اليوم 242 للحرب: القنبلة القذرة تثير التساؤلات والقوات الاميركية تتدرب بالقرب من الحدود الأوكرانية
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 242 للحرب، وبعدما أعرب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن مخاوفه من استفزازات أوكرانية محتملة من ضمنها استخدام “قنبلة قذرة”، جاء الرد من وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا على الفور واصفاً تلك التصريحات بالخطيرة.
وقال كوليبا اليوم، أن روسيا تكذب بشأن التخطيط لاستخدام كييف “قنبلة قذرة”، في إشارة إلى السلاح النووي المنخفض القوة، أو ربما احتمال ضرب سد مائي في خيرسون قد يغرق المدينة برمتها، من أجل إلقاء اللوم على القوات الروسية. ووصف اتهامات روسيا بشأن استخدام “القنبلة القذرة” بالخطيرة، مشيراً إلى أن روسيا تتهم الآخرين بما تنوي فعله، على حد قوله.
وجاءت تصريحات كوليبا بعدما حذرت وزارة الدفاع الروسية اليوم مما وصفتها “استفزازات كييف”. وأعرب وزير الدفاع سيرغي شويغو خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو، بحثا فيها الوضع في أوكرانيا، عن قناعته بأن السلطات الأوكرانية تميل بشكل ثابت نحو مزيد من التصعيد غير المنضبط، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك.
إلى ذلك، حذر شويغو في اتصالات منفصلة كذلك، مع نظيره البريطاني بين والاس، والتركي خلوصي آكار من أي استفزاز أوكراني، منبهاً ايضا من “القنبلة القذرة”.
من جهة ثانية، أدى القصف الروسي إلى نزوح غالبية سكان مدينة إربين في محيط كييف إلى أماكن أكثر أمناً داخل العاصمة، بسبب القصف الروسي المستمر على المنطقة.
وأسفر القصف عن أضرار مادية وانقطاع في التيار الكهربائي شبه المستمر، وإلى حدوث أضرار في المركبات بسبب الصواريخ.
وافاد مراسلون أن عدداً قليلاً من السكان بقوا في المنطقة، وأنهم يبحثون سبل خروجهم من المدينة.
وفي مواجهة هجوم محتمل للقوات الأوكرانية، أقيم خطا دفاع في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، وفق ما أعلنه حاكم المنطقة رومان ستاروفويت اليوم. مشيراً إلى أنه سيتم بناء خط دفاع ثالث بحلول 5 تشرين الثاني ـــــ نوفمبر. وأكد “نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم على أراضينا”.
وتقع مدينة كورسك على ضفاف نهر سييم ورافده توسكار وهي محور كبير لخطوط النقل البرية، وتبعد عن العاصمة موسكو مسافة 536 كم.
وكان حاكم منطقة بيلغورود الروسية (جنوب غرب البلاد) على الحدود مع أوكرانيا، أعلن أمس السبت، الشروع في بناء خط دفاع في منطقته. ونشر صور لعدة كتل خرسانية على شكل هرم وضعت على أطراف قرية.
جبهة خيرسون، تجددت المحاولات الأوكرانية لاختراق خطوط الدفاع الروسية في جبهة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، كما استمرت المعارك الضارية في الجبهة الشرقية، واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بتنفيذ ضربات واسعة النطاق ضد شبكات الطاقة.
وأمرت سلطات خيرسون الموالية لروسيا المدنيين بالمغادرة فورا، في ظل تواصل الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، وتقدم قوات كييف على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو باتجاه مدينة خيرسون الرئيسية. وقالت في بيان على تليغرام “نظرا للوضع المتوتر على الجبهة وزيادة خطر القصف المكثف للمدينة وخطر الهجمات الإرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة على الفور والعبور إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو”.
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن المحاولات الأوكرانية لاختراق خطوط الدفاع الروسية في المقاطعة لم تتوقف. وأضاف أن القوات الروسية تصدت لها بشكل كامل، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر “فادحة” في الأفراد والعتاد.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي اليوم الأحد أنه دمر مستودعا يحوي 100 ألف طن من الوقود للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من بلدة سميلا في مقاطعة تشركاسي (وسط أوكرانيا)، كما أعلن تدمير مستودعات أخرى للذخيرة وخزان لوقود الديزل للمركبات العسكرية الأوكرانية.
أما في الجبهة الشرقية، فقد تعرضت المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك لقصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات الأوكرانية.
وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في لوغانسك إن الجيش الأوكراني استهدف مناطق عدة، من بينها روبيجني، بصواريخ من طراز هيمارس الأميركية.
من ناحية أخرى، قطعت شركة الكهرباء الوطنية التغذية عن العاصمة كييف اليوم من أجل “تثبيت” إمدادات الكهرباء بعد ضربات روسية متكررة استهدفت منشآت الطاقة في أوكرانيا، وفقا لما أفادت به شركة خاصة.
وقالت شركة “دي تك” الأوكرانية الخاصة إن قطع الكهرباء اليوم “يهدف إلى تثبيت الإمدادات في كييف من أجل تجنب الحوادث”.
وأشارت في بيان على موقعها إلى أن الانقطاع لن يستمر أكثر من 4 ساعات، لكنها لم تستبعد أيضا استمراره فترة أطول “بسبب حجم الأضرار”.
ودعت الشركة مجددا السكان إلى الاقتصاد في استخدام الكهرباء، والشركات إلى الحدّ من استخدام الإضاءة في المساحات الخارجية.
وبينما يتصاعد التوتر بين روسيا والقوى الغربية، ألقت شبكة “سي بي إس نيوز” (CBS News) الأميركية الضوء على تدريبات جارية للقوات الأميركية على بعد 3 أميال تقريبا من حدود أوكرانيا.
وأشارت الشبكة إلى أن الولايات المتحدة نشرت جنود الفرقة 101 المحمولة جوا في أوروبا لأول مرة منذ نحو 80 عاما.
وأوضحت أن نحو 4700 جندي من هذه الفرقة -التي تعرف “بالنسور الصاخبة”- يتدربون في رومانيا حاليا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، على مسافة قريبة جدا من أوكرانيا.
وأكد عدد من كبار الضباط بالفرقة في حديث للشبكة الأميركية أنهم جاهزون دائما للقتال، وأنه في حال تصاعد الوضع أو شُن هجوم على الناتو فإنهم على استعداد تام لعبور الحدود إلى أوكرانيا.