اليوم 266 للحرب: زيلنيسكي لا يعرف ماذا حدث .. والقصف الروسي مستمر
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 266 للحرب، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم أنه “لا يعرف ماذا حدث” في بولندا حيث سقط صاروخ الثلاثاء ما أسفر عن مقتل شخصين، بعدما أكد أن القذيفة “روسية”.
وقال زيلينسكي في بيان للرئاسة الأوكرانية: “لا أعرف ماذا حدث. لا نعرف على وجه اليقين. العالم لا يعرف. لكنني متأكد من أنه صاروخ روسي ومتأكد كذلك من أننا أطلقنا النار من أنظمة للدفاع الجوي”.
وأضاف: “من المستحيل تأكيد أي شيء محدد اليوم، فقط بعد التحقيق سيكون من الممكن استخلاص النتائج بشأن مصدر إطلاق النار.
هذا واشتبكت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مع روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأربعاء بشأن المسؤولية عن الهجوم الصاروخي في بولندا. وقالت المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، للمجلس: “هذه المأساة لم تكن لتحدث لولا غزو روسيا الذي لا داعي له لأوكرانيا وهجماتها الصاروخية الأخيرة على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا”.
ورد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، متهماً أوكرانيا وبولندا بمحاولة “إثارة صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”.
وأشار إلى تصريحات الرئيس الأوكراني والمسؤولين البولنديين التي أشارت في البداية إلى أن روسيا مسؤولة عن الصاروخ.
وشكك الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم في تأكيدات زيلينسكي بأن الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية قبل يومين هو صاروخ روسي.
أما وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فحمل روسيا مسؤولية انفجار الصاروخ وقال لصحافيين، في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك: “أيا يكن الاستنتاج النهائي، نعرف الطرف المسؤول في نهاية المطاف عن هذه الحادثة المأسوية، إنه روسيا”.
من جهته، حمّل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي روسيا “المسؤولية الكاملة” عن سقوط الصاروخ في بولندا. وكتب في تغريدة: “نتشارك وجهة النظر القائلة إن روسيا تتحمّل المسؤولية الكاملة عن الرعب الذي تسببت به عبر إطلاق صواريخ وتداعياتها على أراضي أوكرانيا وبولندا ومولدافيا”.
وأشاد بـ”المساعدة الحيوية” الأميركية “في مجال الدفاع”. مذكّرا بضرورة “تسريع تسليم منظومات دفاعية مضادة للطائرات لأوكرانيا” في مواجهة تصاعد الضربات الصاروخية الروسية. ودعا كوليبا واشنطن إلى تقديم “باتريوت” الأميركية وهي أنظمة صواريخ أرض جوّ تستخدم خصوصا راداراً قوياً جداً.
ميدانيا، سُمع دوي انفجارات في عدة أجزاء من البلاد، بما في ذلك ميناء أوديسا الجنوبي والعاصمة كييف ومدينة دنيبرو في وسط البلاد، وتم حث المدنيين على الاحتماء مع إصدار تحذيرات من الغارات الجوية. ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع قتلى في الموجة الجديدة من الضربات الجوية.
وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال إن الأهداف شملت مصنع بيفدنماش الضخم للصواريخ في دنيبرو.
ونقلت وكالة “إنترفاكس- أوكرانيا للأنباء عنه قوله في مؤتمر “الصواريخ تحلق فوق كييف الآن. إنهم يقصفون منشآت إنتاج الغاز الخاصة بنا ويقصفون شركاتنا في دنيبرو وبيفدنماش الآن”.
وقالت الإدارة الإقليمية لمنطقة كييف إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين من طراز “شاهد” (من صنع إيراني) فوق العاصمة الأوكرانية، كما قال مسؤولون محليون إنه تم إسقاط صاروخين روسيين في سماء المدينة. ونقلت وكالة رويترز عن القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية أن قصفا روسيا استهدف مدينة أوديسا.
وفي دنيبرو، سمع دوي انفجارات عدة في المنطقة جراء قصف صاروخي روسي، وفق السلطات المحلية. وكانت السلطات أعلنت حالة التأهب الجوي في كييف ومناطق أخرى، بسبب وجود تهديد بإطلاق الصواريخ بالتزامن مع تحليق الطيران الروسي فوق بحر قزوين. ودعت مواطنيها إلى الاختباء في الملاجئ واتباع إرشاداتها للوقاية من أي هجوم صاروخي.
وفي التطورات الميدانية أيضا، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس زيلينسكي إن الروس يشنون هجمات متزامنة في دونيتسك بعد أن عززوا صفوفهم بقوات منسحبة من منطقة خيرسون. وأضاف أن المعارك تدور في باخموت وبافليفكا وماريانكا ووفولدار.
وتابع أنه تم توجيه جزء من القوات الروسية المنسحبة من خيرسون لشن هجمات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس، في حين أن جزءا آخر يتم توجيهه إلى زاباروجيا وربما إلى خاركيف.
من جهته، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليخ زدانوف إن القوات الأوكرانية صدت هجمات على مدينتي أفدييفكا وبيلوروفكا، مشيرا إلى أن القوات الروسية القادمة من خيرسون بدأت تنتشر في دونيتسك. وكانت قيادة الأركان الأوكرانية ذكرت أن قواتها صدت 9 محاولات تقدم روسية في منطقة دونيتسك خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي مقاطعة لوغانسك، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن 50 جنديا روسيا سقطوا بين قتيل وجريح في قصف استهدف تمركزا للقوات الروسية قرب بلدة “دينيز هينكو فو” في المقاطعة.
وفي سياق متصل، اتهم الكرملين اليوم أوكرانيا بتغيير مواقفها فيما يتعلق بإجراء محادثات سلام بين البلدين، وقال إنه لا يتصور الدخول في مفاوضات علنية معها ودعا واشنطن لدفع كييف نحو الدبلوماسية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة قادرة على أخذ مخاوف روسيا في الاعتبار ويمكن أن تشجع كييف على العودة إلى طاولة المفاوضات إذا أرادت ذلك.
وأضاف أن أوكرانيا غيرت موقفها فيما يتعلق بالرغبة في التفاوض مع موسكو عدة مرات خلال الصراع المستمر منذ 9 أشهر ولا يمكن التعويل عليها.
وقال بيسكوف للصحفيين إنهم يتفاوضون أولا، ثم يرفضون التفاوض، ثم يسنون قانونا يحظر أي نوع من المفاوضات، وبعدها يقولون إنهم يريدون المفاوضات، ولكن المفاوضات العلنية.
وتابع: “لذلك من الصعب تصور مفاوضات علنية… هناك شيء واحد مؤكد، هو أن الأوكرانيين لا يريدون أي مفاوضات”.
وقال بيسكوف إنه في ظل ذلك ستواصل موسكو ما تسميه “عملية عسكرية خاصة”، وإن الضربات الصاروخية على أهداف في أنحاء أوكرانيا كانت نتيجة عدم استعداد كييف للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
<
p style=”text-align: justify;”>من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة اليوم، أن وفدا تابعا لها سيزور أوكرانيا قبل نهاية العام الجاري، لإجراء تحريات حول وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان هناك. وقالت روزماري دي كارلو نائبة الأمين العام للمنظمة للشؤون السياسية، في كلمة بمجلس الأمن إن الأوكرانيين يتعرضون لأشد قصف منذ بداية الحرب. وأشارت إلى أن القانون الدولي يحظر شن هجمات تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية.