اليوم 286 للحرب: الهجوم على باخموت يتواصل وبوتين يؤكد خطر الحرب النووية يتزايد
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 286 للحرب، تواصل الهجوم الروسي على بلدة باخموت الإستراتيجية شرقي أوكرانيا، وسط أنباء عن تعليق القتال في الشتاء لإعادة تجميع صفوف القوات الروسية.
قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تركز هجومها على باخموت، ونفذت خلال الساعات الماضية 33 ضربة جوية و75 هجوما من أنظمة صاروخية على مواقع القوات الأوكرانية المنتشرة على طول خطوط التماس.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها نفذت خلال الساعات الماضية 26 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية، وأسقطت 17 طائرة مسيّرة روسية في عدد من خطوط التماس.
وأعلن حاكم مدينة سيفاستوبول أن القوات الروسية أسقطت أمس طائرتين مسيّرتين في البحر قرب المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم، كما أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا رومان ستاروفويت أن مسيّرة أوكرانية استهدفت مطار مدينة كورسك.
بدوره، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده لم تر نقلا لصواريخ إيرانية باليستية لاستخدامها في أوكرانيا، ولكنها على علم برغبة روسيا فيها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الحكومية الأوكرانية (نافتوغاز) أوليكسي تشيرنيشوف، اليوم إن الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا دمرت 350 من منشآت الغاز الطبيعي في البلاد، على الرغم من أنه من المقرر استعادة الإنتاج إلى حد كبير بحلول نهاية العام. وأضاف تشيرنيشوف خلال فعالية نظمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن خسارة الطاقة الإنتاجية للغاز بلغت حوالي 700 مليون دولار، متوقعا أن يكون الشتاء أصعب موسم على الإطلاق.
وذكر المسؤول الأوكراني، الذي تولى منصبه في أوائل نوفمبر ـــ تشرين الثاني الماضي، أن إخراج الشركة من وضع التخلف عن السداد من أولوياته.
من جهته، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “خطر نشوب حرب نووية آخذ في الازدياد، لكن روسيا تعتبر الأسلحة النووية أداة للرد فقط على تعرضها للهجوم”.
وأشار خلال اجتماع متلفز، الى أن “روسيا نشرت ما يقرب من نصف الرجال الذين تم تجنيدهم خلال التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط أي نحو 150 ألف جندي في أوكرانيا”. ولفت الى أن “من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفًا في منطقة العمليات”، موضحا أن “77 ألفًا منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال”.
وتعليقا على مشاكل المياه في دونيتسك، قال بوتين أن “قطع القوات الأوكرانية المياه عن مدينة دونيتسك التي يعيش فيها مليون شخص إبادة جماعية، وعموما هذه الخطوة استمرار للإبادة الجماعية التي تمارسها كييف ضد إقليم دونباس الذي عاد إلى روسيا”.
وتتفاقم أزمة المياه في جمهورية دونيتسك جراء استهداف القوات الأوكرانية المستمر للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع كلي للمياه عن الجمهورية.
اما الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، فأشار الى أن “ستة مدنيين على الأقل قُتلوا، وأصيب خمسة آخرون في قصف روسي لمدينة كوراخوفي التي تبعد 50 كلم غرب دونتيسك في شرق اوكرانيا”.
ولفت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الى أن “الارهابيين هاجموا مدينة خوراكوفي المسالمة، وتعرضت سوق ومحطة حافلات ومحطات وقود ومبان سكنية لضربات، واصفا القوات الروسية بأنها “غير إنسانية”.
في وقت سابق، أعلن الجيش الأوكراني “مقتل 3 مدنيين وجرح 7 في قصف روسي على مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد”.
من جهة اخرى، اكدت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك، سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء قصف أوكراني على منطقة كييفسي.
من جهة أخرى، وبعدما أقر المشرعون الأميركيون، أمس الثلاثاء، مشروع قانون للمساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين (الرئاسة الروسية) ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إن “الوثيقة التي جرى إقرارها ذات طبيعة تصادمية للغاية فيما يتعلق ببلدنا”. ومن المتوقع أن يقر مجلسا الشيوخ والنواب الأميركيان المشروع هذا الشهر، قبل إرساله للبيت الأبيض ليوقع عليه الرئيس جو بايدن ويصبح قانونا، وهو يتيح زيادة قدرها 500 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عما طلبه بايدن في وقت سابق.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده مستعدة للحديث بشأن تسوية الوضع في أوكرانيا، إذا كان هناك أي مقترح جاد لذلك. وأضاف أن “الدول الأوروبية أصبحت غير قادرة على حماية مصالحها، وأن موسكو اقترحت توقيع اتفاقية بشأن الأمن الأوروبي، لكن ذلك رفض بشكل غير لائق”.
واتهم دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتراجع عن وعود سابقة قدمت لروسيا بعدم التوسع شرقا، معتبرا أن “التوسع يبقى العامل الرئيسي في علاقة الحلف بروسيا وغيرها من الدول”.
وقال لافروف: “مسؤولو وممثلو دول الناتو، خصوصا الولايات المتحدة كدولة تقود الحلف، يرفضون دون خجل كما تذكرون، الاعتراف بأنها وعدت كلا من غورباتشوف ويلتسين (هما رئيسا روسيا السابقان ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين) بعدم التوسع شرقا، رغم وجود أدلة كثيرة تؤكد على أنهم يكذبون”.
في المقابل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، في حدث نظمته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية: “ما نراه الآن هو أن روسيا تحاول فرض نوع من تعليق هذه الحرب، لفترة قصيرة على الأقل، حتى تتمكن من إعادة تجميع صفوفها واستردادها وتعافيها ثم محاولة شن هجوم كبير أوسع في الربيع المقبل”.
وأضاف: “أن أعضاء الناتو يواصلون إمدادهم “غير المسبوق” لأوكرانيا بالأسلحة ودعمها، رغم المخاوف من احتمال نفاد المخزونات الغربية”.
وأشار ستولتنبرغ إلى “إضافة أنظمة جديدة لا تقل أهمية عن ضمان عمل الأنظمة أو الأسلحة التي قمنا بتسليمها بالفعل.. هذا يعني أنهم بحاجة إلى كمية كبيرة من الذخيرة وقطع الغيار والصيانة”.
وقال إنه “لا يملك معلومات عن هجمات مزعومة لمسيّرات أوكرانية على قواعد جوية في روسيا”، بعد أن أكد الأميركيون أنهم “لم يسمحوا ولم يشجعوا” على مثل هذه الهجمات”.
واعتبر الأمين العام أن شروط الحل السلمي للنزاع “غير متوافرة لأن روسيا لم تُظهر أي إشارة على التزامها بالمفاوضات التي تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.