اليوم الـ 27 للحرب: اشتداد المعارك حول كييف والمفاوضات تتباطأ

اليوم الـ 27 للحرب: اشتداد المعارك حول كييف والمفاوضات تتباطأ

 السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير 

في اليوم الــ 27 اشتدت العمليات العسكرية الروسية مستهدفة المدن الاوكرانية، حيث سمعت انفجارات واشتباكات عنيفة في محيط العاصمة الأوكرانية كييف من جراء غارات جوية روسية، بينما نقلت وكالة رويترز عن مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن هجوم القوات الروسية على كييف سيكون انتحارا. 

وأظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة التقطتها شركة “ماكسار” (Maxar) المتخصصة لآخر 3 أيام، استمرار النشاط العسكري الروسي في مدن ماريوبول بإقليم دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا وكييف وتشيرنيهيف شمال أوكرانيا. وأظهرت الصور أضرارا واسعة النطاق في المباني السكنية والمناطق الصناعية والبنية التحتية وانتشارا للقوات المدفعية حول المدن الثلاث. كما كشفت عن انتشار للقوات البرية الروسية بالقرب من قرية دبلن بمنطقة غوميل في بيلاروسيا شمال الحدود الأوكرانية. 

وبينت صور جوية لمدينة ماريوبول انفجارات في عدد من المصانع والمباني الصناعية بالمدينة. واتهمت كتيبة آزوف التابعة للحرس الوطني الأوكراني القوات الروسية بإطلاق النيران بشكل عشوائي وإسقاط القنابل على البنية التحتية للمدينة، وفق تعبيرها. 

وكانت أوكرانيا رفضت إنذارا أخيرا وجهته لها روسيا من أجل تسليم مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب شرقي البلاد. في المقابل، قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إن القوات التابعة له التي تقاتل في مدينة ماريوبول تتقدم بنجاح، مضيفا أن السيطرة على المدينة باتت قريبة. وذكر أن عضو مجلس الدوما الروسي عن جمهورية الشيشان آدم ديليمخانوف يقود هذه القوات. بينما قال انفصاليو دونيتسك إنهم سيطروا على 99 بلدة في منطقة دونيتسك، مؤكدين أن القصف الأوكراني على أحياء في شمال وغرب المدينة تسبب في انقطاع الكهرباء عن 30 ألف شخص. 

من جهتهم، قال انفصاليو لوغانسك إن قواتهم ستشارك في العمليات العسكرية خارج حدودها بعد إكمال السيطرة على مناطقهم. سياسيا، قال الكرملين إن موسكو سلّمت الجانب الأوكراني مسودة وثائق في إطار عملية التفاوض وإن كييف ردّت على بعضها ولم ترد على البعض الآخر. وأضاف أن نشر تفاصيل المفاوضات الروسية الأوكرانية قد يؤدي إلى الإضرار بالعملية التي تسير بشكل أبطأ من المتوقع. 

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرض أقوى وأقسى العقوبات على روسيا، مكررا إن جيش بلاده يدافع عن أوروبا كلها، مشيرا إلى أن من سماه العدو يتقدم باتجاه السواحل الأوكرانية، وهو أمر يهدد الدول المجاورة لأوكرانيا. وقال في كلمة عبر تقنية الفيديو ألقاها أمام البرلمان الإيطالي: “نحن بحاجة لوقف هذه الحرب في أسرع وقت ممكن ، نحتاج إلى إخراج قوات العدو من أوكرانيا”. وشدد على وجوب إيقاف “شخص واحد فقط” لإنقاذ الملايين، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقارن زيلينسكي ما فعله الروس في بلاده بما فعله النازيون في أوروبا، وقال: “في كييف هم يعذبون ويخطفون الأطفال ويحملون الشاحنات ويهربون بضائعنا. آخر مرة حدث ذلك في أوروبا كان على يد النازيين”. 

من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن روسيا تعد لهجمات سيبرانية على بلاده، كما حذر من أن حديث موسكو عن امتلاك أوكرانيا أسلحة بيولوجية وكيميائية علامة على عزم الروس على استخدام تلك الأسلحة. وفي سياق الرد الروسي على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن احتمال قيام روسيا بهجمات سيبرانية على بلاده، قال الكرملين إن روسيا ليست منخرطة في اللصوصية، على حد تعبيره. 

وحذرت الخارجية الروسية حلف الناتو من مغبة اتخاذ أي خطوات وصفتها بالمتهورة من شأنها تصعيد الوضع. وأعلنت موسكو أن لديها أكثر من 500 أسير أوكراني حتى الساعة مبدية استعدادها لمبادلتهم مع جنود روس. 

وجرت عملية تبادل للأسرى مع أوكرانيا، في صفقة تعتبر الأولى من نوعها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في هذا البلد، حيث قالت مفوضة حقوق الإنسان الروسية، تاتيانا موسكالكوفا،، إن “أول عملية تبادل جرت”، مضيفة أنه تمت عودة تسعة أسرى روس وأن جزءا منهم من القائمة التى يجرى إعدادها عن طريق تلقى الاستفسارات من المواطنين. وأكدت أنه تم الإفراج عن الأسرى الروس مقابل الإفراج عن عمدة مدينة ميليتوبول الأوكرانية، الذى كان محتجزا لدى القوات الروسية، معربة عن أملها فى ألا تكون هناك أى مماطلة مع القوائم والأوراق والإجراءات. وكانت موسكالكوفا قد أعربت عن استعدادها للعمل على تبادل الأسرى مع الجانب الأوكراني “ضمن أي صيغة”، وتوجهت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بطلب تقديم المساعدة للأسرى الروس المحتجزين لدى القوات الأوكرانية. 

