هجمات أوكرانية لاختراق دفاعات باخموت سقوط 4 طائرات روسية بيد الروس
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
بحسب وزارة الدفاع الروسية، بذلت القوات الأوكرانية محاولات كبيرة لاختراق دفاعاتها في مدينة باخموت، كما أعلنت موسكو مقتل قائدين عسكريين على الجبهة، وذلك مع استمرار تزايد الضغط على قواتها.
وقالت الوزارة في بيان اليوم إن أوكرانيا شنت هجمات على شمال المدينة وجنوبها خلال الـ24 ساعة الماضية، لكنها لم تنجح في اختراق الدفاعات الروسية. وأضافت أنها صدت جميع هجمات وحدات القوات المسلحة الأوكرانية.
كما أعلنت موسكو مقتل قائدين عسكريين على الجبهة بأوكرانيا، في إعلان نادر من قبل القيادة العسكرية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل نحو 15 شهرا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف في مؤتمر صحافي إن القائدين فياتشيسلاف ماكاروف ويفغيني بروفكو سقطا في القتال في أوكرانيا.
وأوضح أن ماكاروف، قائد اللواء الرابع للبنادق الآلية، تصدى مع عناصره لـ”هجومين للعدو” قبل إصابته بجروح خطيرة، ومات في أثناء إجلائه من ساحة المعركة. في حين قضى بروفكو، نائب قائد فيلق الجيش “المسؤول عن العمل العسكري والسياسي”، على الجبهة بعد إصابته بشظايا.
ويُعدّ هذا الإعلان من الجيش الروسي نادرا، ويعكس احتدام القتال في الأيام الأخيرة، في وقت تقول فيه موسكو إنها صدت هجوما أوكرانيا على جبهة بطول 95 كيلومترا شرقي أوكرانيا.
كذلك أكدت وزارة الدفاع أنها أصابت مواقع في تيرنوبيل (غرب) وبيتروبافليفكا (وسط شرق) في أوكرانيا، حيث تخزن أسلحة غربية -بصورة خاصة- تم تسليمها إلى كييف.
وأوضح كوناشنكوف أن الجيش الروسي “نفذ ضربة بأسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى وعالية الدقة على (مواقع) القوات المسلحة الأوكرانية وعلى مستودعات ذخيرة وأسلحة ومعدات عسكرية تسلمتها من دول غربية” مؤكدا “إصابة جميع الأهداف“.
من جهة أخرى، كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن أن القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا أصبحت “ضعيفة التدريب وذات معدات قديمة”.
وقالت في تقريرها اليومي إن “القوات الروسية في الغالب تضم جنود احتياط مدربين تدريبا ضعيفا، وتعتمد بشكل متزايد على المعدات القديمة، مع وجود عديد من الوحدات شديدة الضعف”.
وجاء في التقرير أن القوات الروسية التي تقاتل حاليا في أوكرانيا تقوم بشكل روتيني فقط بعمليات بسيطة للغاية تعتمد على المشاة.
وفي السابق، كانت القوات الروسية تضم جنودا محترفين ومجهزين إلى حد كبير بمركبات حديثة، ويقومون بمهامهم العسكرية بانتظام، حسب التقرير نفسه.
من جهتها أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إنها اعترضت ودمرت ثلاثة صواريخ و25 طائرة مسيرة خلال الليل، في أحدث هجوم جوي تتعرض لها أوكرانيا منذ بداية الشهر. وقالت القوات الجوية في بيان إن روسيا “هاجمت أوكرانيا من اتجاهات مختلفة بطائرات شاهد المسيرة الهجومية وصواريخ كاليبر من سفن في البحر الأسود (و) صواريخ كروز من طائرات استراتيجية من طراز تو-95“.
وذكر مسؤول كبير في الرئاسة الأوكرانية عبر تيليغرام أن شخصين على الأقل أصيبا في منطقة ترنوبيل غرب البلاد.
في وقت مبكر من اليوم الأحد، دوت صفارات الإنذار الجوي في العاصمة الأوكرانية كييف، ومقاطعات أوكرانية أخرى، معلنة حالة التأهب لغارات جوية في عموم أوكرانيا.
وبحسب بيانات الخريطة الإلكترونية لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية، سمع دوي صفارات الإنذار الجوي في مدينة كييف، و12 مقاطعة أوكرانية أخرى، معلنة حالة التأهب لغارات جوية في عموم البلاد.
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بسماع دوي انفجارات في مقاطعة سومي بأوكرانيا وخيرسون في الجزء الذي تسيطر عليه كييف.
وأمس السبت، أكد عدد من وسائل الإعلام الأوكرانية وقوع انفجارات في مقاطعة تشيرنوبيل في أوكرانيا ومركزها الإداري في مدينة تشيرنوبيل. بالتوازي مع إعلان رئيس مجلس تشيرنوبيل الإقليمي، ميخائيل غولوفكو، عن وجود “طيران” فوق المنطقة الصناعية بالمدينة.
