اليوم 384 للحرب: قصف عنيف غرب باخموت وكييف لن تنسحب

اليوم 384 للحرب: قصف عنيف غرب باخموت وكييف لن تنسحب

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

   في اليوم 384 للحرب، تصاعدت حدة القصف على بلدات ومدن غرب باخموت في وقت أقر فيه رئيس إقليم دونيتسك الموالي لروسيا دنيس بوشلين بأن الوضع في المدينة ما زال صعبا، وأن كييف لا تنوي سحب قواتها من المدينة.

وتحاول القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر الخاصة تطويق المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا والاستيلاء عليها منذ شهور، في حين تحولت إلى واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

وتقول روسيا، التي تشير إلى باخموت باسمها المعروف خلال الحقبة السوفياتية أرتيوموفسك، إن السيطرة على المدينة ستتيح لها شن مزيد من الهجمات بشكل أكثر توغلا في الأراضي الأوكرانية التي تقول إنها تقاتل من أجل “تحريرها”.

وقال بوشلين في مقابلة عبر التلفزيون الرسمي اليوم الخميس إن “الوضع في أرتيوموفسك لا يزال معقدا وصعبا، لا نرى أن هناك أي أساس لافتراض أن العدو سيسحب وحداته ببساطة”.

وقال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر إن قواته تسيطر عمليا على نصف المدينة، ولم يبق سوى مخرج واحد متاح لأوكرانيا.

في غضون ذلك، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صد أكثر من 70 هجوما على خطوط التماس في مناطق عدة، أبرزها باخموت وخاركيف، وأكدت أن القوات الروسية لا تتوقف عن محاولة الهجوم باتجاه مدينة باخموت، كما أعلنت هيئة الأركان إفشال هجومين في بلدتين شمال غربي المدينة.

ونشرت غرفة العمليات الأوكرانية مشاهد لمواجهات مباشرة بين القوات الأوكرانية في اللواء 67 وقوات تابعة لمليشيا فاغنر في إحدى المناطق شرقي أوكرانيا. ولم تحدد الغرفة موقع العمليات، مع العلم أن نشاط ميليشيا فاغنر يتركز حول مدينة باخموت التي تحاصرها من جهات عدة.

في الجانب الروسي، قالت وسائل إعلام إن مليشيا فاغنر وصلت إلى بلدة خروموفو شمال غربي باخموت الواقعة على طريق الإمداد الأخير للجيش الأوكراني بالمدينة.

وأضافت المصادر أن معارك عنيفة تدور في محيط البلدة، بعد سيطرة مليشيا فاغنر ناريا على الطريق الذي يمر من داخلها باتجاه مدينة تشاسوف يار المجاورة.

من ناحية أخرى، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن من المهم للغاية تزويد أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بذخائر جديدة، لتمكينها من الوقوف أمام “الغزو الروسي”.

وأضاف في خطاب أمام نواب البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) أن قمة الاتحاد الأوروبي ستحدد الخطوات الأولى لإصلاح الحزمة الجديدة التي سترسل إلى أوكرانيا.

وأكد المستشار الألماني أن بلاده “مستعدة لفتح مشاريعها للإمداد للدول الأعضاء الأخرى”، مشددا على أن القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا “ستواصل دعمها السياسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا ما دام ذلك ضروريا“.

وفي ألمانيا أيضا، قال المدير التنفيذي لشركة الدفاع الألمانية “راينميتال” إن الشركة يمكنها تلبية نحو 50% من احتياجات أوكرانيا من الذخيرة، وإنها تتوقع قرارا من برلين وكييف لإنشاء مصنع للدبابات في أوكرانيا خلال الشهرين المقبلين.

وتنتج راينميتال الذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية، فضلا عن دبابات ليوبارد القتالية التي قررت ألمانيا إرسالها إلى أوكرانيا، والتي تصنعها الشركة بالتعاون مع شركة “كراوس مافاي فيغمان“.

وكان المفوض الأوروبي للصناعة تييري بروتون أعلن مؤخرا أن أوروبا ستتحرك لزيادة إنتاجها من الذخائر الموجهة إلى أوكرانيا، بما يشمل “15 مصنعا في 11 بلدا من الاتحاد”.