وعلى المستوى الميداني ايضا، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إن روسيا كثفت عملياتها الجوية والبحرية في أوكرانيا لمواجهة مقاومة القوات الأوكرانية التي تواصل إعاقة تقدم الجيش الروسي في البلاد، مضيفًا إنه “خلال الساعات الـ24 إلى الـ48 الماضية شهدنا زيادة في النشاط الجوي من الجانبين”. وتابع أن “الروس نفذوا أكثر من 300 طلعة جوية وكثف الأوكرانيون أيضا وتيرة طلعاتهم الجوية”. وتابع: ” لقد شهدنا زيادة في النشاط البحري في شمال البحر الأسود”، مشيرًا إلى أن “الروس لديهم 12 سفينة حربية تقريباً” في هذه المنطقة خصوصاً السفن البرمائية والقتالية وكاسحات الألغام وزوارق دورية.  وأوضح أن هذه العمليات لا تسفر عن معارك في الجو، فيما يعمد سلاح الجو الروسي إلى إطلاق صواريخ جو-أرض على أهداف أوكرانية من المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي، وتابع: “إنهم لا يغامرون بعيدا ولا لفترة طويلة في المجال الجوي الأوكراني الذي يدافع عنه الأوكرانيون ببراعة كبيرة”. 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، إن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت نشاطا عسكريا بحريا روسيا شمال البحر الأسود. وأضاف خلال مؤتمر صحفى، أن الطيارين الروس لا يغامرون بالبقاء طويلا في الأجواء الأوكرانية، موضحا أن روسيا تطلق صواريخ جو-أرض على أهداف أوكرانية من مجالها الجوي ومن بيلاروسيا. فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة ترحب بأى دولة لديها نفوذ على روسيا لحثها على وقف الحرب فى أوكرانيا، مضيفا أن حسابات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشأن تداعيات العقوبات على بلاده خاطئة.

الى ذلك، أفادت مجلة ميليتري ووتش الأمريكية إن وحدات تابعة لقوات المظلات الروسية حققت مكاسب ميدانية مهمة، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف، وخاضت اشتباكات مع قوات ميليشيات محلية ووحدات تابعة للجيش الأوكراني، وتمكنت القوات المظلية الروسية التي أُنزلت جواً، من تحقيق مكاسب على الأرض مقتربة من العاصمة كييف. ونقلت المجلة عن وزارة الدفاع الروسية قولها “إن وحدات من القوات الروسية المحمولة جواً أجبرت محاربين محليين ووحدات للجيش الأوكراني على التراجع والانسحاب من مناطق في ضواحي كييف، تاركين وراءهم دباباتهم، ومركبات مدرعة متعددة الأغراض، وكميات كبيرة من الذخائر، وأسلحة مضادة للدبابات، وقاذفات وذخيرة”. 

وتأتي هذه التطورات في أعقاب قطع القوات الروسية الطريق أمام وصول أوكرانيا إلى بحر أزوف، وتحييد قواعدها الجوية ودفاعاتها الجوية في وقت تقترب فيه الحرب من شهرها الأول. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي دمر 137 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال خلال الـ24 ساعة الماضية.  

في جانب آخر، أعلن رئيس بلدية تشيرنيهيف الأوكرانية، فلاديسلاف أتروشينكو، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من نصف السكان غادروا المدينة المحاطة بالقوات الروسية من جميع الجهات.  وفي السياق، أعلنت وكالة المخابرات الرئيسية في روسيا أن مئات الألغام جرفتها المياه إلى البحر الأسود بعد أن انفصلت عن كابلات تربطها بموانئ أوكرانية، لكن كييف رفضت هذه المزاعم قائلة إنها معلومات مضللة ومحاولة لإغلاق جزء من البحر. وتابعت الوكالة أن نحو 420 لغما انفلتت وأن الألغام زرعتها القوات الأوكرانية. وقالت سلطة ميناء نوفوروسيسك إن الملاحة أصبحت مهددة في غرب البحر الأسود. بينما قال فيكتور فيشنوف نائب رئيس الإدارة البحرية الحكومية الأوكرانية لـ”رويترز”: “هذه معلومات مضللة تماما من الجانب الروسي”، مضيفا “فُعل ذلك لتبرير إغلاق هذه المناطق من البحر الأسود بذريعة ما يوصف بخطر الألغام”. فيما قالت البحرية الأوكرانية إنها وحدها التي يحق لها توجيها لتحذيرات الأمنية بشأن الجزء الذي يخصها من البحر الأسود ووصفت التحذير الروسي بأنه محاولة “قرصنة” معلوماتية.  

وعلى مستوى المفاوضات، أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، عن استعداده لبحث كل الأمور مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا وافق على التفاوض مباشرة معه، مشددا على الحاجة إلى عقد لقاء مع بوتين بأي صيغة كانت من أجل وقف الحرب في أوكرانيا. وقال زيلينسكي في مقابلة مع موقع “سوسبيلنه” الإلكتروني الإخباري: “باعتقادي أنه بدون هذا اللقاء من المستحيل أن نفهم تماماً ما هم مستعدّون لفعله من أجل وقف الحرب”.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة