اليوم 371 للحرب: باخموت محاصرة والقوات الاوكرانية تنسحب
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 371 للحرب، أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين، اليوم أن باخموت الأوكرانية باتت “محاصرة عملياً” ودعا الرئيس الأوكراني لسحب قواته من المدينة. وقال إن القوات الأوكرانية بدأت الجمعة في تدمير الجسور داخل مدينة باخموت والمناطق المحيطة بها.
وأورد موقع ريبار العسكري الروسي أن قوات فاغنر تقترب من قطع آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في هذه المدينة الإستراتيجية. وأضاف الموقع أن وحدات فاغنر وصلت إلى الطريق الرابط بين باخموت وقرية تشاسوف يار بعد تراجع القوات الأوكرانية.
وقال موقع “ريبار” إن معارك عنيفة تدور في حي إليينوفكا، مضيفا أن قوات فاغنر تضغط على القوات الأوكرانية تدريجيا نحو مركز المدينة، بعد أن سيطرت على بنايات سكنية قرب مصنع أرتيوموفسك.
ومن ناحية أخرى، قالت وكالة سبوتنيك الروسية إن قائد القوات الأوكرانية المدافعة عن باخموت تلقى أمرا بمغادرة المدينة على الفور.
من جهتها، أيدت مصادر عسكرية أوكرانية خبر تقدم مليشيا فاغنر الجزئي نحو قرية خروموفا على المحور الشمالي للمدينة، لكنها قالت إن الأخيرة -التي يمر منها آخر الطرق الموصلة إلى باخموت- ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية. وأشارت المصادر الأوكرانية إلى أن المعارك الضارية مستمرة على المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.
وفي الجانب الأوكراني، قال وزير الدفاع إنه متأكد من إمكانية توفير نوعين أو 3 أنواع من الطائرات المقاتلة الفترة المقبلة. وشدد ريزنيكوف في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية رفض بلاده التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أن هذا لن يحدث أبدًا.
وقلل الوزير من التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، قائلا إن موسكو تلقت إشارة واضحة من الصين والهند بشأن الأسلحة النووية، وإن استخدامها “لن يمنحهم ما يريدون”.
وفي موسكو، قالت الخارجية الروسية إن التحقيق مستمر في هجوم بريانسك، وإن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب. وأضافت الوزارة في بيان أن عمليات القتل في مقاطعة بريانسك ارتكبت بأسلحة تابعة لحلف الناتو.
في المقابل، قال مستشار الرئيس الأوكراني إن بلاده لا علاقة لها بما أسماها الصراعات الداخلية في روسيا. وتحدث عن انفجارات في منشآت روسية “حساسة”، مضيفا أن هجمات المسيرات وصراعات العصابات نتيجة لفقدان النظام الروسي للسيطرة على بلاده، على حد قوله.
بدورها نقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تستضيف تدريبات لعسكريين أوكرانيين على التخطيط في الحروب، في قاعدة أميركية بألمانيا، وذلك لمساعدتهم على التفكير في القرارات المقبلة في ميدان المعركة قبل المرحلة التالية لحرب روسيا على أوكرانيا.
وأضاف المسؤولون أن التدريبات التي تستمر عدة أيام تجري في منشأة للمناورات الحربية في قاعدة للجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا، زارها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي الخميس.
من جانبه، كشف كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فيكتور نازاروف أن الحلفاء الغربيين لبلاده دربوا 50 ألف جندي أوكراني حتى الآن. وأضاف نازاروف في مقابلة مع صحيفة ديرشبيغل الألمانية أن الحديث عن المفاوضات يمكن أن يكون في حال استعادة جيش بلاده بعض المناطق التي تحتلها روسيا، مؤكدا أن الجيش الأوكراني لن يخسر مزيدا من الأراضي وسيتحرك من أجل استعادة ما خسره سابقا. وأشار إلى أن الجيش الأوكراني حاليا تغير كثيرا مقارنة بما كان عليه عام 2014، فقد ابتعد عن أساليب الحرب السوفياتية وحقق عمليا الكثير من معايير حلف الناتو. كما أكد نازاروف أن الذخيرة الغربية قوية وفعالة، لكنها أقل بكثير من احتياجات الجيش الأوكراني.