وصرح لإذاعة “راديو مونت كارلو” الاثنين الماضي بأن “علينا التحرك بسرعة كبيرة، فالحرب المأساوية في أوكرانيا التي بدأها (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، بصدد التحول إلى حرب خنادق وجها لوجه، وثمة سباق بالطبع لإرسال أكبر قدر من الذخيرة من الجانبين”، مشيرا إلى أن الأوكرانيين “يعتمدون” على أوروبا لإمدادهم بالذخائر.

يأتي هذا، في حين ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تسحب ذخيرة من دول عدة لمساعدة كييف على الاستعداد لهجوم مضاد.

وتطالب كييف منذ أسابيع بمزيد من الذخيرة للدفاع عن نفسها في وجه روسيا، ويحذر الجيش الأوكراني باستمرار من نقص في القذائف من عيار 155 ملم للمدافع التي يستخدمها.

وأمس الأربعاء، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن حلفاء أوكرانيا تعهدوا بمساعدتها عسكريا بأكثر من 150 دبابة من طراز ليوبارد ألمانية الصنع. وأضاف أن أوكرانيا ستكون قادرة على تشكيل أكثر من 9 ألوية بفضل تلك الدبابات. وأرسلت بعض الدول الغربية بالفعل أولى دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، ووفقا لخبراء عسكريين ستساعد هذه الدبابات الحديثة الجيش الأوكراني في شن هجوم مضاد كبير متوقع خلال الربيع الحالي.

وفي إطار الدعم الغربي لأوكرانيا أيضا، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا اليوم أن وارسو ستنقل إلى أوكرانيا 4 مقاتلات سوفياتية التصميم من طراز “ميغ-29” (MiG-29) خلال الأيام المقبلة.

وقال دودا للصحفيين “في مرحلة أولى، سننقل خلال الأيام المقبلة.. 4 طائرات تعمل بشكل كامل لأوكرانيا“.

من جهته، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا وتعزيز الاحتواء على الجناح الشرقي لحلف الناتو، مشيرا إلى مواصلة التحليق في الأجواء الدولية، على الرغم من حادث المسيرة الأميركية في البحر الأسود.

وقال للصحافيين: “لقد أوضحنا عدة مرات أننا لا نبحث عن صراع مع روسيا. نعتزم مواصلة دعم أوكرانيا، وتعزيز تواجدنا وقدراتنا على الردع على الجانب الشرقي لحلف الناتو”.

كما أكد كيربي، أنه على الرغم من حادث المسيرة الأميركية في البحر الأسود، فإن سلاح الجو الأميركي سيواصل التحليق في الأجواء الدولية.

إلى ذلك، أكد البيت الأبيض، أن قرار بولندا إرسال مقاتلات ميغ-29 لأوكرانيا “لا يغير” الموقف الأميركي المعارض لإرسال طائرات أميركية الصنع إلى كييف.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن قرار بولندا “لا يغير حساباتنا فيما يتعلق بطائرات إف16” الأميركية الصنع، مضيفا أن الخطوة البولندية “لا تؤثر ولا تغير” ذلك.

من جانب آخر، أعلن كيربي أن محادثة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جينبينغ ستكون “أمرا جيدا جدا” مؤكدا ان الولايات المتحدة “تشجع” مثل هذا الاتصال.

وكانت الصين عرضت التوسط لإحلال السلام في أوكرانيا، عبر مقترح من 12 بنداً أعلنت عنه قبل أسابيع، في جهود شكك بها الغرب بسبب دعمها السابق لموسكو.

يشار إلى أن إجراء محادثة مباشرة بين الرئيس الصيني وزيلينسكي، إذا تمت ستعتبر بمثابة خطوة أولى مهمة في جهود بكين للعب دور “صانع السلام” في أوكرانيا. كما أنها ستعزز موقعها كوسيط قوي عالمياً، لاسيما بعد أن سهلت اختراقا دبلوماسيا مهماً بين السعودية وإيران الأسبوع الماضي.

 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة