اليوم الـ 30 للحرب: الروس على أبواب كييف
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الواحد الثلاثين للحرب، ما زالت القوات الروسية تراوح على أبواب كييف، إذ قالت بريطانيا اليوم، إن القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على بلدات شرقي كييف، وأن القوات الروسية التي كانت تحاول السيطرة على العاصمة تتراجع مرة أخرى على خطوط الإمداد “المنهكة”.
فبعد شهر من الغزو، فشلت القوات الروسية في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة. وجرى صد هجوم تعتقد الدول الغربية أنه كان يهدف إطاحة حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بسرعة على أبواب كييف. وسادت حالة من الجمود على خطوط القتال هناك، حيث تهدد الطوابير العسكرية الروسية كييف من الشمال الغربي ومن الشرق.لكن في تحديث استخباراتي صدر الجمعة، تكلمت بريطانيا عن هجوم أوكراني مضاد دفع الروس إلى التراجع. وجاء في التحديث أن “الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد المنهكة أتاح لأوكرانيا إعادة السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية، حتى 35 كيلومترا شرقي كييف”. ورجح التحديث أن تحاول القوات الأوكرانية أيضا دفع الروس إلى الخلف على المحور الرئيسي الآخر، الذي يهدد كييف من الشمال الغربي، بينما في الجنوب ربما لا تزال روسيا تخطط لمهاجمة ميناء أوديسا بعد التخلي عن جهود الاستيلاء على ميكولايف. وقال الجيش الأوكراني إن قواته تصد القوات الروسية التي تحاول شق طريقها إلى كييف. ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مدينة تشيرنيهيف شمال شرقي كييف، مما يعرقل تقدم موسكو صوب العاصمة. وبسبب عدم قدرتها على السيطرة على المدن الأوكرانية، لجأت روسيا إلى قصفها بالمدفعية والضربات الجوية.
ولا يزال ميناء ماريوبول الشرقي تحت الحصار منذ الأيام الأولى للحرب، ويُعتقد أن عشرات الآلاف محاصرون هناك من دون طعام أو دواء أو كهرباء أو تدفئة. وفي جزء من المدينة سيطر عليه الروس، قالت امرأة تنتظر في طابور لتلقي الإمدادات الغذائية لـ”رويترز”، إن زوجها المصاب بالسكري توفي بعد دخوله في غيبوبة، ودفن في مشتل للزهور.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير معسكر لتدريب المرتزقة الأجانب ومخزن لأسلحتهم الغربية في أوكرانيا بصاروخ باليستي أطلقته منظومة الصواريخ “إسكندر”، كما أكدت تدمير أكبر قواعد إمدادات الوقود الأوكرانية قرب كييف بصواريخ “كروز.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف، في إفادة صحافية، إن الضربة وقعت مساء أمس الخميس باستخدام صواريخ أطلقت من البحر، مشيرا إلى أن المستودع كان يستخدم لإمداد القوات المسلحة الأوكرانية في وسط البلاد. يأتي ذلك فيما كشفت سلطات مدينة دنيبرو عن تعرض قاعدة عسكرية لتدمير كبير جراء قصف روسي بالصواريخ. على صعيد المفاوضات قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أنّ “عمليّة التفاوض مع روسيا صعبة للغاية، والوفد الأوكراني لم يتنازل عن مطالبه”، موضحًا “أننا مصرون وقبل كل شيء، على وقف إطلاق النار وضمانات أمنية وسلامة أراضي أوكرانيا”، معتبرًا أنّ “اللغة الأوكرانية هي لغة الدولة الوحيدة، وستبقى كذلك”، في إشارة إلى المفاوضات مع روسيا بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأمس، أعلنّ مدير مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أندريه يرماك، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس“، أنّ “المفاوضات مع روسيا صعبة، وهناك تساؤلات حول امكانية عقد اتفاق، لكننا نحرز تقدمًا”. وأعلن “أنّنا نعتقد أنّ اللحظة التي سيلتقي بها، الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقترب”، معتبرًا أنّه “لا بد من لقاء بين زيلنسكي وبوتين، لأنه السبيل الوحيد لحل القضايا الشائكة”، مؤكدًا “لن نقبل أبدًا التخلّي عن أي جزء من أراضينا، بما في ذلك دونباس والقرم“.
من جهتها، أفادت وزارة حالات الطوارئ الروسية، أن 40 قافلة من الشاحنات، نقلت أكثر من 8000 طن من المساعدات الإنسانية من روسيا إلى أوكرانيا ودونيتسك ولوغانسك“، مشيرة إلى أن “الجانب الروسي، قام بتسليم 120 طناً أخرى من المساعدات الإنسانية”. وأكدت في بيان، أن “عمليات نقل الإمدادات الغذائية مستمرة في الوصول إلى مركز الدعم الحياة في قرية بيزيمينو في دونيتسك، حيث يوجد أكثر من 400 شخص”.
وذكر مقر الدفاع الإقليمي لدونيتسك، على مواقع التواصل الإجتماعي، أنه “حتى يوم 25 آذار 2022، في أراضي دونيتسك، قامت وحدات من قوات دونيتسك، بدعم ناري من القوات المسلحة الروسية، بتحرير وفرض سيطرة كاملة على 132 منطقة سكنية”. وكانت قد أعلنت بعثة دونيتسك، في بيان، عن “قتل 55 مدنيا خلال 31 يوماً مضت على التصعيد من قبل التشكيلات المسلحة الأوكرانية، وأصيب 318 مدنياً بجروح متفاوتة الخطورة”، مشيرة إلى أن “1244 حادث إطلاق نار، منها 1083 باستخدام الأسلحة الثقيلة، تم رصدها خلال الفترة المذكورة”. وأشار الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، في مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، وعلق أن “القوات المسلحة الأوكرانية، تستخدم ذخيرة تحتوي على الفوسفور الأبيض بالقرب من إحدى القرى، على الرغم مما تحتويه هذه المادة من السمية العالية والفتاكة، حيث يتسق ذلك مع التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، جو بايدن، التي يزعم فيها احتمال استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية، وهو ما جعلنا نتوقع مثل هذا الاستفزاز، الذي يحدث بناء على أوامر من الخارج”. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين“، دميتري بيسكوف، أن “الولايات المتحدة تواصل نهجها في عزل روسيا، لكن هذه السياسة لن تحقق هدفها”، مشيراً إلى أن “وزراة الدفاع الروسية تعد إجراءات لتقوية الجبهة الغربية، على خلفية تحركات حلف شمال الأطلسي (الناتو)”. وأكد بيسكوف، أن “روسيا ستطالب بتفسير لتورط نجل الرئيس الأميركي، جو بايدن في عمل مختبرات بيولوجية في أوكرانيا“، موضحاً أن “حديث بايدن عن تهديدات روسيا باستخدام الكيميائي محاولة للتعتيم على فضيحة المختبرات البيولوجية”.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن “الغرب دفع كييف إلى حل أزمة دونباس عسكريا عبر ضخ الأسلحة لأوكرانيا“، لافتاً الى أن “الغرب تجاهل قتل آلاف المدنيين في دونباس من قبل القوات الأوكرانية وفرض حصار على المنطقة”. وأوضح، خلال لقاء مع الرئيس الأبخازي أصلان بزانيا، أن “رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته في الشؤون الدولية وإخضاع كل شيء وكل دولة وعودة العالم أحادي القطب ليست سوى وهم، وهي تطلعات تسبب توتراً خطيراً في العلاقات الدولية”. يذكر أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوفعن، كان قد أعلن في وقت سابق اليوم، أنه “تم تدمير 51 منشأة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية خلال الليلة الماضية، كما أَسقطت الدفاعات الجوية للجيش الروسي أربع طائرات مسيرة أوكرانية، وأحكمنا السيطرة على قرى باتمانكا وميخايلوفكا وكراسني بارتيزان وستافكي وترويتسكوييه”.
وفي خضم الحرب الدائرة، قررت كندا منع جنودها من الانضمام إلى “الفيلق الدولي” الذي شكله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمقاومة القوات الروسية. وقال نائب رئيس أركان الدفاع الكندي الجنرال فرانسيس ألين: “الجنود الكنديون الوحيدون المسموح لهم بدخول أوكرانيا هم أولئك الذين حصلوا على موافقة رسمية من رئيس أركان الدفاع واين إير”. وحذر من إمكانية استخدام روسيا لأي أسرى من الجنود الكنديين كأداة دعاية لها، على أنها تحارب مرتزقة وأجانب. وأعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، عن قلق الوكالة، بعد أن حذّرت أوكرانيا من قصف القوات الروسية لبلدة يعيش فيها تقنيّون يعملون في محطة تشيرنوبيل النوويّة. ما قد يعرّضهم للخطر“.