اليوم 403 للحرب: زيلنيسكي يلمح لانسحاب قواته من باخموت وروسيا تنشر سفنها

اليوم 403 للحرب: زيلنيسكي يلمح لانسحاب قواته من باخموت وروسيا تنشر سفنها

 السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

   في اليوم 403 للحرب، وبعد ارتفاع الخسائر في باخموت شرق أوكرانيا، عقب أسابيع من المعارك الدامية بين القوات الروسية والأوكرانية ودون معلومات واضحة عما يجري على أرض المعركة، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع في الخطوط الأمامية من المدينة، مؤكدا على أن الأولوية هناك تأتي للحفاظ على أرواح الجنود، وملمحا لإمكانية حدوث انسحاب قريب.

ولا يزال الغموض يلف مصير المدينة الإستراتيجية باخموت، إذ قالت القوات الأوكرانية إنها وسعت نطاق استخدام الطائرات المسيّرة لكشف مواقع تمركز القوات الروسية وقصفها. كما اتسع دور وحدة القنص في القوات الخاصة الأوكرانية، بعد أن أصبحت المعارك تدور في شوارع المدينة التي يصفها مسؤولون أوكرانيون بأنها جبهة استنزاف مؤلمة لروسيا.

وقال زيلنيسكي من العاصمة البولندية اليوم، أن قرار الانسحاب سيأتي في حال زادت المعارك تعقيدا.

وفي وقت واصل وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعاتهم اليوم  في بروكسل، لبحث التقارب الروسي الصيني وعلاقته بحرب أوكرانيا. قالت القيادة الجنوبية الأوكرانية إن روسيا نشرت سفنا إضافية في البحر الأسود، نقلت صحيفة “كييف إندبندنت” عنها أنه “يوجد حاليا 15 سفينة، بما في ذلك 6 حاملات صواريخ”.

وتطلق البحرية الروسية الصواريخ من أسطولها في البحر الأسود صوب مناطق داخل أوكرانيا لاستهداف البنية التحتية أساسا ومنشآت توليد الطاقة. ويتمركز أسطول روسيا في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو منذ عام 2014 رغم رفض كييف وعدم اعتراف دولي.

من جهة أخرى، نقلت وكالة “نوفوستي” أن مسيرة أوكرانية سقطت على مقربة من محطة زاباروجيا النووية.

وأضافت نقلا عن قائد عسكري روسي يعمل ضمن فريق الحماية في المحطة أن هذه المسيرة كان يمكن أن تسقط فوق المحطة وتشكل تهديدا لأمنها، مشيرا إلى أن المسيرة بولندية الصنع وبمقدورها توجيه ضربات وقصف منشآت.

وتأتي هذه التطورات في وقت وصل فيه زيلينسكي إلى وارسو، حيث يجري محادثات مع كبار المسؤولين البولنديين.

واستقبلت بولندا حوالي 1.6 مليون لاجئ حرب من أوكرانيا المجاورة، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما تعد وارسو داعما أساسيا لكييف خلال الحرب بتقديمها أسلحة ومعدات عسكرية وحثها الأوروبيين لتقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تواصلت فيه ردود الفعل بشأن انضمام فنلندا إلى الناتو، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية إن “انضمام دول أوروبا الشمالية إلى الناتو ينهي عصر الأمن في المنطقة”.

وانضمت فنلندا بشكل رسمي أمس الثلاثاء إلى حلف الناتو، وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن فنلندا أصبحت دولة كاملة العضوية في الحلف، وستشارك في جميع اجتماعاته، وأضاف أن هذه الخطوة ستجعل حلف الناتو أقوى.

بدوره، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، إن عضوية بلاده في الناتو لا تستهدف أحدا، مؤكدا أن بلاده ستقوم بدور مهم لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

في غضون ذلك، واصل وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو لليوم الثاني اجتماعاتهم بحضور فنلندا، العضو المنضم حديثا للحلف.

