدينة إن القصف استهدف مبنى رئاسيا وأدى إلى اندلاع حريق فيه، مشيرة إلى أن القذائف طالت أيضا فندقا ومركزا تجاريا ومباني سكنية بالمدينة.
وأكد مكتب تمثيل المركز المشترك لمراقبة وتنسيق وقف إطلاق النار، في دونيتسك الشعبية، بأنه ” تم تسجيل إطلاق قذيفة من جانبالتشكيلات المسلحة لأوكرانياعلى المنطقة السكنية كراسنوغوروفكا مدينة دونيتسك (مقاطعة كيروف): أطلقت ثلاث قذائف من عيار 152 ملم.
وكشف عمدة دونيتسك أليكسي كوليمزين، عن قصف خطير لمنطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في وسط المدينة. ووفقا له، فقد سُجلت إصابة مباشرة بمبنى سكني في منطقة فوروشيلوفسكي، كما تعرضت منطقة مركز غرين بلازا للتسوق لإطلاق النار ووردت أنباء عن سقوط ثلاثة قتلى وستة جرحى.
وأوضحت السلطات أن القصف تم بواسطة مدفعية حصلت عليها أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي حسب اعتقادها.
بدورها، أعلنت قيادة منطقة الجنوب في القوات المسلحة الأوكرانية أنها دمرت مخازن ذخيرة ومواقع للدفاع الجوي الروسي في المناطق التي تحتلها جنوبي البلاد. كما هاجمت طائرات أوكرانية مواقع عسكرية في منطقة عمليات الجنوب.
في الجبهة الجنوبية أيضا، استهدف الجيش الروسي أوديسا ومناطق مختلفة من زاباروجيا ومقاطعة دنيبرو ومقاطعة ميكولايف.
أما على الجبهة الشرقية فقد واصلت القوات الروسية محاولاتها للتقدم على جبهة باخموت، كما قصفت بالصواريخ والمدفعية مدينة كراماتورسك في دونيتسك، بينما سقطت صواريخ روسية في خاركيف قرب الحدود مع روسيا.
الى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميجال، عن “أمل بلاده في الحصول على مزيد من الدعم الدولي لإعادة ما خلفته العملية العسكرية الروسية من دمار”، لافتا إلى أن “كييف تتوقع دعما ماليا إضافيا يتراوح بين 12 و16 مليار دولار من شركائها الأجانب بحلول نهاية العام الجاري؛ لمساعدتها في التعامل مع الواقع الجديد”.
وأوضح شميجال، في بيان، أن “أوكرانيا تمكنت من الحفاظ على استقرارها المالي بفضل المساعدات الخارجية التي وصلت بالفعل إلى 14 مليار دولار”، لكنه أشار إلى أن “كييف اضطرت لتوجيه أكثر من 40 بالمئة من إنفاق ميزانيتها، أي ما يعادل 11.51 مليار دولار، إلى الحاجات العسكرية”.