اليوم 214 للحرب: روسيا تعفي قائدا عسكريا وتمنح الجنسية للمقاتلين الأجانب
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 214 للحرب، أعلنت قناة “روسيا اليوم”، استبدال الجنرال المسؤول عن إمدادات الجيش بعد أن أظهرت هجومات على أوكرانيا ثغرات في هذا المجال.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “أُعفي جنرال الجيش دميتري بولغاكوف من مهامه كنائب لوزير الدفاع بسبب نقله إلى منصب آخر”.
وحل محل بولغاكوف، الجنرال ميخايل ميزينتسيف (60 عامًا)، الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني، وأصبح الآن نائب وزير الدفاع “المسؤول عن الإمدادات المادية والتقنية للقوات المسلحة”، بحسب المصدر نفسه.
وشغل ميزينتسيف عدة مناصب ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة. وفُرضت عليه عقوبات غربية لدوره في حصار مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية التي احتلتها القوات الروسية في أيار ــــ مايو.
ويأتي هذا التغيير المهم في هيئة الأركان العامة في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، تعبئة مئات الآلاف من الروس لدعم الهجوم في أوكرانيا. وتُشكّل التعبئة تحديًا تنظيميًا كبيرًا يتطلب استدعاء جنود الاحتياط لتجهيزهم وإرسالهم إلى مراكز تدريب ثم إلى الجبهة. غير أن الهجوم الروسي على أوكرانيا سلّط الضوء على صعوبات كثيرة في الإمدادات لدى الجانب الروسي، حيث أشار المحللون إلى أوجه القصور هذه كأحد الأسباب خلف الصعوبات التي واجهتها القوات الروسية منذ بداية عملية أوكرانيا.
من جهة ثانية، أفاد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع قانونا يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش لفترة لا تقل عن عام. كما وقع على مجموعة من التعديلات التشريعية فيما يتعلق بتحمل المسؤوليات عن “النهب” و”التقاعس عن المشاركة في الأعمال العسكرية” و”الاستسلام الطوعي”.
يـأتي هذا بينما أوقفت الشرطة الروسية أكثر من 700 شخص، اليوم السبت، خلال احتجاجات ضد تعبئة جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا بموجب مرسوم أصدره بوتين هذا الأسبوع، وفق ما أفادت منظمة غير حكومية.
وبحسب منظمة “أو في دي- انفو” الحقوقية، فقد تم “توقيف 707 أشخاص على الأقل في 32 مدينة” في أنحاء روسيا، نصفهم تقريبا في موسكو.
ميدانيا، قصفت القوات الأوكرانية مدينة دونيتسك حسب السلطات الانفصالية، فيما أعلنت سلطات دونيتسك الانفصالية عن مقتل شخصين خلال القصف الأوكراني على المدينة، وسط حذر المواطنين وعدم خروجهم إلى الشوارع تحسباً من مخاطر ا ميدانيا، وبعد نجاحه في تحقيق مكاسب في الجبهة الشرقية تلت هجومه المضاد على القوات الروسية، أعلن الجيش الأوكراني تحقيق تقدم في محور ليمان (شمال دونيتسك)، للمرة الأولى منذ مايو- أيار الماضي، بعد سيطرة الجيش الروسي على المنطقة.
وفي جبهة خاركيف، قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن القوات الروسية حاولت شن هجوم في منطقة كوبيانسك، لكنها تكبدت خسائر كبيرة وتراجعت.
في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا إن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم صاروخي أوكراني استهدف خيرسون.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 320 جنديا أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك. وأضافت الوزارة أن قواتها شنت هجمات على القوات الأوكرانية في زاباروجيا وميكولايف، وتصدت لهجمات صاروخية أوكرانية في مقاطعة خيرسون.
وقال الجيش البريطاني إن روسيا قصفت سداً على نهر دونيتس بصواريخ باليستية، مشيرة إلى أن روسيا ربما تقصف السدود لإغراق نقاط العبور العسكرية الأوكرانية.
