اليوم الـ 35 للحرب: 3 ممرات إنسانية لسكان ماريوبول واللاجئون فوق الأربعة ملايين
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 35 للحرب، أعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي على ثلاثة ممرات إنسانية لإجلاء سكان ماريوبول اليوم الأربعاء. وبينما شككت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بقرار موسكو تقليص نشاطها العسكري في محيط كييف، قالت الأمم المتحدة إن عدد الأوكرانيين الذين فروا إلى الخارج بسبب الحرب تجاوز الأربعة ملايين. وكان مصدر في الرئاسة الفرنسية أفاد بأن الرئيس إيمانويل ماكرون طالب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإعلان هدنة إنسانية في مدينة ماريوبول (جنوب شرق).
في المقابل ذكر الكرملين أن بوتين شدد لماكرون على ضرورة تسليم الأوكرانيين بماريوبول سلاحهم أولا من أجل تسوية الوضع الإنساني. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الروس لم يكونوا مستعدين ولا قادرين على السيطرة على كييف، مضيفة “لم نر ما يؤكد أن وحدات من الجيش الروسي بدأت تنسحب من جبهات القتال حول كييف”. وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إدارته ستراقب التزام روسيا وستواصل فرض عقوبات عليها.
من جهة أخرى، قالت تركيا إن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول حققت بعض التقارب، كما كشف الوفدان المفاوضان عن شروطهما.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية وقوع سلسلة انفجارات في قرية كراسني أوكتيابر في المقاطعة القريبة من الحدود مع أوكرانيا، مؤكدا عدم سقوط ضحايا، دون الإفصاح عن ماهية هذه الانفجارات. وفي التفاصيل، أشار نائب رئيس الوزراء البولندي ان روسيا تستعد لشن هجوم جديد في أوكرانيا، وكل المؤشرات تدل على أننا أمام حرب طويلة.
فيما أعلن البيت الأبيض عن إبلاغ الرئيس الاميركي جون بايدن الرئيس فولوديمير زيلنيسكي أن واشنطن ستمنح كييف مساعدة مباشرة قدرها 500 مليون دولار. وأعلن مسؤولون أوروبيون عن مداهمة مقار مكاتب ألمانية تابعة لشركة غازبروم الروسية، بعد تحقيق عن دور لغازبروم في رفع أسعار الغاز في أوروبا. وأفيد عن قيام القوات الروسية بنشر بعض القوات بعيدا عن كييف، وتشير نيهيف لتخفيف الضغط عن المدينتين. واعتبر ذلك من قبل أميركا اجراء غير مؤثر مع استمرار قصف كييف وتشيرنيهيف.
وقال مسؤوول أميركي لقناة “الجزيرة” القطرية: “لا نصدق مزاعم الكرملين بتحويل الأولوية إلى إقليم دونباس مع استمرار قصف المدن الأوكرانية”.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن روسيا لا تهاجم أوكرانيا فحسب، بل تهاجم المبادئ الأساسية للأمن عبر المحيط الأطلسي”. وقال: “أرسلنا رسالة واضحة مفادها أن أي تحد لأمننا سيواجه برد حازم وموحد”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أشارت في بيان إلى أن “كل مهام القوات الروسية على محوري كييف وتشيرنيهيف تم إنجازها. ودمرنا منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية والبنية التحتية للمطارات ومخازن عتاد وتجميع المرتزقة”. وأضافت: “قواتنا وفرت الشروط لإنجاز المرحلة النهائية من العملية العسكرية لتحرير دونباس وهي تسيطر على طرق المواصلات والإمدادات الرئيسية التي تؤمن احتياطي القوات الأوكرانية، ووسعت هجماتها واخترقت دفاعات الجيش الأوكراني، وتشتبك مع اللواء 53 في فيليكايا نوفاسولكان وتعيد الآن التموضع على محور تشيرنيهيف وكييف في أوكرانيا. كما أنجزت المرحلة الأولى من عمليتها، وأجبرت القوات الأوكرانية على التموضع في المدن الكبيرة”. وأشارت مساعدة وزير الدفاع الأميركي إلى أن “أولوياتنا هي تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية والحفاظ على وحدة دول النيتو وردع روسيا”.
ونقلت شبكة إن بي سي عن مسؤول أميركي قوله إن “الرئيس بوتين يتعرض للتضليل من جانب مستشاريه بشأن مدى سوء أداء الجيش الروسي”.