وأكد الجيش الأوكراني، السبت، تحقيق “تقدم” في محيط مدينة باخموت، مركز القتال منذ أشهر في شرق أوكرانيا، بينما تحدثت روسيا من جهتها عن تحقيقها مكاسب داخل المدينة المدمّرة والواقعة بمعظمها تحت سيطرتها. وقتل شخصان على الأقل، السبت، وأصيب عشرة آخرون، بينهم أطفال، في قصف روسي طاول مدينة كوستيانتينيفكا التي تبعد 25 كلم جنوب غرب باخموت بشرق أوكرانيا، وفق ما أفادت النيابة.
وتحطمت طائرة واحدة على الأقل، السبت، في منطقة بجنوب روسيا على الحدود مع أوكرانيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، فيما قال مسؤول إن موسكو فقدت أربع طائرات.
وفي المقلب الآخر، أفاد المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب التي ترتكبها أوكرانيا بأن القوات المسلحة الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 58 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية، وفي المجموع أطلقت 368 قذيفة، ما أدى إلى مقتل مدنيَيْن، وإصابة 11 آخرين.
وجاء في بيان المكتب التمثيلي، اليوم، أنه سجل 58 حالة قصف من قبل القوات الأوكرانية التي استخدمت قذائف مدفعية من عيار 152 ملم، و155 ملم، بالإضافة إلى راجمات صواريخ، وفي المجموع أطلقت 368 قذيفة. ومن ضمن مدن وبلدات جمهورية دونيتسك التي تعرضت للقصف أليكساندروفكا، غورلوفكا، دونيتسك، زايتسيفو، ماكييفكا، ريسبوبليكا، ياسينوفاتايا.
وأدى القصف الأوكراني إلى مقتل مدنيَيْن، بينهما طفل، وإصابة 11 آخرين. وتضرر 34 مبنى سكني و13 مرفق بنية تحتية مدنية.
وفي سياق آخر، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي زار برلين بالدعم الذي تقدمه ألمانيا التي وصفها بـ”الصديق الحقيقي” و”الحليف الموثوق” بعد إعلانها تسليم كييف أسلحة جديدة بقيمة 2.7 مليار يورو لدعمها في الهجوم المضاد الذي يعد له ضد روسيا.
واستقبل المستشار الألماني أولاف شولتز صباح اليوم زيلينسكي استقبالا رسميا. وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تهاجم الأراضي الروسية، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع شولتز “ليس لدينا الوقت ولا القوة للقيام بذلك، ولا نملك الأسلحة للقيام ذلك. نحن نعد لهجوم مضاد لتحرير الأراضي التي تم احتلالها بشكل غير شرعي”.
من جهته، قال قائد مجموعة فاغنر الروسية الخاصة الأحد إن الطائرات الحربية الروسية الأربع التي تحطمت في منطقة على الحدود مع أوكرانيا ربما تكون قد أسقطت بأيدي قوات روسية.
ولم يعلق المسؤولون الروس على تقارير وسائل الإعلام الروسية التقليدية والاجتماعية عن تحطم طائرتين مقاتلتين من طراز سو-34 وسو35 وطائرتي هليكوبتر عسكريتين من طراز مي-8 في منطقة بريانسك السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية تاس عن مصادر لم تسمها لخدمات الطوارئ قولها إن الطائرة سو-34 ومروحية واحدة تحطمت. فيما أكدت مصادر أخرى، بما في ذلك فلاديمير روغوف، رئيس منظمة تعاون روسية في مقاطعة زاباروجيا بأوكرانيا، أن أربع طائرات قد أسقطت.
وفقاً للتقارير، تنتمي جميع الطائرات إلى نفس الوحدة الجوية العسكرية.
ونفى المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، الأحد، مسؤولية أوكرانيا عن إسقاط الطائرة. وفي تصريحات بثها التلفزيون الأوكراني، أشار إلى احتمالية مسؤولية روسيا، لكنه تراجع لاحقاً عن التصريح، قائلاً إنها كانت محاولة للمزاح.
برغم ذلك، أعلن رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين فرضية مماثلة.
وقال بريغوجين عبر تطبيق تلغرام: “أربع طائرات.. إذا قمت برسم دائرة في أماكن سقوطها، سيتضح أن هذه الدائرة يبلغ قطرها – وكلها تقع في دائرة بالضبط – 40 كيلومتراً.. الآن اذهبوا إلى الإنترنت وشاهدوا نوع منظومة الدفاع الجوي التي يمكنها أن تكون في وسط هذه الدائرة، ثم قوموا ببناء فرضيتكم الخاصة“. وأوضح بريغوجين، الذي تخوض قواته معركة طاحنة منذ شهور طويلة للسيطرة على مدينة باخموت، أنه لم يكن “على دراية” بالوضع. لكنه انتقد الجيش الروسي مراراً بسبب استراتيجيته في أوكرانيا ولإخفاقه في تزويد فاغنر بالذخيرة التي يحتاجها في باخموت.