وذكرت وزارة الدفاع في نشرة المخابرات اليومية أن الهجوم وقع في يومي 21 و22 أيلول- سبتمبر في أعقاب هجوم سابق استهدف سد كاراشونيفسكي على نهر كريفي ريه في وسط أوكرانيا في 15 سبتمبر، مضيفة أن القوات الأوكرانية تتقدم في اتجاه مصب النهرين.
يأتي ذلك فيما تصوّت مناطق خاضعة لسيطرة الكرملين في شرق وجنوب أوكرانيا، السبت، لليوم الثاني على ضمّها إلى روسيا، في استفتاء وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “صوري”.
من جانبه، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على إدانة ما أسماه “الاستفتاءات الزائفة” التي بدأت روسيا تنظيمها لضمّ مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأمة، امس الجمعة: “سيتفاعل العالم بشكل عادل تماما مع الاستفتاءات الزائفة – ستتم إدانتها بشكل قاطع”.
وتجري أربع مقاطعات في أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية كليا أو جزئيا، هي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، تصويتا على ضمها إلى روسيا.
وكان الكرملين أكد أنه في حال اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاءات، ستتبع ذلك إجراءات من جانب البرلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على أن هذه الإجراءات ستجري بشكل سريع.
من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن استهداف وحدات من اللواء 81 منقول جوا قرب مدينة كراماتورسك في جمهورية دونيتسك، أدى إلى مقتل ما يزيد عن 220 جنديا، كما تمت تصفية أكثر من 100 من المرتزقة الأجانب قرب مدينة سلافيانسك.
وفي منطقة زابوروجيا، قُتل أكثر من 190 مسلحا بضربات شنها الطيران الروسي على مواقع أوكرانية. وذكر كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية دمرت في الجو طائرة أوكرانية من طراز “ميغ-29” في منطقة نيكولايف وطائرتين من طراز “سو-25” في منطقة خيرسون وجمهورية دونيتسك.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية 19 طائرة بدون طيار خلال يوم، كما اعترضت 42 قذيفة من راجمات الصواريخ “هيمارس” و”أولخا”.
واليوم أعربت الخارجية الإيرانية عن أسفها لخفض أوكرانيا مستوى العلاقات الثنائية بسبب ما تردد عن إمداد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية. و”ناشد” المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني أوكرانيا “بالكف عن الخضوع لتأثير أطراف ثالثة تسعى لتدمير العلاقات بين البلدين”.
وكان زيلينسكي أعلن امس الجمعة، أنه حتى الآن تم إسقاط ثماني طائرات إيرانية مسيرة في الصراع. واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة، إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، وهو ما تنفيه طهران. وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في ساعة متأخرة من الليل “اليوم الجيش الروسي استخدم طائرات إيرانية مسيرة في هجماته. العالم سيعرف كل حالة تعاون مع الشر، وستكون لها عواقب مماثلة”.
وقالت السلطات العسكرية في جنوب أوكرانيا، إنها أسقطت أربع طائرات مسيرة من طراز شاهد -136 فوق البحر بالقرب من ميناء أوديسا، الجمعة.
ونقلت صحيفة “أوكرانسكا برافدا” عن القوات الجوية الأوكرانية قولها بشكل منفصل، إنها أسقطت لأول مرة طائرة من طراز مهاجر -6، وهي طائرة إيرانية مسيرة أكبر.
وجاء في بيان على موقع وزارة الخارجية الأوكرانية أن “تزويد روسيا بالأسلحة لشن حرب ضد أوكرانيا عمل عدائي يوجه ضربة خطيرة للعلاقات بين أوكرانيا وإيران”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه “عندما يشن عضو دائم بمجلس الأمن حربا غير مبررة وبلا سبب، ونددت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ فيجب تعليق تلك العضوية تلقائيا، من وجهة نظري”.
وقال في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن “استخدام حق النقض (فيتو) يجب أن يكون استثناء لكنه أصبح القاعدة، كما نرى، والمطلوب إصلاح ذلك وبشكل عاجل”.