وفي سياق متصل، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي إن بلاده ستعلن عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تشمل بشكل أساسي ذخيرة لأنظمة يمتلكها الأوكرانيون، وعلى رأسها أنظمة هيمارس الصاروخية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن قيمة حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 400 مليون دولار.
بدورها، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها أضافت 37 كيانا صينيا وروسيا إلى القائمة السوداء للتجارة، بسبب أنشطة تشمل تقديم مساهمات للجيش الروسي ودعم الجيش الصيني وتسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار والصين أو الانخراطِ فيها. وقالت ثيا كيندلر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، في بيان، إن إدارة الرئيس بايدن تضيف الكيانات التي تمثل مصدر قلق يتعلق بالأمن القومي أو السياسة الخارجية لضمان التمكن من التدقيق في معاملاتها.
من جانبه، قال المستشار الألماني إن بلاده قدمت، في السنة الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، أكثر من 14 مليار يورو.
وأضاف شولتز في خطاب أمام البرلمان الألماني “بوندستاغ” بمناسبة مرور عام على الحرب أن بلاده ستزود كييف بدبابات “ليوبارد” وغيرها من الأسلحة.كما دعا شولتز الص ين لاستخدام نفوذها -لدى موسكو- من أجل سحب روسيا قواتها من أوكرانيا.
في المقابل، اتهمت الخارجية الروسية الدول الغربية بأنها “دفنت بلا خجل” اتفاقية “تصدير الحبوب” عبر البحر الأسود. وقالت الوزارة في بيان “علينا أن نعلن أن الاتفاقات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووقعت في إسطنبول يوم 22 يوليو ـــ تموز 2022، لا تعمل”.
وأشار إلى أن عدم الامتثال لجميع بنود صفقة الحبوب قد يؤدي إلى تعطيل عمل هذه الآلية، وسيصبح ذلك كارثة للبلدان المحتاجة إلى الغذاء.
من جهة اخرى وفي خطوة غريبة، طلبت ألمانيا من سويسرا بيعها دبابات ليوبارد 2 التي تصنعها أكبر الشركات الألمانية، متعهدة في الوقت عينه بعدم إرسالها إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد القوات الروسية.
أتى ذلك، بعد أن أعلنت الحكومة السويسرية في وقت سابق اليوم، أن برلين طلبت منها بيعها بعض الدبابات الموجودة بمخازنها من طراز ليوبارد 2 في اتفاق من شأنه السماح لألمانيا ودول أخرى بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع السويسرية، إن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، ووزير الاقتصاد روبرت هابك الألمانيين أبلغا وزيرة الدفاع السويسرية فيولا أمهيرد بالمشروع في رسالة يعود تاريخها إلى 23 فبراير الماضي.
كما طلب السياسيان الألمانيان من نظيريهما السويسريين، الموافقة على البيع مع تقديم تطمينات بأن الدبابات لن تُنقل إلى أوكرانيا نفسها.
فيما أوضح متحدث باسم وزارة الدفاع السويسرية لرويترز، أن نقاشات حول هذه المسألة تجري حاليا في البرلمان.
يذكر أنه يُحظر على سويسرا إرسال الأسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا بسبب قوانينها المتعلقة بالحياد السياسي وحظر أسلحة منفصل.
هذا وحذرت روسيا، الجمعة، من أن إرسال شحنات أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى “إطالة” أمد النزاع.
<
p style=”text-align: justify;”>وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “نلاحظ أن الولايات المتحدة تواصل سياستها الهادفة لزيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا”، مضيفاً أن عمليات التسليم “لن يكون لها تأثير حاسم على نتيجة الهجوم (في أوكرانيا) لكن من الواضح أنها ستطيل أمد هذا النزاع، وستكون لها تداعيات مؤسفة على الشعب الأوكراني”. وأردف أن “ذلك يضع عبئاً كبيراً على اقتصاد تلك الدول، وله تأثير سلبي على رفاهية مواطنيها، بما في ذلك في ألمانيا”.