من جهته، أعلن مستشار الرئيس الأوكراني، إنه “لا يمكن إجراء استفتاء الآن لأننا في حالة حرب ونطبق قانون الطوارئ”، موضحا “سنجري استفتاء على أي اتفاق مع روسيا بعد أن تسحب قواتها من أراضينا”. وأوضح: “قدمنا مقترحاتنا للجانب الروسي وطالبنا بعقد لقاء بين بوتين والرئيس زيلينسكي، وكل الذرائع التي قدمتها روسيا لشن الحرب على بلادنا لم تكن موجودة، وهناك إمكانية لتوقيع اتفاق أولي مع روسيا خلال يومين، لكن يجب أن نحصل على ضمانات أمنية بعدم شن حرب جديدة علينا”.
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن أن “الحرب مستمرة وروسيا تنشر قوات إضافية على الأراضي الأوكرانية”، وقال: “الطريقة الوحيدة لحمل روسيا على السلام هي فرض مزيد من العقوبات عليها”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع النرويجية عن استكمال مد أوكرانيا بشحنة يبلغ قوامها ألفي صاروخ مضاد للدبابات من طراز “إم 72” (M72)، ليرتفع إجمالي ما أرسلته النرويج إلى أوكرانيا إلى أربعة آلاف صاروخ.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن أمينة المظالم الأوكرانية ليودميلا دنيسوفا أن قصفا جويا ومدفعيا روسيا طاول مبنى الصليب الأحمر في مدينة ماريوبول. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية أن “القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها وتركز على العمليات الهجومية في منطقة العمليات الشرقية، وزيادة الدعم في دونيتسك وتافريا، كما تواصل الحشد في منطقة محطة تشرنوبل للطاقة النووية وحصار خاركيف، وتوجيه ضربات مدفعية على المناطق السكنية في المدينة”. وقالت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية أن “مناورات لسفن روسية قرب أوديسا (جنوب غرب)، واحتمال القيام بعملية إنزال”. وكانت القوات الروسية استهدفت المكتب الميداني للبعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في ماريوبول، كما قصفت المناطق السكنية في أفدييفكا بالمدفعية وصواريخ “توشكا يو”، واستهدفوا الأحياء السكنية في لوغانسك بالأسلحة الثقيلة.
وفي المواقف اعتبر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون “إننا نحتاج إلى زيادة الضغط الاقتصادي على بوتين، ولا يمكن رفع العقوبات عن موسكو بمجرد وقف إطلاق النار في أوكرانيا. ونعمل مع القوة الاستكشافية المشتركة لدول البلطيق لمواجهة العدوان الروسي، ودعم أوكرانيا”.
من جهة ثانية صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو ستعمل مع إيران على اتخاذ خطوات عملية تستهدف الالتفاف على العقوبات الغربية.
إلى ذلك، عينت الأمم المتحدة لجنة مستقلة من ثلاثة خبراء في مجال حقوق الإنسان للتحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات أخرى خلال الصراع في أوكرانيا. ويترأس النرويجي إريك موس اللجنة المفوضة “للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم ذات الصلة، في سياق عدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا”. ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الرابع من مارس/آذار الحالي على تشكيل لجنة تحقيق لمدة عام، بناء على طلب أوكرانيا وحلفاء من بينهم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة. وكان الكرملين صرح إلى “إننا لا نستطيع الإعلان عن نتائح جادة في المفاوضات مع الجانب الأوكراني، وأن الوفد الروسي سيقدم توضيحات إضافية بشأن عملية التفاوض مع أوكرانيا وصياغة كييف لمقترحاتها بشكل ملموس على الورق في مفاوضات إسطنبول عمل إيجابي، وسنعمل على توسيع استخدام العملة الوطنية مع الدول الأخرى”. وشدد على أن “القرم جزء من روسيا ودستورنا يمنع بحث مصير المناطق الروسية مع أي أحد”.
من جهتها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرار أكثر من 4 ملايين لاجئ من أوكرانيا منذ بدء التدخل الروسي أواخر فبراير/شباط الماضي.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان على موقعها الإلكتروني، إن أكثر من 2.3 مليون شخص وصلوا إلى بولندا، بينما دخل أكثر من 608 آلاف شخص إلى رومانيا، فيما توجه نحو 387 ألفا إلى مولدوفا، و364 ألفا إلى المجر.