وأصبحت الدولة الإسكندنافية العضو الـ31 الذي ينضم إلى الناتو بعد التقدم في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عام. ويستضيف حلفاء الناتو ممثلين من أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية في مقر الحلف في بروكسل لمناقشة علاقة الصين بالحرب.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قبل الاجتماع، إنه في أعقاب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، سيناقش الحلفاء “تقارب الصين المتزايد مع روسيا وإضافة إلى المخاوف من أن الصين تفكر في تزويد روسيا بالأسلحة وموقف بكين تجاه تايوان، سيناقش أعضاء الناتو وحلفاؤه تأثير حرب أوكرانيا على منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وقال ستولتنبرغ “ما يحدث في أوروبا مهم لمنطقة المحيطين الهندي والهادي ولآسيا. وما يحدث في آسيا مهم لأوروبا”. وقال إن “الحرب في أوكرانيا توضح ذلك حقا بكل تداعياتها العالمية”.

كما تتواصل الاجتماعات اليوم بحضور السويد التي تتطلع إلى إزالة آخر العقبات التي تحول دون انضمامها إلى الحلف والمتمثلة في التحفظ التركي والمجري.

في هذا الوقت، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إلى بكين في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يبحث خلالها الحرب في أوكرانيا وسبل إحياء الحوار والترويج للسلام.

وقد التقى الرئيس الفرنسي مع مجموعة من الجالية الفرنسية قبل أن يجري محادثات اليوم مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وسينتقل الجمعة إلى كانتون في جنوب الصين.

ورأى ماكرون أنه يمكن لبكين أن “تلعب دورا رئيسيا” لإيجاد “طريق يؤدي إلى السلام” في أوكرانيا. وقال أمام الجالية الفرنسية إن بكين “اقترحت خطة سلام (..) وتظهر بذلك إرادة لتولي مسؤولية ومحاولة شق طريق يؤدي إلى السلام”.

وقبيل توجهه إلى الصين، أجرى الرئيس الفرنسي محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أعربا خلالها عن أملهما بأن “تنخرط الصين معنا في جهود مشتركة لتسريع وضع حد للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام”، وفق مسؤولين فرنسيين.

من جهتها، ردّت الصين على تحذيرات أطلقها ستولتنبرغ من عواقب وخيمة إذا قدّمت مساعدة عسكرية لروسيا في حربها بأوكرانيا، مؤكدة أنها لم تكن إلى جانب موسكو في حربها، لكنه تفهّمت وجهة النظر الروسية.

وجاء التعليق الصيني على الهواجس الغربية في صحيفة “نيويورك تايمز” على لسان السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي فو تسونغ، الذي اتهم وزير الخارجية الأميركي بنشر الأكاذيب عبر الإعلام، بادعائه أن الصين تدرس تزويد روسيا بالأسلحة الفتاكة، مؤكدا أن بلاده لن تقدم أسلحة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا الآن أو في المستقبل. وأوضح أن بكين لم تُدن الغزو الروسي لأوكرانيا، لأنها تفهمت وجهة نظر روسيا بشأن الحرب الدفاعية ضد زحف الناتو، وأكّد أن الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا أكثر تعقيدًا مما يقول القادة الغربيون.

ودعا الاتحاد الأوروبي لأن يصوغ سياسة أكثر تماسكا بشأن العلاقة مع بكين، بدلا من اتباع نهج واشنطن.

في غضون ذلك، اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتّحاد الأوروبي بـ”إشعال فتيل مواجهة جيوسياسية” مع روسيا، وذلك لدى تسلّمه أوراق اعتماد سفير الاتحاد الجديد في موسكو، الدبلوماسي الفرنسي رولان غالاراغ.

وقال بوتين في خطاب بالكرملين إنّ “الاتّحاد الأوروبي أشعل فتيل مواجهة جيوسياسية مع روسيا”، معربا عن أسفه لأنّ العلاقات بين موسكو وبروكسل “تدهورت بشكل حادّ في السنوات الأخيرة”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة